3- الإستمتاع

Post date: Nov 9, 2016 10:26:44 AM

دردشة حول السعادة 3

يعتبر الاستمتاع والاحساس بالمتعة واللذة في فعل شئ ما هو روح السعادة، ويمكن اعتبار الاستمتاع بالنسبة للسعادة كالجوع بالنسبة للطعام كما يصفها الفيلسوف راسل.

كثير من الناس مثلا يأكلون لأجل البقاء أحياء فقط واعتبار وجبات الغذاء عادات يومية ضرورية ومملة أحيانا عند البعض، ولكنها عند اخرين مناسبة عظيمة للاستمتاع والسعادة. وتجد هذا النوع من الاستمتاع عند الميسورين أكثر منه عند الأغنياء الذي يرى بعضهم أن التلذذ في الأكل ليس من الذوق العام أو اللياقة وهم مخطئون في هذا.

وكذلك هناك المتعة في الشرب فبعض الاشخاص يستمتعون أيما استمتاع بشرب كوب من الشاي أو القهوة أو غيرهما وقد يهيئون لهذا الشرب ظروفا أخرى ليبلغوا قمة التلذذ فمثلا قد يختارون الشرب في البلكونة أو في الفضاء الفسيح أو عند إنجاز عمل يومي.

وجعل الله الغرائز الانسانية كالأكل والشرب والجنس مواطن للاستمتاع وللسعادة، ذكرنا متعة الاكل ومتعة الشرب وتكفي الاشارة الى المتعة الجنسية كمصدر من أعظم مصادر السعادة.

وحواس الانسان هي أهم أدوات الاستمتاع بفعل شئ ما، فشم الروائح العطرة الزكية يخلق سعادة عند غالبية الناس، والاستماع الى الموسيقى غالبا ما يطرب الانسان الطبيعي ويمتعه الى أقصى حد. وهنا نود أن نذكر أنه يحصل الاستمتاع بالموسيقى التي يحبها الشخص وتمتعه وليست الموسيقى التي يختارها أصحاب الذوق الرفيع كما يحب أن يتم تصنيفهم، فالموسيقى الشعبية مثلا تسعد أصحابها وتجعلهم يرقصون أكثر مما تفعل سيمفونيات بتهوفن أو معزوفات رياض السنباطي أو أغاني أم كلثوم.

وكما تفعل الأذن وتسمتع فان العين كذلك تستمتع برؤية المناظر الخلابة والورود والأزهار أو اللوحات الفنية أو الأراضي الخضراء او غير ذلك.

كثير من الناس يعتبر العمل اليومي الرسمي متعبا ومملا، ومحظوظون جدا من يستمتعون به. هناك القليل من الناس الذين يجمعون المتعة مع العمل اليومي وذلك لا يؤدي الى السعادة فقط ولكن الى النجاح أيضا والذي سيكون رافدا اخر للسعادة.

هناك مجالات كثيرة ومتنوعة للاستمتاع مثل قراءة الكتب و الروايات ومشاهدة المباريات الرياضية أو الأفلام السينمائية أولعب الورق او الكرة أو مختلف الرياضات وكلما تعددت وتنوعت مواطن المتعة تم الحصول على سعادة مستمرة ومتواصلة.

ومن المفيد للحصول على سعادة أكبر هو أن لا تجعل حدودا للاسمتاع الا اذا تقاطعت مع حقوق الاخرين أو مع صحتك، دع نفسك تسعد وأطلق لنفسك العنان، أرقص ودندن وأكل واشرب بتلذذ، اقفز فرحا عندما يسجل فريقك المفضل هدفا، ولا تلتفت الى من ينتقدون تلذذك ويعتبرونه فعلا غير لائق، ولا تجعل رأي الذين يعتبرون أنفسهم ذو ذوق رفيع ولياقة يحول دون سعادتك.

حسن مريدي