1- الإثارة نقيض الملل

Post date: Nov 9, 2016 10:29:42 AM

درشة حول السعادة 1

تعتبر السعادة غاية من أهم غايات الانسان في الحياة، اما النجاح الذي يعتبره أغلب الناس غاية لحياتهم فيعتبره الفلاسفة والمفكرين وسيلة للسعادة وليس غاية للحياة وهذا التصور ليس حكرا على المفكرين فقط بل يشمل كثير من الناس ممن تتوفر عندهم ثقافة أو معرفة أو حكمة أو خبرة أو حتى احساس مرهف. والنجاح في العمل او امتلاك المال الوفير أو السلطة دون تحقيق السعادة يعد فشلا في نظر الكثيرين ولابد أنك ستلحظ بسهولة نماذج كثيرة من هذا النوع.

أظن أن مدار السعادة هي الاثارة التي هي نقيض الملل. فالشخص الذي يحصل على اثارة مستمرة في حياته سيكون شخصا محظوظا لا محالة. ان الاثارة الحقيقية في رأيي تنتج عادة من رغبة في النفس تريد السعادة وتسعها اليها، و قد يتحصل عليها الفقير والغني، فالغني مثلا قد يكون هذا الاسبوع يشاهد مباراة في ميلانو وبعدها بيومين سيحضر احتفالا في باريس وسيقيم حفلة في منزله نهاية الشهر، سيحصل على المتعة والاثارة. وكذلك الفقير قد يتحصل على الاثارة اذا ارادها، بامكانه أن يلعب اليوم مباراة رياضية في الحواري وفي الغد سيستمتع بزيارة الجبل او الارض الزراعية وفي نهاية الاسبوع يمكنه أن يرقص مع أصحابه على أنغام فلكلور شعبي محلي.

اذا لا يكفي المال وحده لبلوغ الإثارة التي تقود الى السعادة الحقيقية، فيمكن مثلا ان يزور شخص ما لندن مع عائلته ليسقط واجبا فقط ويشعر بالملل وهذا النوع في الغالب يسيطر على حياته الطمع والهلع.

أظن ان من أهم أسباب السعادة أيضا هو توسيع الاهتمامات الشخصية والهوايات فاذا كنت تحب القراءة والرياضة والموسيقى وبجانبها هوايات أخرى فستكون شخصا سعيدا حتى وان كنت فقيرا، وان كنا لا ننكر دور المال في تقريب السعادة وجلبها بسهولة اكثر لكن بشرط ان تتوفر عند الشخص النية والرغبة لأن يكون سعيدا.

وكما هو معروف ان الاكثار من الشئ يفقده لذته وكذلك الاثارة لان الافراط فيها قد يقود الى نقيضها وهو الملل فيصبح المثير بالأمس سببا للملل اليوم. ولذا سيكون من المفيد الاستمتاع بكل وسيلة متاحة للسعادة لأقصى وقت ممكن، وعلى النقيض من ذلك سيكون تجربة وسائل كثيرة من الأشياء المثيرة في وقت قصير سببا من أسباب التعاسة.

والخلاصة ينبغي أن تكون عندك الرغبة في السعادة لتكون سعيدا.