الصحابي جرير بن عبدالله البجلي

ترجمة الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه

*****

صحابي جليل أسلم وقومه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة ، فبعثه الرسول ﷺ على رأس فرسان من بنو أحمس بجيلة لهدم ذي الخلصة (صنم بالسراة كانت قبائل بجيلة وخثعم وباهلة ودوس والأزد يعبدونه) ، وروى عن الرسول ﷺ مايزيد عن 300 حديث شريف ورد ذكرهم في كتب الصحاح التسعة . والثابت من المراجع إن اسمه : جرير بن عبدالله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة (أو خزيمة) بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر البجلي . وتضيف المراجع بان لجرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ أخت وعدة أبناء وبنات وأحفاد ، والمراجع تذكر أن أخته تزوجها زهير بن ذى السن القسري البجلي وأنجبت له : جرير الذي سُمي جريراً تيمناً باسم أخيها جرير رضي الله عنه .

وتذكر المراجع أيضاً أن بنات جرير البجلي : عائشة ؛ والرواع ؛ وأميمة ؛ وربما هناك غيرهم . وأبنته (عائشة) هي التي تزوجها أبو أراكة مالك البجلي صاحب دار (أبي أراكة) الشهيرة بالكوفة ، فأنجبت له بنت تزوجها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي ؛ وأنجبت له : جرير ومالك ؛ سُمي الأول تيمناً باسم جده لأمه (جرير) ؛ والثاني سُمي تيمناً باسم جده لأبوه (مالك ؛ أبو أراكة) .

سيرة مختصرة للصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه

*****

يقول الأندلسي (في العقد الفريد) إن جرير بن عبدالله البجلي صاحَبَ النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان يقال له : يوسف هذه الأمة ، لحسنه . وقد وصفه رسول الله ﷺ ( إن على وجهه مسحة مَلَكٍ ) كما في الحديث الوارد بمسند أحمد بن حنبل الآتي نصه :

حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا يونس عن المغيرة بن شبل قال قال جرير لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حلتى ثم دخلت المسجد فإذا النبى ﷺ يخطب فرمانى الناس بالحدق قال فقلت لجليسى يا عبد الله هل ذكر رسول الله ﷺ من أمرى شيئاً قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له فى خطبته فقال : إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمنٍ ألا وإنَ على وجهه مسحة مَلَكٍ قال جرير فحمدت الله عز وجل .

ويبدو أن جرير البجلي كان ضخم الجثة ، ويستدل على ذلك من الحديث في مسند أحمد بن حنبل ، والذي نصه :

((قال عبدالله حدثنى محمد بن عبدالله المخرمي حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري حدثنا سفيان حدثنى ابن لجرير بن عبدالله قال كانت نعل جرير بن عبدالله طولها ذراع )) .

وربما بسبب ضخامته كان لا يثبت على الخيل ، فأشتكى هذا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم ، فدعى له النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات ، وقد ورد في صحيح البخاري وغيره من كتب الصحاح عدة أحاديث بهذا بشأن ، منها الحديث الآتي المذكور بصحيح البخاري :

((حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس قال قال لى جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال لى رسول الله ﷺ ألا تريحنى من ذى الخلصة وكان بيتاً فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت فى خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبى ﷺ أنى لا أثبت على الخيل فضرب فى صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدرى فقال اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبى ﷺ يبشره فقال رسول جرير لرسول الله ﷺ يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال مسدٌد بيت في خثعم )) .

وجرير بن عبدالله البجلي هو الذي أرسله الرسول ﷺ لهدم صنم ذي الخلصة ، وهو الذي قاد بعض قومه من بجيلة في حروب الردة التي كلف بها ، وفي السنة الثالثة عشر للهجرة أرسله أبوبكر الصديق رضي الله عنه عاملاً على نجران . وهو الذي جمع بطون بجيلة المتفرقة لما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يرسله لمساعدة جيش المثنى بن حارثة في حربه مع الأعاجم لفتح بلاد العراق وفارس . ويقول الطبري بتاريخه إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل جرير البجلي على رأس قومه لمساعدة المثنى بن حارثة في فتح بلاد العراق ، وجرير هو الذي قتل قائد الفرس (مهران) يوم مهران (معركة مهران أو النخيله) ، وبعد المعركة نزل جرير وقومه في كاظمة وكاظمة موقع في شمال الكويت ، ومراجع أخرى تقول نزل وقومه في غضي هو أيضاً موقع في شمال الكويت وقريب من كاظمة ، والموقعين (كاظمة وغضي) مازالا يعرفان بنس الأسماء .ومازال يعرف بنفس الأسماء حتى وقتنا الحاضر .

ويقول الطبري أن بيوم القادسية (معركة القادسية الشهيرة) كان جرير البجلي على رأس قومه بجيلة ، وكان على ميمنة الناس (أي الجيش) ، وكان على الميسرة قيس بن هبيرة (المكشوح) البجلي . والثابت بالمراجع أن جرير بن عبدالله البجلي قاد قومه من بجيلة في فتح عدة مدن ومواقع في بلاد العراق وفارس ، وأصيبت عينه بفتح همذان (هي همدان حالياً) ، ويقول ابن الأثير أن جرير كان عاملاً على همذان عندما استدعاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكوفة بعد أن أستقر علي بها بعد معركة الجمل الشهيرة .

ويقول الطبري إن جرير كان والياً على قرقيسياء في السنة التي قتل فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكانت له دار (بيت) في الكوفة هدمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد قيام جرير بالرحيل للرقة واعتزاله المشاركة بالصراع الدائر بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، والذي أنتهي بموقعة صفين الشهيرة .

ويقول ابن الأثير أن جرير رضي الله عنه توفى في سنة 51 هـ (ويقال سنة 54 هـ) في بلدة يقال لها (قديد) ، وقديد هي التي قال عنها الحموي (في معجم البلدان) إنها بلدة قرب مكة المكرمة ، ويُنسب إليها حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم .

بعض أبناء الصحابي جرير رضي الله عنه المذكورين بالمراجع


  • أبان وإبراهيم أبني جرير بن عبدالله وقد ورد ذكرهم بالحديث الآتي نصه : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال رأيت إبراهيم وأبان ابني جرير بن عبد الله وجدي يخضبون بالحناء والكتم وكان قد بقي وعَمر وولد بعد موت جرير وبقي حتى لقيه شريك وأسد بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي روى عن جده وعن أبي هريرة رضي الله عنهما .

  • بشير بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أبناء جرير البجلي رضي الله عنه وذكره الطبري بتاريخه ؛ وقال أن بشير بن جرير بن عبدالله البجلي كان على رأس بطون قبيلة بجيلة بالكوفة في قتالهم ضد المختار الثقفي سنة 66 هـ .

  • خالد بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أبناء جرير رضي الله عنه وقد ذكره ابن الأثير بتاريخه عند الحديث عن وقعة مسكن (أسم منطقة بالعراق) وقال إن خالد بن جرير بن عبدالله البجلي قدم من خراسان على رأس ناس (أي جيش) من الكوفة وذلك في سنة 83 هـ .

  • زياد بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أبناء جرير وذكره الطبري بتاريخه ؛ وقال إن زياد بن جرير بن عبدالله البجلي كان على الحرب (مهنة عسكرية بالدولة) بعهد الحجاج بن يوسف الثقفي ، وكان معه في حربه مع أبن الأشعث بالزاوية (منطقة بالعراق) سنة 82 هـ ، وفي سنة 87 هـ كان عامل الحجاج على (الحرب) بالكوفة ، ثم صار في سنة 90 هـ عامل الحجاج على الكوفة .

  • محمد بن جرير بن عبدالله البجلي : تذكره المراجع بانه هو الذي قام بملاحقة شوذب الخارجي (اسمه بسطام اليشكري) ، ففي سنة 100 هـ بزمن خلافة عمر بن عبدالعزيز ؛ خرج (بمعنى ثار) شوذب الخارجي من بلدة تُسمى جوخى ، فتم إختيار محمد بن جرير بن عبدالله البجلي لقيادة ألفين من أهل الكوفة البجليين لملاحقة شوذب الخارجي .

  • عبدالله بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أبناء الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ وهو والد الأمير إبراهيم بن عبدالله البجلي الآتية ترجمته ، علماً أن بعض الكتب الحديثة تخلط بين الأبن (عبدالله) وبين والده الصحابي جرير رضي الله عنه ؛ منهم العزاوي صاحب كتاب (عشائر العراق) عندما قال بأن قبائل بجيلة قدمت العراق بزعامة الأمير عبدالله بن جرير البجلي . وهو قول خطأ ؛ لأن الذي قاد بعض قبائل بجيلة في فتح العراق هو الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وليس أبنه الأمير عبدالله بن جرير البجلي .

  • عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي : هو والد الراوي الشهير باسم أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي ، الذي له بكتب الصحاح مايزيد عن 220 حديث شريف ؛ وأيضاً هو والد : أسد بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الذي روى عن جده جرير وعن أبي هريرة رضي الله عنهما .

  • يزيد بن جرير بن عبدالله البجلي : هو والد جرير بن يزيد بن جرير بن عبدالله البجلي الآتية ترجمته والذي تولى ولاية البصرة في سنة 126 هـ (711م) .

بعض أحفاد الصحابي جرير رضي الله عنه المذكورين بالمراجع


  • إبراهيم بن عبدالله بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أحفاد جرير البجلي رضي الله عنه ؛ وذكر الطبري بتاريخه ؛ وقال بأن إبراهيم بن عبدالله بن جرير بن عبدالله البجلي إنه كان على ربع أهل المدينة عندما قتل زيد بن علي في عام 122 هـ ، وكانت الكوفة بذلك الوقت مقسمة أربعة أرباع ، هي : ربع لقبيلتي مذحج وأسد ، وربع للقبيلتي كندة وربيعة ، وربع للقبيلتي تميم وهمدان ، وربع لأهل المدينة (المقصود أهل المدينة المنورة) وهو الذي كان عليه إبراهيم بن عبدالله بن جرير بن عبدالله البجلي .

  • أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي : محدث يشتهر بكنيته (أبو زرعة) ، وهو حفيد الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، وقد اختلف في اسمه ، وهو محدث ثقه من أهل الكوفة روى عن أبي هريرة وعن جده جرير وعن غيرهم ، ويعد من الطبقة (الوسطى من التابعين) ، وله 227 حديث في كتب الحديث الشريف (البخاري ومسلم وغيرهم) .

  • أسد بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي : محدث روى عن جده الصحابي جرير بن عبدالله البجلي ، وهو أخو أبو زرعة السابقة ترجمته ، وقد ورد ذكره بالحديث الآتي : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال رأيت إبراهيم وأبان ابني جرير بن عبد الله وجدي يخضبون بالحناء والكتم وكان قد بقي وعمر وولد بعد موت جرير وبقي حتى لقيه شريك وأسد بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي روى عن جده وعن أبي هريرة رضي الله عنهما .

  • جرير بن أيوب بن أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي : محدث من أهل الكوفة ، تذكره المراجع بانه روى عن جده أبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي .

  • جرير بن يزيد بن جرير بن عبدالله البجلي : أحد أحفاد جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ وذكر الطبري بتاريخه ؛ وقال إنه تولى ولاية البصرة في سنة 126 هـ (711م) ؛ وروي عنه ستة أحاديث وردوا في كتب الصحاح (كتب الحديث) ، وهو يعد من طبقة (كبار الأتباع) حسب تصنيف طبقات رواة الحديث الشريف .

  • الحسين بن إدريس البجلي الجريري التستري : محدث من نسل الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ وقد ذكره السمعاني وقال سُمي بالجريري نسبة لجده جرير رضي الله عنه ؛ وسُمي بالتستري نسبة لبلدة تستر بمنطقة الأحواز العراقية (كانت الأحواز جزء من العراق حتي عام 1847م) . وبلدة تستر هي التي تذكرها المراجع (مثل أبن حوقل وغيره) بأن أجود أنواع القطن والديباج يأتي منها ؛ وكانت كسوة الكعبة المشرفة تحاك وتعمل في بلدة تستر ثم ترسل إلى مكة المكرمة بالحجاز .

  • يحيى بن إسماعيل بن جرير بن عبدالله البجلي : محدث من أهل الكوفة ، وهو حفيد الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، وله ثلاثة أحاديث بمسند أحمد بن حنبل وأبي داود ، وذكره السمعاني صاحب كتاب (الأنساب) بأسم : يحيى بن إسماعيل البجلي الجريري ، وقال بان من ينتسب إلى الصحابي جرير بن عبدالله البجلي يلقب بالجريري ؛ وذكر منهم : عمر بن إبراهيم بن سبنك البجلي الجريري وأهل بيته ، وابنه إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سبنك ؛ وابن ابنه القاضي أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سبنك البجلي الجريري .

  • يحيى بن أيوب بن أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي : محدث من أهل الكوفة من نسل الصحابي جرير بن عبدالله البجلي ، وهو حفيد أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي ؛ ويعد من طبقة (كبار الأتباع) ، وله 15 حديث بكتب الصحاح (كتب الحديث) ، وقيل إن أمه ابنة أبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي .

  • ملاحظة : تذكر المراجع عدة شخصيات ممن يتصل نسبها بالصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ مثل : فقيه المذهب الشافعي أبو الفضل عبد الكريم بن محمد بن إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سبنك البجلي الجريري ، والحسين بن إدريس البجلي الجريري التستري ، وأبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي الجريري الهمداني ، وعبداللطيف بن عبدالمؤمن الخراساني الصوفي المتوفى عام 1556م . وقيل أيضاً أن البجليين أهل الكويت يتصل نسبهم بالصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ والله أعلم .

بعض البلدان والأماكن التي سكنها الصحابي جرير البجلي رضي الله عنه


    • نجران : تذكر المراجع أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه أرسل جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه عاملاً على نجران في السنة الثالثة عشر للهجرة .

    • منطقة كاظمة وغضي : تذكر المراجع أن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بعد معركة (مهران) أستقر وقومه في منطقة كاظمة (وقيل في : غضي) ، وطبقاً للمراجع فأن كاظمة وماجاورها كانت سكناً من مساكن العرب المعروفة ؛ وتصفها المراجع بأنها بلدة تقع في طريق المسافر للحج من أهل البصرة وماحولها ؛ ويقع فيها قبر (غالب) والد الشاعر الفرزدق . وفي زمننا الحاضر فأن كاظمة - وأيضاً غضي - تقع ضمن أراضي دولة الكويت الشمالية ؛ وهي ما زالت تعرف بنفس الاسم . ويقال بأن البجليين الذين في دولة الكويت هم من بقايا قوم الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه الذين أستقر بعضهم بالمنطقة ، وقسم منهم أستوطن المناطق القريبة كالبصرة والأحواز وغيرها .

    • بلدة همدان (همذان) وتستر : يقول ابن الأثير بتاريخه أن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه كان عاملاً على بلدة همدان عندما استدعاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكوفة بعد أن أستقر علي رضي الله عنه بها بعد معركة الجمل الشهيرة . والمراجع تذكر من هذه البلدة أبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي الجريري الهمداني ؛ وتضيف بانه من نسل الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ؛ وتقول أن من نسله أيضاً المحدث الحسين بن إدريس البجلي الجريري التستري ؛ وسُمي بالجريري نسبة لجده جرير رضي الله عنه ؛ وسُمي بالتستري نسبة لبلدة تستر الشهيرة بمنطقة الأحواز العراقية (كانت الأحواز حتي عام 1847م جزء من بلاد العراق) ، وبلدة تستر هي التي تذكرها المراجع (أبن حوقل وغيره) بأن أجود أنواع القطن والديباج يأتي منها ؛ وكانت كسوة الكعبة المشرفة تحاك وتعمل ببلدة تستر إلى أن أفتقر السلطان فسقطت عنه تلك الفريضة .

    • الكوفة وقرقيسيا والرقة : يقول الطبري إن جرير كان والياً على قرقيسياء في السنة التي قتل فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكانت له دار (بيت) في الكوفة هدمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعدما قام جرير رضي الله عنه بالرحيل إلى بلدة الرقة واعتزاله المشاركة في الصراع الدائر بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أنتهي بموقعة صفين .

    • بلدة قديد قرب مكة المكرمة : يقول ابن الأثير أن جرير رضي الله عنه توفي في سنة 51 هـ (وقيل 54 هـ) في بلدة يقال لها (قديد) وهي التي قال عنها الحموي (في معجم البلدان) إنها بلدة قرب مكة المكرمة ، ويُنسب إليها حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم . علماً بأن أهل بني مالك البجليين في الحجاز يقولون بأن قبر الصحابي جرير رضي الله عنه موجود عندهم في أحدى قراهم في السراة ؛ وأهل العراق أيضاً يقولون أن قبره عندهم بالعراق . والله أعلم