قبيلة بجيلة في بلاد فارس وخراسان

*****

معلوم أن بلاد فارس وخراسان وغيرهم كانوا بالماضي جزء من الدولة الإسلامية الكبرى ، لذلك نجد ان كثير من القبائل العربية سكنت تلك البلاد ومنهم قبيلة بجيلة وغيرها ، وتذكر المراجع ان بعض البجليين تولوا مناصب بتلك البلاد أيام الأمويين وأيضاً أيام الدولة العباسية ، وأشتهر منهم الأمير أسد بن عبدالله القسري البجلي الذي تولى بلاد خراسان مرتين طبقاً للمذكور بالمراجع . والمراجع تذكر أيضاً إن من الأسباب الرئيسية في سقوط الخلافة الأموية هو إشتعال نيران العصبية القبلية في خراسان بين القبائل اليمانية القحطانية (ومنها بجيلة) وبين القبائل المضرية العدنانية .

والبجليين الذين يعدون من أهل بلاد فارس ، منهم : الفقيه والقاضي سعد بن الصلت البجلي قاضي بلدة شيراز بفارس . والمحدث عمرو بن المبارك البجلي الإصفهاني الذي كان يقيم بمحلة تسمى اليهودية بإصفهان ، وغيرهم . وربما من المتأخرين ؛ المير (الأمير) مهنا حاكم ميناء وبلدة (بندريق) الواقعة مقابل الكويت على الساحل الشرقي من الخليج العربي ؛ وهو الذي ذكره الرحالة نيبور في عام 1765م وقال أنه من قبيلة بني صعب ، ولا ندري من أي بني صعب هو ، فربما يكون من قبيلة بني صعب البجلية التي منها والي العراقين الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي ، أو من غيرها . الله أعلم

أما البجليين الذين يعدون من أهل خراسان ؛ فمنهم : مسلمة بن يحيى البجلي الخراساني الذي كان من أكابر القادة أيام الدولة العباسية ، وولاه هارون الرشيد سنة 172هـ إمرة بلاد مصر . والمحدث عطاء بن ميسرة البجلي الخراساني . وعبداللطيف بن عبدالمؤمن الخرساني الجامي البجلي الصوفي الذي تقول المراجع بأن نسبه يتصل بالصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، وتضيف المراجع بأن عبداللطيف البجلي خرج من بلاده يريد الحج في جمع غفير من مريديه ، فدخل القسطنطينية في دولة السلطان سليمان القانوني - هو السلطان الذي احتل بغداد عام 1535م - فأكرم مثواه واجتمع به وتلقن منه الذكر ، ثم دخل عبداللطيف بلدة حلب في رمضان سنة 954هـ (1547م) ، ونزل بالتكية الخسروية ، ثم سافر إلى بيت الله الحرام ، فحج وعاد سنة 955هـ (1548م) ، وتكلم في حلب أياماً في الإرشاد ، ولقنهم الذكر بها ، ثم توجه إلى بلاده من طريق القسطنطينية ، فصادف السلطان سليمان بقونية ، فصاحبه في أثناء الطريق ؛ ثم فارقه وتوجه إلى بلاده ، فتوفي في بخارى سنة 963 هـ .