أبو يوسف القاضي / يعقوب بن إبراهيم البجلي
ترجمة : يعقوب بن إبراهيم السحمي البجلي
الشهير باسم : أبو يوسف القاضي
----------(*****)----------
يقول الكلبي إن أبو يوسف القاضي هو : يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد بن بجير بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سحمة بن سعد بن عبدالله بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار البجلي ، وإلى جده يُنسب شهارسوج خنيس بالكوفة (اسم محلة بالكوفة) ، وكان أكبر أصحاب الأمام أبي حنيفة النعمان بعد زفر (هو زفر بن الهذيل بن قيس العنيري التميمي) . وجده سعد بن بجير هو الذي يشتهر بسعد بن حبتة ، وحبتة هي أمه بنت مالك الأوسيالتي يعرف ويشتهر بأسمها ، وهو حليف بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وله صحبة ، روى عن جابر بن عبد الله ، قال : نظر النبي ﷺ إلى سعد بن حبتة يوم الخندق فقاتل قتالا شديدا ، وهو حديث السن ، فدعاه وقال له : من أنت يا فتى ؟ ، فقال : سعد بن حبتة ، فقال له النبي ﷺ : (أسعد الله جدك ، اقترب مني) ، فاقترب منه ، فمسح رأسه . وسعد بن حبتة هو ممن استصغر يوم أحد ، وهو جد أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم السحمي البجلي .
وتذكر المراجع إن لخنيس عشرة من الولد الذكور ، وهو عم أربعين ، وخال أربعين رجلاً ، وجد أربعين رجلاً ، وأبا عشرين منهم عشرة بنين وعشرة بنات ، وكل ذلك بسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه سعد بن حبتة . وقال أبن الكلبي إن النبي ﷺكان قد دعا له فقال : (اللهم أكثر نسله وولده وماله) ، ومسح على رأسه .
وأكتفى الزركلي صاحب (الأعلام) بالقول أن أبو يوسف القاضي ، هو يعقوب بن إبراهيم ، وهو من بطن سحمة بن سعد من بني أنمار بن أراش من القحطانية . ويلاحظ أن الزركلي لم يقل انه من قبيلة بجيلة ، إنما قال هو من بطن (سحمة بن سعد) من بني أنمار بن أراش ، في حين أن الثابت بالمراجع الأخرى أن قبيلة بجيلة هم بنو أنمار بن أراش من زوجته بجيلة بنت صعب الذين أولادها يعرفون بأسمها ، ومن بطون قبيلة بجيلة بطن (سحمة بن سعد) من بنو زيد بن الغوث البجلي الأنماري .
علماً أن الزركلي ذكر (أبو يوسف) آخر ، وقال هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب (الصحيح خنيس) الأنصاري الكوفي البغدادي ، وهو صاحب الإمام أبي حنيفة وأحد تلاميذه وأول من نشر مذهبه (المذهب الحنفي) ، وكان فقيهاً علامة ومن حفاظ الحديث الشريف ، ومولده بالكوفة ، وقد تولى القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد ، ومات ببغداد أيام خلافة الرشيد ، وهو أول من دعي بلقب (قاضي القضاة) ، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان .
وبرأينا أن الأثنين الذين ذكرهما الزركلي هما شخص واحد ، وذلك من قوله أن الأول من بطن سحمة بن سعد من بني أنمار بن أراش ، وقال عن الثاني أنه صاحب الإمام أبي حنيفة ، والثابت من قول الكلبي وغيره من المراجع ، أن (أبو يوسف القاضي) هو من بطن سحمة بن سعد من قبيلة بجيلة ، وهو صاحب الإمام أبي حنيفة .