بوابة دواوين الصيعر العامة والخاصة
في سنة ١٩٣٤م و أثناء تواجد النفوذ البريطاني بالجزيرة العربية كان أول توجه حكومي للسيطرة على مناطق الصيعر من قبل السلطنة القعيطية التي كانت تحت الحماية البريطانية، فقد حرص السلطان علي بن صلاح القعيطي مستعينا بالحكومة البريطانية على إخضاع مناطق الصيعر تحت سلطنته فكان الرفض التام من الصيعر للتواجد الأجنبي على أراضيهم وبدأ الصيعر بالتمرد و شن الغارات على قوافل ومناطق السلطنة القعيطية مما اضطر السلطان القعيطي إلى طلب العون من الحكومة البريطانية لوقف ذلك التمرد، وقد أشار إلى هذا الحاج عبدالله جون فليبي في كتابه الجنوب فقال ( كان السلطان علي بن صلاح يكثر علي ويلح بأن أسعى له بطلب المساعدة والسلاح من الحكومة البريطانية لإخضاع قبائل الصيعر المتمردة على سلطنته إذ كانت هذه أمنيته).
وقد قامت الحكومة البريطانية بضرب مناطق الصيعر بالطائرات البريطانية بأمر من المستشار البريطاني وليام إنجرامس المكلف عن المنطقة الجنوبية من قبل الحكومة البريطانية مما اضطر قبائل الصيعر إلى ترك مناطقهم الصحراوية و الزحف إلى المناطق الجبلية كالريدة وعقبة عكبان وحَجْر وغيرها من المناطق الجبلية فتبعتهم الطائرات وتم ضرب حصن بن ملْهي وحصن بن رميْدان وحصون أخرى وانتهي الأمر بتوقيع إنجرامس معاهدة صلح مع قبيلة الصيعر سنة ١٩٣٥م و إعطائهم الاستقلالية في أراضيهم وعدم تبعيتهم لأي من السلطنات سوآءا بلاد حضرموت أو غيرها مع حقهم في فرض عشور( جمارك ) على العابرين في أراضيهم والسماح للحكومة البريطانية بإنشاء مركز عسكري للتفتيش بمنطقة العبر.
ومع اتساع دولة بن سعود والسلطنة القعيطية ظلت مناطق الصيعر في نزاع بين كلا السلطنتين النجدية والقعيطية ، فابن سعود يسعى لضم هذه المناطق تحت السيطرة السعودية كونها قد والت من قبل دولة أبائه وأجداده مستندا إلى إرث تاريخي بوقوع أرض الصيعر تحت سيطرتهم منذ مئات السنين بناءاً على وثيقة معاهدة بين الأمير سعود بن عبدالعزيز آل فيصل ومعيقل آل غضبان الصيعري ، أما القعيطي فاستند الى وقوع جزء كبير من ارض الصيعر تحت حمايتهم، إلى أن انتهى هذا الصراع بانسحاب بريطانيا من الجنوب بعد أن قسمت الأرض إلى جزئيين جزء وقع تحت سيطرة ابن سعود والجزء الآخر ذهب تحت الحكم الاشتراكي في عدن ومن ثم انضم باقي قبائل الصيعر إلى ابن سعود بمبايعتهم للملك فيصل رحمه الله عام ١٩٦٤م وصاروا من رعايا الدولة السعودية بعد أن سبقهم إلى ذلك ثلاث عشائر منهم وهم آل معيقل وآلقنيبر وآل عبدالله بن عون.