بوابة دواوين الصيعر العامة والخاصة
تعد كندة أشهر قبائل العرب حضورا في تاريخ العرب بعد أعمامها الحميريين بناة الحضارة العربية وحاملي صولجانها الملكي. وظهور كندة كان في حوالي ١،٥٠٠ ق .م .
وكندة هو لقب الأبن الاْصغر لكهلان شقيق حمير. ولكهلان كما هو معروفا من الاْولاد أربعة هم مذحج وأزد وهمدان وكندة وجميعهم يحملون اسمائهم إلا كندة فهي تحمل لقبه وليس اسمه إذ أن اسمه: ثور وعندما جحد أباه أي عقه و عصاه، لقب بكندة، أي كند أباه وجحده. وهكذا حمل اللقب عوضا عن الاسم الأصلي. وفي عصرنا هذا كندة شأنها شأن كل القبائل العربية الأخرى، أصبحت شعبا ضخماً يمتد من اْقصى المغرب العربي الى الخليج، بطول وعرض الوطن العربي الكبير. إلا أن معقلها الاْصلي هو معقل أقرانها من القبائل العربية الأخرى من عدنان وقحطان، وهو شبه جزيرة العرب. وتنقسم كندة الى قسمين في شبه جزيرة العرب كما أورد المؤرخون بأبناء الحارث الأصغر.
وهناك السكاسك وهم اْبناء الحارث الاْكبر والذين ظهروا في منطقة الغمر وهو مايعرف بغمر كندة ويقع في الطود وهو ما يعرف حاليا ( بنجد ).
وكلمة السكون التي حملها اْبناء الحارث الاْصغر تعني في لغة العرب الجنوبيون القديمة هم غير الرحل وكلمة السكاسك هي الاْخرى تعني المرتحلون وبذلك قد فهمنا مسمى السكون والسكاسك وماذا ترمزان اليه.
ومن ألقاب كندة: كندة الملوك، وكندة السادات، وكندة الغارات، وكندة الكتائب. و أول ملك يعرف لكندة هو آكل المرار بن حجر. وآخر ملك عرف لكندة هو الاْشعث بن قيس. أما الأمراء الشهيرون في كندة فحدث ولاحرج.
وكندة قبيلة أعرابية شديدة المراس من أهم مآثرها بعد الفروسية هي الشعر والسيف. ولكن بعد الإسلام وقبله بقليل وبعد ظهور الأشعث ملكاً، تحولت كندة منذ ذلك الوقت الى شتى العلوم. وفي الاسلام ظهر من كندة الكثير من العلماء في الدين وفي الفقه وفي شتى العلوم الأخرى. وكذلك في علم التاريخ والاجتماع وغيره.
كما شكلت كندة بعد سقوط عصر حمير وآخره اليزنيون درعا واقيا لاْرض وشعب الجنوب العربي. كما شكلت كندة في عصر حمير الوسيط والأخير، يدي حمير الضاربة لخصوم العرب وخصوم الصولجان الحميري.
وكان ظهور كندة في العصر المذكور اْنفا هو في عهد الملكات الحميريات من قضاعة وهو عصر الملكة سمعون والتي تحمل مدينة الشحر اْسمها اْو اْحد اْسمائها اْذ تقاطعت المصالح بين الحميريين من جهة ومع كندة مما حدى ببعض الحميريين اْن يتحالفوا مع الكنديين لاسقاط حكم الملكة سمعون.
وقد أقامت كندة عدة حضارات منذ ما قبل الإسلام وحتى سقوط الأندلس. وقد تركت آثاراً عظيمة تدل على عظمة حضاراتها. منها ماهو مطمور تحت الأرض، ومنها ما يقف شامخاً حتى يومنا هذا.
فهذه قرية الفاو تحدثنا عن تلك الحضارة العريقة لمملكة كنده وامرئ القيس وملك قحطان ما قبل الإسلام. وقد بدأت الأنظار تتجه إلى تلك القرية كموقع أثري عام ١٩٤٠ م حينم نبه له أحد موظفي شركة أرامكو. ثم تلا ذلك رحلات واستطلاعات علمية قام بها "عبد الله فلبي" وبعض علماء الآثار الأجانب. فما كتبوه عنها كان النواة الأولى بيد جامعة الملك سعود بالرياض لتبرزها لنا في "قرية الفاو" عام ١٩٧١ م. (وحدة المتاحف والآثار).
كما وصل عدد إمارات كندة في الاندلس إلى ٤ إمارات:
١- بنو ذنون من كنده كانت لهم إماره في طليطلة الأندلسية فيما يسمى "اسبانيا" حالياً.
٢- و بنو صمادح كانت لهم امارة في الاندلس في مدينة المرية ( بنو صمادح ) سلالة عربية من كندة ، استوطن جدهم الأكبر أبو يحيي بن أحمد بن صمادح مدينة و شقة وتولي أمورها في أيام الخليفة الأموي هشام المؤيد، و في عهد الاضطرابات استطاع منذر التجيبي صاحب سرقسطة طرد أبي يحيي بن صمادح فلجأ أبو يحيي إلي عبد العزيز بن أبي عامر صاحب بلنسية الذي أكرمه وزوج ابنته إلى إبنه معن بن أبي يحيى بن الصمادح وأولاه على المرية.
٣- و بنو الأفطس من بنو تجيب من سكون من كندة حيث حكموا غرب الاندلس وعاصمتهم بطليوس.
٤- وفي سرقسطة حيث إستقر بنو تجيب بنو السكون من كندة.