ديوان الصيعر و مملكة كندة التاريخية

( ديوان العراقة وعبق التاريخ )

حاضرة بلاد الصيعر

تعتبر صحراء الربع الخالي من أكبر الصحاري الرملية في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، متضمنة جنوب السعودية ومناطق من عمان والإمارات العربية المتحدة واليمن. وهي أكبر صحاري الجزيرة العربية، حيث يصل طولها إلى نحو ١٠٠٠ كم وعرضها إلى نحو ٥٠٠ كم. ولا تزال مساحات كبيرة منها غير مستكشفة بعد، وغير مأهولة. وظروف صحراء الربع الخالي البيئية شديدة للغاية، كما أنها لا تحتوي على أية واحات.

شرورة عروس الربع الخالي

وتقع مدينة شروره (عروس الربع الخالي، كما تسمى) في صحراء الربع الخالي إلى الجنوب الشرقي من منطقة نجران، حيث تبعد عن مدينة نجران ما يقارب ٣٦٠ كم. وتقع على خط الطول (17.28 شمالا) وخط العرض (47.06 شرقا) على مفترق طرق تربط بين الجنوب والشمال وبين الغرب والشرق. ويبلغ تعداد سكان مدينة شروره نحو ٨٦٠٠٠ نسمة وفقاً لإحصائية عام ١٤٣١هـ الموافق ٢٠١٠م.

لقطات تاريخية لمدينة شروره
جولة في شوارع مدينة شروره

وترتبط شرورة غرباً بطريق بري مزدوج يصلها بنجران بطول٣٥٠ كيلومتر، و منه يتفرع طريق إلى محافظة الخرخير بطول ٥٠١ كم، وآخر إلى وادي الدواسر بطول ٥٣٥ كم، وجنوباً طريق مزدوج آخر يصلها بمدينة الوديعة بطول٥٠ كم، ومنها حتى المنفذ السعودي إلى الجمهورية اليمنية. كما يتوفر بها مطار إقليمي متصل برحلات داخلية يومية إلى الرياض وجدة.

الوديعة حيث حرب الوديعة

وأول ما يلفت نظر الزائر عند دخوله لمدينة شرورة هو وجود نصب أو برج في أحد الشوارع تتوسطه كلمة (قْوِيْتُوا)، وتلك كلمة للتحية تستخدم عند قبيلة الصيعر، فتغني الكلمة عن المصافحة باليد، وتقال للمفرد (قْوِيْتْ) والمعنى الدعاء لمن القيت عليه التحية بأن يمنحه الله القوة والسلامة. فيرد (نجيت) ومعناها الدعاء للمحيِّي بالنجاة. وقد أتُخِذَتْ (قْوِيْتُوا) شعاراً في شرورة وما حولها مثلما هي (مرحبا تراحيب المطر) في الطائف أو (مرحبا هيل عدّ السيل) في الباحة أو (مرحبا ألف) في مدن وقرى عسير أو (أرحبوا) في نجران، وهكذا. و لا شك أن تلك الشعارات تعبر عن بشاشة أهلها، ولعل تكرار ترديد عبارات التحية والترحيب في تخاطب سكان مناطق جنوبي المملكة شكل من أشكال الاهتمام بالزوار ومقدمة لاكرام الضيوف.

ويتبع محافظة شروره نحو اثنا عشر قريةً ومركزاً، من أهمها مدينتي الوديعة و الأخاشيم. وتقع مدينة الوديعة في الطرف الغربي الجنوبي من صحراء الربع الخالي على بعد ٥٠ كم من مدينة شروره. و تمتاز بموقعها الجغرافي المميز بحيث تعتبر البوابة الجديدة للسعودية للقادمين عبر الجمهورية اليمنية. و تقع على مفترق طرق يربط بين الجنوب والشمال وبين الغرب والشرق. ويقدر عدد سكانها بنحو ٥٠٠٠ نسمة.

حرب الوديعة

في ٢٧ نوفمبر ١٩٦٩ م شنت قوات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هجوماً على مركز الوديعة واحتلتها وحاولت السيطرة على مدينة شرورة غير انه وفي ٦ ديسمبر ١٩٦٩ استطاعت القوات السعودية استرجاع الوديعة.