مؤخرة القذافي

كنت قد رافقت الثورة الليبية منذ اندلاعها في 17 شباط، فيبروري 2011، كما فعلت مع شقيقاتها من بقية الثورات العربية. فكتبت لها قصيدة (إنها الثورة أيها العقيد) ثم ألحقتها بقصيدة (رباعيات القذافي) التي ألقيتها في الأمسية الشعرية التي أقمتها في حينه لدعم الثورات العربية كافة. ولكن وحين تم القبض على القذافي وقتله بالطريقة التي شاهدناها ، كنت منشغلاً بالثورة السورية الملتهبة والتي نالت وبجدارة لقب (أم كل الثورات) ولكن كان لابد لي من العودة إلى هذا الحدث التاريخي وتوثيقه بلغة القوافي.

مؤخِـرةُ القَـذّافي

نِهايةُ طاغية

طَغى بظلمهِ حتى فَجَـرْ

ونكَّـلَ بالشَـعبِ حتى انفجَـرْ

ظنَّ نفسَـهُ على الشَـعبِ بلسَـماً

وهوَ الذي كانَ أقسـى مِنَ الحجَـرْ

ظَنَّ الوطنَ مزرَعَـةً لهُ

بكُلِ مافيهِ ومَنْ فيهِ اتَّجَـرْ

وضعَ نصفَ الشَـعبِ في المقابرِ والسُـجونِ

النصفُ الآخَـرُ لِلوطَنِ قد هَجَـرْ

ونصبَ المشـانقَ في الشَـوارعِ والسـاحاتِ

علَّـقَ الناسَ حتى على الشَـجَرْ

كانَ يرى نفسَـهُ مِنْ أخيارِ الحضَـرْ

ويرى بقيةَ شَـعبهِ مِنَ الغَجَـرْ

تحمَّلهُ الشَـعبُ عقوداً ولكِنْ

في صباحِ يومٍ هبَّ عليهِ وزَجَـرْ

أرادوها سِـلميةً وأرادَها دمَويةً

وقعَ في الحفرةِ التي للشَـعبِ حفَـرْ

ماأرادوا بهِ الشَـرَ ولكنْ

تمنوا أنْ يَتَّخِـذَ قراراً بالسَـفَرْ

فوجَّـهَ الصواريخَ وحرَّكَ الدباباتِ

وظنَّ أنهُ بذلكَ بِهِمْ قد ظفَـرْ

ولكنْ أتوهُ مِنْ حيثِ لايدري

أتوهُ بفاتورةِ الظُلمِ والقتلِ والطفَـرْ

قذفَ الشَـعبَ بسِـهامهِ فأصابَ ولكنْ مااقتدَرْ

ولما قذفهُ الشَـعبُ، أصابَـهُ فأرداهُ فانتصَـرْ

حينَ تَذكُرهُ قادمةُ الأيامِ سَـتذكُـرُ

أنهُ حاكمٌ بقتلِ شَـعبهِ قد افتخَـرْ

لامِنْ نِهايَـةِ الملِكَـةِ قدِ اتَّعَـظَ

ولامِنْ مصيرِ القيصَـرِ قدِ اعتبَـرْ

لايتعلمُ الطُـغاةُ مِنْ مصائِرِ بعضِهمْ

فكأَنَّ عقلَهُمْ مِنْ قِلَّـةِ الاسـتعمالِ قد ضَمَـرْ

لايرحمُ الطوفانُ مَنْ كانَ مَعتوهـاً

ولايغفرُ البركانُ لِمَنْ وقفَ أمامهُ وانتظَـرْ

لايَعفو الشَـعبُ حينَ يكسِـرُ قيدَهُ

على مَنْ قهرهُ بِحِجَّـةِ أنهُ الزعيمُ المنتظَـرْ

يَصبرُ الشَـعبُ حتى يظُنَّـهُ الحكامُ ميتاً

فإنْ نَهضَ، مَـزَّقَهُمْ إرباً ولهمْ قبَـرْ

مَنْ يأتي الشُـعوبَ ويقهرُهـا

كمَنْ يأتي الوقودَ ويقدحْ فوقَـهُ الشَـررْ

مَنْ يزرعِ الخناجرَ في أجسـادِ الخلقِ

فلا ينتظرْ سِـوى الانتقامِ ثَمَـرْ

الخناجرُ التي زرعها فيهمْ بالملايينِ

واحدٌ منها في النهايةِ لمؤخرتهِ قد نَجَـرْ

ولِمَنْ أشَـفقَ على نِهايتهِ أقولُ

أشـفقوا على ضحاياهُ مِمَنْ في التعذيبِ حَشَـرْ

العينُ بالعينِ والمؤخِـرةُ بالمؤخِـرةِ

وليسَ أعدلُ مِنْ حُكمِ القَـدَرْ

سَـتبقى نِهايتُـهُ درسـاً لأمثالِـهِ

ولاشَـكَّ أنَّ الدرسَ إليهِمْ قد عَبَـرْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

كاتب وشاعر عربي سوري مغترب

هيوستن / تكساس

جمعة (الذكرى الأولى للثورة الليبية) 25 ربيع الأول 1433 / 17 شباط، فيبروري2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry