آخر الزمان

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

كُتبت هذه القصيدة عام 2001 إثر اقتحام شارون وجنوده ساحة المسجد الأقصى المبارك واستقبالهم بالأحذية

والحجارة من قبل المصلين تحت أنظار وصمت العالمين العربي والإسلامي، مما فجر في حينها ما عرف

بإنتفاضة الأقصى. وقد أرسلت ونشرت على موقع قناة تلفزيون الجزيرة الإخباري إبان الغزو الإسرائيلي لقطاع

غزة في كانون أول 2008

آخِر الزَمان ْ

أرأيتم ْ كيف َ تمطرُ السَماء ُ حِجارة ؟

وكيف َ يُحارب ُ الأطفال ُ دَبابة ؟

وَكيف َ صارت ْ أرض ُ الأنبياء ِ خـَرابة ؟

أرأيتم ْ إذا صار َ الحَق ُ سَرابا ؟

وإذ ا صار َ أهل ُ الأرض ِ في أرضهم ْ أغـرابا ؟

وإذا اقتحَم َ المَسجد ُ الأقصى بقوَة ِ السِلاح ِ غـُرابا ؟

إسرائيل ُ أمام َ أعين ِ العالم ِ تقطِع ُ الر ِقابا

وحُكامُنا تساعِدُها وَلكن ْ بلا كاميرات ٍ وَلارَقابة

إذا حَل َ يَوم ُ القيامة ِ غدا ً فلا غرابة !

*

أرأيتم ْ ملايين َ العَرب ِ تحكمَهُم ْ حُـثالة ؟

أرأيتم ْ شَعبا يَعيش ُ وَفي رقابه ِ الحِبالا ؟

أرأيتم ْ مُدنا ً تؤد ُ حَية ً كما في زمَن ِ الجَهالة ؟

أرأيتم ْ كيف َ صار َ الحلال ُ كفرا ً والكفرُ حَلالا ؟

إسرائيل ُ تشرب ُ مِن ْ دَمِنا وَحُكامُنا بالمُشاهدة ِ ثمالى

عِندما يُقطِع ُ رَصاص ُ الغدر ِ من ْ أجساد ِ أطفالِنا الأوْصالا

وعندما يـُفـرض ُ على شعب ٍ كامل ٍ أن يشد َ مِن ْ أرضِه ِ الرحالا

وعندما تمَرغ ُ جبهة ُ أمة ٍ بمئات ِ الملايين ِ الأوحالا

فإن َ يوم َ القيامة ِ بات َ على الأبواب ِ لامَحالة !

**

أسَمِعتم ْ بحُكامِنا يدَّعون َ لأنفسِهم ْ فضل َ الإنتفاضة ؟

هَذا مَن ْ وَضَع َ صورَته ُ على حِطين

وهذا مَن ْ ينسِب ُ نفسَه ُ للقادسية

هَذا مَن ْ يَدَّعي النبوة َ الثوْرية

وَهَذا مَن ْ يَنسِب ُ نفسَه ُ للأسرة ِ النبوية

هَذا مَن ْ يَستعرض ُ جلال َ قدره ِ كالطاووس

وهَذا مَن ْ يَكتسي بالنياشيين ِِ كحِمار ِ العيد

هَذا مَن ْ يُورث ُ نفسَه ُ الأمجاد َ الفرعونية

وَهَذا مَن ْ يَنفخ ُ نفسَه ُ كالقربَة ِ الهَوائية

إن ْ كانوا ينتسبون َ لشئ ٍ فلِمَزابل ِ التاريخ

حتى المزابل سَتتبرأ مِنهم ْ لو كان َ لها إرادة

يَتغنون َ بالعطاءات ِ الكريمة ِ والمواقف ِ البطولية

أسَمِعتم ْ بموقف ٍ بُطولي ٍ مِن ْ ضَبع ٍ أوْ بعَطاء ٍ مِن ْ جَرادة

لا الضباع ُ ولا الجراد ُ تفقه ُ إلا في فن ِ الإبادة

إن ْ حل َ يوم ُ القيامَة ِ غدا ً فما عَاد َ للكذِب ِ ولادة !

***

عُذرا ً مِن ْ شاعِرنا فما عاد َ اليوم َ مَعنا بُندُقية

صادَرَتها القيادة ُ التاريخية ُ لِزعامَتِنا الأبية

ثم َ صادَرَت ْ أسماعَنا وَأبْصارَنا وَأصْواتنا

فصِرنا عالة ً عَلى البشرية

عُذرا ً أطفال ُ فلسْطين َ وَلكن ْ لن ْ تحْصَلوا مِن ْ زعامتِنا

إلا على البكاء ِ والتباكي وَالأناشيد ِ الوطنية

وَمؤتمَرات ِ القمَة ِ والمَسيرات ِ الشعبية

وَستتضامن ْ مَعَكم ْ وَتعاهِدُكم ْ

بأنها سَتبقى أبَد َ الدهر ِ وَفية ً للقضِية

وَرُبَما أرسلت ْ بَعْض َ القطن ِ والشاش ِِ وَالعقاقير ِ الطبية

عُذرا ً أطفال ُ فلسطين َ ولكن ْ عِندَما تنتهون َ مِن ْ رَجم ِِ اليَهود

جَهزوا أحْجاركم ْ لِسماسِرَة ِِ السياسة ِِ العَرَبية !

فإن ْ حَل َ يوم ُ القيامة ِ بَعد َ ذلك َ سَتكون ُ النفوس ُ رَضية !

****

أطفال ُ فلسطين َ ... بأمي أنتم ْ وأبي

الأحْجار ُ في أيديكم ْ صارت ْ اليوم َ تتكلم ُ عَرَبي

أحْجاركم ْ اليوم َ صارت ْ ثعبان ُ موسى

ألقوها ... تلتهم ُ كل َ قاتل ٍ وَمغتصب ِ !

لو ْ كان َ داوود ُ حَيا ً لبارَك َ أحْجارَكم ْ

شقوا بها رأس َ كل َ جبار ٍ مُستكلِب ِ !

لوْ كان َ هود ٌ يُرزق ُ لغيَّرَ إسمَه ُ خجَلا

لعنتم ْ مَعشرَ اليهود ِ في التاريخ ِ والكتب ِِ

ذكِروا شيلوك َ ... سَفك ُ الدِماء ِ مازال َ مَمنوعا !

ثمن ُ الدماء ِ ... أحجار ٌ تسقط ُ على رأسِه ِ كالشهب

أطفال ُ فلسطين َ إرجموا الصَهاينة َ بأحجاركم ْ !

وَمِن َ المُحيط ِ إلى الخليج ِ إبصقوا على كل ِ حاكِم ٍ عَرَبي !

فإن ْ حَل َ يَوم ُ القيامة ِ بَعد َ ذلك ْ

فلا ندم ٌ على الدنيا ولا غضب !

*****

أطفال ُ فلسطين َ عُذرا ً ولكن ْ

مُنذ ُ زمَن ٍ وَنحن ُ نعيش ُ في زمَن ِ الأحْلام

وَهوَ زمن ٌ بدأ عِندَما عقمت ْ الِنساء ُ

عَن ْ إنجاب ِ القادة ِ الأبطال

في الماضي كانت ْ إستغاثة ُ امرأة ٍٍ

تحَرك ُ جيوشا ً وتنهي ظلم َ إحتلال

واليوم َ ذبح ُ شعب ٍ أعزل ٍ لايستدعي

أكثر َ مِن ْ برقيات ِ التأييد ِ وقمَم الإحتيال

عذرا ً ولكن ْ زمن ُ الظاهر ِ والمظفر وصلاح ِ الدين ِ قد ْ وَلى

وَليس َ يَحكمَنا اليوم َ سِوى أشباه ُ الرجال !

******

مَهلا ً أطفال ُ فلسطين َ لاتيأسوا

فأمثالكم ْ مَن ْ سَيوقِظنا مِن ْ زمَن ِ الأوهام

أمثالكم ْ أمثال ُ العظمة ِ وَالمختار ِ وَجول ِ جَمال

وَأمثالهم ْ مِن ْ أبطال ِ حِزب ِ الله ِ والجهاد ِ وكتائب ِ القسام

فإن ْ حَلَّ يَوم ُ القيامة ِ بَعدئذ ٍ .. سَيكون ُ رأسُنا مَرفوعا ًً في الأعالي ْ !

********

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

تموز / 2001