رسالة يعفوب الاصحاح الخامس
احفظوا الدقيق، الأرز أو القمح! استخدموه للخبز أو الطهي في اليوم التالي.
1 تعريف:
تقيم الكنيسة خدمة هذا السِّرّ مساء يوم الأربعاء المقدّس، غير أنها ترجو أن يعاد ممارسته وأن يتقبّله كلّ مريض في كلّ وقت وخاصة عندما تدعو الحاجة.
يعتبر سٍرٌّ من أسرار الكنيسة ويسّمى بسِرّ الزيت المقدس. يقام دائمًا على رجاء شفاء النفس والجسد.
2- شهادات من الإنجيل حول هذا السِّرّ:
مرقس الإنجيلي:
يروي الإنجيلي مرقس (مرقس7:6-13) كيف أن الرّب يسوع دعا التلاميذ الإثني عشر وأرسلهم إثنين إثنين وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، فخرجوا وعلّموا (كرزوا) من قَبِلَهم وبشّروهم بالرّب يسوع ودعوهم أن يعترفوا بخطاياهم ويتوبوا لينالوا الخلاص.
ويكمل الإنجيلي ليقول: وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.
لنلاحظ هنا النقاط الأساسيّة في هذه الآيات الإنجيلية:
لنلاحظ هنا النقاط الأساسيّة في هذه الآيات الإنجيلية:
صحيح أنّه عندما يصلّى على الزيت كما على الماء يصبحان مقدّسين، ولكن إقتبال النعمة هو الحافز للجهاد من أجب نوال الخلاص. فهناك عمل الله من جهة وعمل الإنسان من جهة أخرى، وهذا ما تعنيه الكنيسة الأرثوذكسية بتعليمها المؤازرة أي Synergie.
- العمل الخلاصي الذي قام به التلاميذ لم يكن فرديًا بل جماعيًا ونابع من الرّب يسوع مباشرةً. وفي هذا الأمر إشارة واضحة إلى الجماعة الكنسية.
فالرّب يسوع حرص من اللحظة الأولى على تأسيس جماعة متماسكة مبنية على الإيمان الذي لا تقدر عليه أبواب الجحيم، وفي خطبته الوداعية في بستان الزيتون أعلن بوضوح في صلاته:" ليكونوا واحدًا".
رسالة يعقوب:
كتب القدّيس يعقوب في رسالته الجامعة: "أَعَلَى أحدٍ بينكم مشقّات فليصلِّ. أمسرور أحد فليرتّل. أمريض أحد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطيئة تُغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلّات وصلّوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا " (5: 13-16).
يركّز القدّيس يعقوب في هذه الآيات على الأمور التالية:
- الصلاة بروح الإيمان بالرّب يسوع.
- إستدعاء "شيوخ الكنيسة" أي الكهنة.
- العمل الجماعي.
- الشفاء باسم يسوع،.
- الإعتراف بالخطايا من أجل الشفاء.
من هنا نلاحظ أن لا إنفصال بتاتًا بين الجماعة والكنيسة والرّب يسوع، ولا إنفصال أيضًا بين شفاء النفس والجسد، ونعمة قبول الروح القدس هي للإنسان ككائن واحد متكامل وغير منقسم على نفسه.
وهذا بالضبط ما تأتيه كلّ صلاة في الكنيسة مرتبطة بالشفاءات، وتدل القراءات في هذا اليوم على الارتباط الوثيق بين سِرّ الزيت وسِرّ التوبة. وهذا ما تشير إليه الأفاشين (الصلوات) التي يتلوها الكاهن طالبًا إلى الرّب شفاء المريض.
شهادات من العصور الأولى والأباء القدّيسين:
كتاب الرسل الإثني عشر (الذيذاخي)*1:
يحوي هذا الكتاب الذي يعود إلى نهاية القرن الثاني ميلادي نصًّا حول إستعمال الزيت في الكنيسة: "أيها الرّب إلهنا، أنت قدِّس هذا الزيت وأغرس فيه موهبة التقديس للذين يوزّعونه والذين يقبلونه. به أشرت أن يُمسح الملوك والكهنة والأنبياء في القديم. هَبْنا نحن ايضا إذ نُمْسَح به صحةَ النفس والجسد".
كثيرون من الأباء في الكنيسة والمعلّمين يذكرون هذا السِّرّ : القدّيس كيرلس الاسكندري وأوريجانس، وأوسابيوس اسقف قيصرية.
كما يوصي القدّيس يوحنا الذهبي الفم باستخدام الزيت المقدّس في حالات المرض كلّها، وبعدم حصره في حالات المرض القصوى اذ يشرف المريض على الموت... فالسِّرّ ليس هو سِرّ "المسحة الأخيرة"، كما هو شائع، وإنما يتقبلّه من لم يقطع رجاءه بخلاص المسيح.
3 الرحمة والزيت:
كلمة "رحمة" في اليونانية هي έλεος وكلمة زيت هي έλαιον ، وهي تشير أيضًا إلى "المسحة". وهذا يعبّر عن علاقة وارتباط بين الكلمتين من ناحية اللفظ والمعنى.
فصلاة الزيت هي صلاة الرحمة الإلهيّة. فكما أن الرحمة هي صفة من صفات الله، ينبغي أيضًا أن يتّصف بها أولاده كما قال السيّد المسيح: "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" (لو6: 36).
5- خلاصة:
كم من مرة قال الرّب يسوع " إيمانك قد شفاك" ؟
الرّب دائمًا مستعدٌ أن يدخل قلبنا، ولكن هل نحن مستعدون لفتح قلبنا له؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه كلّ إنسان على ذاته وهو يُدهن بالزيت: هل أقبل الرّب مخلّصًا حقيقيًا لي؟ هل أحفظ وصاياه وأعمل بها؟ هل أعترف بخطاياي وعلى كامل الإستعداد لأن أتوب توبًة صادقة وألا أعود إليها؟ وإن عدت وسقطت عن ضعفٍ مستعد أن أتوب من جديد؟ هل أنا مدرك لحالتي؟ هل أؤمن حقًا بالرّب يسوع إلهًا ومخلّصًا لي في حياتي وأؤمن بفعالية كل كلمة تقال في هذه الصلاة المباركة؟
لنقرّب قلوبنا ونفوسنا مع جبيننا ليمسَحوا بزيت الابتهاج فنشفى من أمراضنا النفسيّة والجسديّة ونضحى إناءً ينضح بالروح القدس.
مراجع مختلفة بتصرّف: كتاب الذيذاخي - كتاب زاد الأرثوذكسيّة - نشرة رعيتي 1997
أنجيل مرقس الإصحاح السادس
لطالما كان أداء سر مسحة الزيت المقدس في منتصف الأسبوع العظيم المقدس تقليدًا متعارفًا عليه منذ القدم. إنه وقتٌ مخصصٌ للغفران والشفاء، بما في ذلك أوقات المرض الشديد بين الناس.
كيف تلتمسون أنتم الشفاءَ من الله؟
يمكنكم إغناء ركن الصلاة الخاص بكم في المنزل
ضعوا قطعة قماش خاصة على الطاولة في ركن الصلاة وضعوا فوقها وعاءًا مما يتوفر في المنزل. املؤوه إما بالدقيق أو الأرز أو القمح، ثم أشعلوا شمعةً في وسطه لأداء صلاة مساء الأربعاء. وإذا كنتم تتابعون البث المباشر للخدمة عبر الإنترنت في هذه الليلة ، فاتبعوا ما يرد فيه.
يمكنكم إعداد قائمةٍ بأسماء من تعرفون من المرضى
أتعرفون أحدًا مصابًا أو مريضًا؟ إنه زمن وباءٍ كبير، ولا شكَّ أنكم تعرفون أحدًا قد أصابه المرض. اكتبوا اسم كلّ شخص تتذكرونه، واسنخدموا هذه القائمة عندما تصلّون الصلاة التالية:
صلاة للمرضى
أيها الرب يسوع المسيح، أنت وحدك القادر على حمايتنا والزّود عنا. أسرع وامدد ساعدك المملوء برءٍا وعافية وترأّف على عبيدك (اذكروا أسماءهم). أنقذهم من المرض والألم المر بشفاعات سيدتنا والدة الإله. اشفهم حتى يرتّلوا لك ويمدحوك دائمًا - لأنك أنت وحدك إلهنا المحبّ للبشر.
فصل من رسالة القديس يعقوب الرسول الجامعة (10:5)
يا إخوة. اتخذوا الانبياء الذين تكلموا باسم الرب قدوة في احتمال المشقات، وفي طول الاناة. فإنا نطوب الصابرين، وقد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب متحنن جداً ورؤوف. وقبل كل شئ يا أخوتي لا تحلفوا لا بالسماء ولا بالأرض ولا بقسم آخر. ولكن ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا لئلا تقعوا تحت دينونة. هل فيكم احد في مشقات فليصل، او في سرور فليرتل. هل فيكم مريض فليدع قسوس الكنيسة وليصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. فإن صلاة الإيمان تخلص المريض والرب ينهضه. وان كان قد ارتكب خطايا تغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض لكي تبراوا. ان طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها.
فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأول الى أهل كورنثوس (27:12 الى 8:13)
يا أخوة. أنتم جسد المسيح واعضاؤه أفراداً. وقد وضع الله في الكنيسة أناساً أولاً رسلاً ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات ثم مواهب شفاء فاغاثات فتدابير فأنواع ألسنة. العلّ الجميع رسل. العل الجميع أنبياء. العل الجميع معلمون. العل الجميع صانعوا قوات. العل للجميع مواهب الشفاء. العل الجميع ينطقون بالألسنة. العل الجميع يترجمون. ولكن تنافسوا في المواهب الفضلى وانا اريكم طريقاً أفضل جداً. ان كنت انطق بألسنة الناس والملائكة ولم تكن فيّ المحبة فإنما أنا نحاس يطن أو صنج يرن. وان كانت لي النبوة وكنت أعلم جميع الأسرار والعلم كله، وان كان لي الإيمان كله حتى انقل الجبال، ولم تكن فيّ المحبة فلست بشئ. وان اطعمت جميع اموالي وأسلمت جسدي لاحرق، ولم تكن فيّ المحبة، فلا انتفع شيئاً. المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتباهى ولا تنتفخ. ولا تأتي قباحة. ولا تلتمس ما هو لها. ولا تحتد. ولا تظن السوء. ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شئ، وتصدق كل شئ، وترجو كل شئ, وتصبر على كل شئ. المحبة لا تسقط أبداً.
فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (22:5)
يا أخوة. ان ثمر الروح هو: المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة والعفاف. وهذه ليس ناموس ضدها. والذين للمسيح صلبوا أجسادهم مع الآلام والشهوات. فإن كنا نعيش بالروح فلنسلك بالروح ايضا. ولا نكن ذوي عجب ولا نغاضب ولا نحسد بعضنا بعضاً. يا أخوة. إذا أخذ أحد في زلة, فاصلحوا أنتم الروحيين مثل هذا بروح الوداعة وتبصر انت لنفسك لئلا تجرب أنت أيضاً. احملوا بعضكم اثقال بعض، وهكذا اتموا ناموس المسيح.
فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي. (5 : 14 )
يا أخوة. نسألكم ان تعظوا الطائشين. وتشجعوا صغار النفوس. وتسندوا الضعفاء. وتتأنوا على الجميع. احذروا أن يجازي أحد منكم اخر على شر بشر. بل اتبعوا الخير كل حين بعضكم لبعض وللجميع. افرحوا دائماً. صلوا بلا فتور. اشكروا على كل شئ. لأن هذه مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوات. امتحنوا كل شئ وتمسكوا بما هو حسن. امتنعوا عن كل شبه شر. واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ أرواحكم ونفوسكم وأجسادكم كاملة بلا لوم، عند مجئ ربنا يسوع المسيح.
كاثسما اولى باللحن الثامن
بما أنك نهر المراحم الإلهي، ولجة التحنن الغزير أيها الرؤوف. أظهر مجاري مراحمك الإلهية واشف الجميع. أفض ينابيع العجائب بسخاء، وارحض الجميع، لأننا اليك نسارع دائماً بحرارة، مستمدين النعمة.
كاثسما ثانية باللحن الرابع
ايها الطبيب المؤاسي الذين في الاوجاع، والمنقذ والمخلص الذين في الأسقام. انت أيها الرب سيد الكل، امنح الشفاء لعبيدك المرضى وتراءف وارحم الساقطين كثيراً وانقذهم من الهفوات أيها المسيح لكي يمجدوا قدرتك.
الى الرب نطلب – يا رب ارحم
أيها السيد الرب الهنا. يا طبيب النفوس والاجساد المبرئ الآلام المزمنة والشافي كل مرض وكل سقم في الشعب. يا من يشاء ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. يا من لا يشاء موت الخاطئ الى أن يرجع فيحيا. لأنك أنت يا رب وضعت توبة للخطأة في العهد القديم لداود ولأهل نينوى وللذين من قبلهم وللذين من بعدهم. ولما حضرت الى الأرض وتجسدت لم تدع صديقين الى التوبه بل خطأة كالعشار والزانية واللص فبولس المعظم الذي كان يجدف عليك ويضطهدك قد قبلته بالتوبة. وبطرس رسولك الهامة، بعد أن جحدك ثلاث مرات قد قبلته أيضا بالتوبة ووعدته قائلاً: "أنت يا بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات. فلذلك إذ نحن واثقون بمواعيدك الصادقة. نتضرع اليك أيها الصالح المحب البشر طالبين أن تستمع إلى تضرعنا في هذه الساعة وتتقبله كالبخور المقدم اليك. فتفتقد عبيدك (هؤلاء) وان كانوا قد أخطأوا بالقول أو بالفعل أو بالفكر في ليل أو في نهار، أو حصلوا تحت لعنة كاهن، أو سقطوا في لعنة من ذواتهم، أو مرمروا أحداً بيمين كاذبة أو صادقة. فإليك نطلب وإياك نسأل قائلين: اصفح واترك واغفر لهم يا الله متجاوزاً عن خطاياهم وآثامهم الصائرة منهم سواء كانت بمعرفة أو بغير معرفة. وان كانوا قد تجاوزوا وصاياك أو اذنبوا في شئ كبشر لابسين أجساداً وساكنين في العالم. وان كان خطأهم من عمل الشيطان فاغفر لهم بما انك إله صالح ومحب للبشر. اذ ما من انسان يحيا ولا يخطئ إلا أنت وحدك برئٌ من الخطأ. وعدلك عدل إلى الأبد وقولك حق. لأنك لم تخلق الانسان للهلاك بل للعمل بوصاياك ولميراث الحياة التي لا تفنى. فإياك نمجد مع أبيك الذي لا بدء له وروحك الكلي قدسه، الصالح والمحيي. الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.