تدعونا تراتيل السَحَر إلى الذهاب للقاء الملك الآتي: (هلمّ بالأغصان نسبّح المسيح السيّد... الله الرب ظهر لنا، فأقيموا العيد وهلموا نعظم المسيح مبتهجين، وبسعف وأغصان نهتف نحوه بالتسابيح قائلين: مبارك الآتي باسم الرب). أمّا إنجيل السَحَر (متى1:21- 11، 15- 17) فيصف دخول يسوع الاحتفالي إلى أورشليم (27). وفي أواخر خدمة السحر يبارك الأسقف أو الكاهن أغصان النخل ويوزّعها على المؤمنين.
تتكلم الرسالة التي تتلى في قداس الذهبي الفم الذي يُقام اليوم (فيليبي 4:4- 9) عن قرب مجيء السيّد: (افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا... الرب قريب). أمّا الإنجيل (يو1:12- 18) فيشير إلى دهن رجلي يسوع بالطيب الذي قامت مريم في بيت عنيا (وستعود الكنيسة وتذكرنا بهذا الحدث صباح يوم الأربعاء العظيم) ثم إلى الدخول إلى أورشليم. وتبتدأ البركة الختامية في
آخر القداس بالكلمات التالية: (يا من ارتضى أن يجلس على جحش ابن أتان لأجل خلاصنا...)
اً !.
فلنسع الآن إلى تفهم بعض تعاليم هذا الأحد.
* (هوذا ملكك يأتي إليك). اليوم، يأتينا يسوع كملك علينا، إنه أكثر من معلم يرشد تلاميذه. يريدنا يسوع أن نقبل مشيئته في كل شيء وأن نتنازل عن كل رغباتنا الذاتية. يأتي إلينا ليملك على نفوسنا ولكي يقام ملكاً في قلوبنا.
* (إليك...). لا يأتي يسوع إلى البشرية جمعاء وحسب، بل إلى كل واحد منّا بصورة خاصة. (ملكك...). يريد يسوع أن يكون ملكي. وبمعنى خاص إنه ملك على كل واحد منّا. وبشكل شخصي ومميّز بالكلية إنه يطلب طاعة وقبولاً داخليين وصميميين.
* هذا الملك (متواضع). يأتي إلينا راكباً على حيوان حقير، رمز التواضع والطبية. سيعود يوماً ما في مجده ليدين العالم. أمّا اليوم فإنه يطرح كل مظاهر المجد أو السلطة ولا يطالب بأية مملكة منظورة. يريد أن يحكم فقط على قلوبنا: (يا بنيّ أعطني قلبك) (أمثال 26:23).
* ولكن كان حسّ الشعب صائباً عندما حيّا يسوع كملك إسرائيل المنظور، لأن يسوع ليس فقط ملك الأشخاص، بل أيضاً ملك الجماعات البشرية. ملكه ذو طابع اجتماعي أيضاً، ويمتد إلى مجالات السياسة والاقتصاد إضافة إلى المجال الروحي الخلقي. ليس من شيء غريب أو بعيد بالنسبة لربوبيّة يسوع.
* كان الجمع الذي استقبل يسوع يحمل سعف النخل والأغصان التي قد تكون من أغصان الزيتون – وهي الشجرة التي نجدها بكثرة في ضواحي أورشليم. لكل من أغصان النخيل والزيتون معناها الرمزي. فسعف النخيل تشير إلى الغلبة، بينما تشير أغصان الزيتون إلى السلام والمسحة. فلنذهب إذاً إلى لقاء يسوع، ممجدين قوته ولطفه في آن، مقدمين له انتصاراتنا (التي هي انتصاراته بالفعل) على ذواتنا وعلى الخطيئة وكذلك سلامنا الداخلي (الذي هو سلامه).
* (وفرش الجمع الكثير ثيابهم على الطريق...). فلنلق على أقدام يسوع ثيابنا وممتلكاتنا وأمانتنا وأملاكنا، وأيضاً وكذلك مظاهرنا الكاذبة وقبل كل شيء أفكارنا ورغباتنا وشعورنا وليطأ الملك الغالب كل ما لنا ولنخضع له كل ما لدينا من ثمين وقيِّم مقدمين إياه للسيّد.
* كان الشعب يهتف: (أوصنّا (28) مبارك الآتي باسم الرب). إذا كان باستطاعتي أن أتفوَّه بهذه العبارة بكل صدق وطاعة، وإذا كانت تعبّر حقاً عن توق كلي نحو الملك الذي أقبله من كل قلبي، أكون قد ابتعدت، في تلك اللحظة بالذات، عن خطاياي، وقبلت يسوع ضيفاً عليَّ. فأهلاً وسهلاً بالذي يأتي إليّ ! وليكن مباركاً !.
لقد وصلتم إلى عيد دخول ربنا إلى أورشليم! في هذا اليوم، أخذ الناس أغصانًا للاحتفال وزيّنوا الطريق بملابسهم الخاصة أثناء دخول الرب يسوع المسيح على الجحش. لقد وصل إليهم ليصبح ملكهم.
وماذا عنا؟ إنه يصل الآن من أجل إنقاذ البشرية من خطايانا.
كيف ستحتفلون أنتم ببلوغ ربكم الأسبوع العظيم المقدس؟
يمكنكم القراءة
اذهبوا إلى ركن الصلاة في منزلكم وافتحوا الكتاب المقدس بحسب انجيل يوحنا، الإصحاح 12، الآيات من 1 إلى 18. وإذا كنتم تتابعون بث القداس الإلهي عبر الإنترنت، فاتبعوا ما يرد فيه.
يمكنكم تزيين ركن الصلاة
إذا كان بمقدوركم الحصول على أغصان أو شموع شعنينة مباركة حديثًا من كنيستكم، فخذوها وزينوا ركن الصلاة بها في منزلكم. ضعوها خلف أيقونة أو صليب على الحائط، أو ضعوها في مزهرية بالقرب من ركن الصلاة. إذا لم تتمكنوا من الحصول على أغصان أو شموع شعنينة مباركة حديثًا، يمكنكم في الوقت الراهن اختيار بعض الأغصان الجميلة التي قد تتواجد في الحديقة أو الغابة. دفن تلك من العام الماضي.
يمكنكم الترتيل
رتّلوا أو أصغوا إلى ترتيلة "قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ" من الكلام الجوهري أثناء قيامكن بتزيين ركن الصلاة، فهي ترتيلةٌ تُرتّل في كل قداسٍ إلهي وتحتوي على العديد من الكلمات التي استقبل بها الناس ربنا يسوع المسيح أثناء دخوله إلى أورشليم.
تشاركوا فرحكم.
الإنجيل: في القداس (يوحنا 12: 1- 18)
ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ:«اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ».
فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ. وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ». وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلاً، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ. وَكَانَ الْجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. لِهذَا أَيْضًا لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هذِهِ الآيَةَ.
افرحي يابيت عنيا .... نحوك وافى الإله
من به الأموات تحيا .... كيف لا وهو الحياه
إن مارثا استقبلته .... ببكاء وعويل
وشكت لما رأته .... شدة الحزن الطويل
صرخت بالحالة ربي ... أنت عوناً للرفيق
فا أعني إن قلبي .... ذاب من فقد الشقيق
قال كفي عن بكاكي .... ودعي هذا النحيب
واعلمي أن آخاك ... سوف يحيا عن قريب
ثم نحو اللحد بادر .... ذلك الفادي الأمين
حينما نادى لعازر .... انهض ياذاك الدفين
أيها الأختان هيا .... انظرا الأمر العجيب
قام من في اللحد حيا .... واشكرا الفادي الحبيب
لك يارب البرايا .... لك نسجد بخشوع
إننا موت الخطايا .... بك نحيا يا يسوع
كاثسما باللحن الأول :
أيها الشعوب والامم ، سبحوا بنغمات مؤتلفة ، لأن ملك الملائكة ، ركب الان عفواً وأتى
باختياره ، ليضع الأعداء بالصليب بما انه مقتدر ، لذلك الفتيان بالسعف ينشدون
تسبيحاً هاتفين : المجد لك أيها الآتي غالباً ، المجد لك أيها يا الهنا المبارك وحده
القنداق باللحن السادس
أيها المسيح الإله الجالس على العرش في السماء والراكب جحشاً على الأرض ، لقد
اقتبلت من الملائكة ترتيلاً ، ومن الأطفال تسبيحاً . هاتفين : مبارك أنت الآتي ، لنعيد
آدم ثانياً .
البيت
ايها المسيح العديم ان يكون مائتاً ، بما انك ربطت الجحيم وأمت الموت وأنهضت
لعازر قد سبحتك الأطفال اليوم كغالب هاتفين : اوصنا لان داود اذ لن تعود الأطفال
تذبح كما قبل من أجل طفل مريم ، بل وحدك تُصلب من أجل جميع الأحداث والشيوخ
، ولينفذ فينا السيف فيما بعد ، لان جنبك سيطعن بحربة . لذلك نهتف بحبور : مبارك
انت الآتي لتعيد آدم ثانية .
سنكسار
نقول أولاً الميناون لقديسين هذا اليوم ......... ثم هذا للعيد :
في هذا اليوم الذي هو أحد الشعانين نعيد للموسم المجيد البهي لدخول ربنا يسوع
المسيح الى أورشليم . لقد جلس على جحش ، من سبط الأرض بكلمة إلهية طالباً أن
يطلق جنس البشر ويحلهم من البهيمية ، فبتحننك الذي لا يوصف ايها المسيح اجعلنا
غالبين الآلامالبهيمية ، واهلنا لمعاينة غلبتك الواضحة على الموت ، وقيامتك المجيدة
الحاملة الحياة وارحمنا .