صدرت مجلة "الراديو المصري" كإصدار رسمي عن الإذاعة المصرية وتزامن إصدارها مع إنشاء الإذاعة عام 1934، وكان شعارها "مجلة الإذعة اللاسلكية للحكومة المصرية"كانت الإذاعة تابعة لشركة ماركوني للاتصالات اللاسلكية عند إنشائها وكانت تحت إدارة انجليزية بحكم نفوذ الاحتلال البريطاني، وانعكس هذا الوضع على شكل المجلة الناطقة باسم الإذاعة في سنواتها الأولى قبل انتقالها إلى إدارة مصرية لاحقا. من أشكال هذا الانعكاس ظهور المجلة باللغتين العربية والانجليزية وبغلاف أيمن عربي يحمل عنوان "الراديو المصري" وغلاف أيسر انجليزي بعنوان EGYPTIAN RADIO، وكذلك محتوى أيمن عربي ومحتوى أيسر انجليزي

على عكس المتوقع لم تكن النسخة الانجليزية ترجمة للعربية أو العكس، فبينما كان الجزء العربي ينشر موادا تنتمي إلى الثقافة العربية بشكل أو بآخر كان الجزء الانجليزي ينشر أخبار الأسرة المالكة البريطانية وأخبار الأسطول الانجليزي وما إلى ذلك. وبالطبع كان للقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية نصيب فيما ينشر من برامج، خاصة أنها كان تنتج بعض الأعمال الفنية العربية لحسابها

تصدر المجلة أسبوعيا كل يوم سبت وتنشر برامج الإذاعة المفصلة باليوم والتاريخ والساعة من الأحد إلى السبت من كل أسبوع. كما تنشر مع كل عمل فني اسم المؤلف والملحن والمطرب، وهو ما جرت عليه جميع المجلات الفنية في ذلك الوقت.

وساهم هذا التفصيل وهذه الدقة في نشر المعلومات أن تلك المجلات أصبحت مرجعا قانونيا فيما يختص بحقوق المؤلفين والملحنين حيث سهلت مهمة متابعة النشر والأداء العلني دون الحاجة للاستماع للمادة المذاعة.

تضم مكتبة الأستاذ عفيفي أعدادا تغطي الفترة من 1938 إلى 1949، وهو ما يتوافق مع بداية نشاطه الفني حيث سجل أول لحن له لإذاعة القاهرة

كان محمد عفيفي على موعد هام في حياته مساء السبت 2 يوليو 1938 حين أذاعت له الإذاعة المصرية أول ألحانه، كما نشرت في عدد ذلك الأسبوع نص الأغنية بالكامل مع اسم المؤلف والملحن، وكانت أغنية عاطفية بعنوان "يوم ما شفتك ياحبيبي" من كلمات عبد الله خضر، وهو العدد رقم 171 الصادر في 25 يونيو 1938

كانت هذه خطوة كبيرة في حياة محمد عفيفي وإنجازا متميزا لعدة أسباب

  • أولها أنه كان لا يزال شابا في الخامسة والعشرين من عمره

  • ثانيها أنه كان مقيما بالإسكندرية بعيدا عن دائرة أضواء القاهرة

  • وثالثها أنه تم قبوله ملحنا في أول أعماله بالإضافة إلى الغناء

ويذكر أنه لم يغن أبدا من ألحان غيره، وظل يقدم ألحانه بصوته لنحو عامين قبل أن يبدأ التلحين لغيره عام 1940 مع ثلاث مطربات هن فوزية أحمد وصباح وعزيزة جميل، ثم دنيا زاد عام 1947 وفتحية أحمد عام 1952

هكذا بدأت علاقة محمد عفيفي بمجلة الإذاعة التي تابعت نشر أعماله وأخباره، لكنه بدأ في اقتناء المجلات قبل ذلك بفترة طويلة، وتضم مكتبته أعدادا من مجلات أخرى يرجع تاريخها إلى 1928 حين كان عمره 15 عاما، اشترك في تحرير بعضها بمقالات فنية واجتماعية

الناشر/ د.أسامة عفيفي