الصباح 1149

اليوبيل الفضي للموسيقار الخالد سيد درويش (1)

25 عاما مرت على وفاة سيد درويش تبدلت فيها الأرض والسماء والتقاليد والعادات والأذواق والمقاييس

وتلاشت من أسماعنا ألحان عبده الحامولي وسلامة حجازي وغيرهما، إلا سيد درويش أبت ألحانه أن تموت

ربع قرن مضى ثم استمعنا إلى ألحانه ومعانيه فما شعرنا أننا رجعنا خطوة واحدة إلى الوراء

قصة نشيد بلادي

سيد درويش الذي سمع معلم الوطنية الأول مصطفى كامل يلقي آخر خطبة قالها قبل وفاته على مسرح زيزنيا بالإسكندرية واختتمها بقوله "بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي ، لك قلبي ولبي، لك فكري وعقلي، أنت الحياة ولا حياة بغيرك يا مصر"، فنظم هذه المعاني السامية في كلمات، ثم صاغها في لحن قومي عجيب، فسار كل فرد من أفراد الشعب يرد لحن سيد درويش "بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي"

تعليق الناشر

نشرت هذه الوثيقة عام 1948 ولم يعترض أحد أو يكذب ما جاء بها حول نظم نشيد بلادي الذي الدعى البعض أن مؤلفه محمد يونس القاضي. كان يونس القاضي على قيد الحياة وقتها، وكان بوسعه تسجيل اعتراضه لأن كتاباته كانت ملء السمع والبصر واتصالاته لا حدود لها، لكنه لم يفعل كما لم يفعل قبل ذلك لا في حياة سيد درويش ولا بعد رحيله وظل صامتا حتى توفاه الله بعد نحو نصف قرن من وفاة الموسيقار الخالد. وكل ما ظهر في الصحافة من نسبة النظم لمحمد يونس القاضي نشر بعد وفاته عام 1969 وبدأ فقط في السبعينات على لسان أشخاص آخرين. وعلى من يقول بغير ذلك إثباته بوثيقة أخرى منشورة يشير فيها القاضي إلى حقه

على أي حال فإننا نكرر بالمناسبة أن القيمة الحقيقية لأعمال سيد درويش هي قيمة فنية موسيقية وليست في الكلمات بحد ذاتها، ولو قدر لنفس الكلمات أن تكون من تلحين فنانين آخرين كبار مثل كامل الخلعي أو داود حسني أو زكريا أحمد لاستمعنا إليها في صورة موشح أو طقطوقة أو لحن شعبي ولم تكن لتخرج عن ذلك. والحقيقة أن عبقرية سيد درويش الفنية هي التي جعلت من النص نشيدا قوميا لا يخبو لقرن من الزمان

الناشر - يناير 2021

الصباح 30 سبتمبر 1948

صورة الغلاف المطربة نجاة علي

اليوبيل الفضي للموسيقار الخالد سيد درويش (2)

الفارابي: الفيلسوف والموسيقي ومخترع آلة القانون (874-950م)

الصباح 30 سبتمبر 1948 العدد 1149