صدرت مجلة الراديو الأسبوعية عام 1931، وكما جاء في صدرها هي "مجلة أدبية انتقادية مسرحية مصورة"، صاحب امتيازها ورئيس تحريرها وناشرها محمود عزت المفتي
تطور نشاط المجلة عبر الثلاثينات خاصة بعد إنشاء الإذاعة المصرية وأصبح عنوان نشاطها "مجلة الإذاعة اللاسلكية والفكاهة والزجل والنقد النزيه والقصة والمسرح"، وفي الترويسة يظهر شعار "مجلة سياسية فنية تعني بنشر البرامج الرسمية لمحطة الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية والأغاني". كما أصبح لها رئيس تحرير مستقل هو حبيب مجلي طعرم. وأضافت إلى برامج الإذاعة المصرية برامج "الإذاعة العربية من محطة لندن". وفي عام 1939 أضافت إلى عنوانها شعار "أوسع الصحف الأسبوعية انتشارا"
ظلت الراديو تصدر بنفس الاسم حتى مطلع عام 1940 حين قرر مصدرها محمود عزت المفتي ضم مجلة البعكوكة الفكاهية إليها، التي صدرت أيضا عام 1931 مستقلة عن الراديو، وتابع إصدار المجلتين باسم واحد هو "الراديو والبعكوكة"، بعدد 16 صفحة من القطع المتوسط، ثم في عام 1942 تصدر المجلة الجديدة في قطع كبير بحجم صحف "التابلويد". في أبريل 1946 يظهر اسم رئيس تحرير جديد هو "محمود علي المحامي"، ومع بداية 1947 تعود رئاسة التحرير إلى صاحب المجلة كما بدأت، لكن في أكتوبر من نفس العام يظهر اسم حسني الحسيني كرئيس تحرير جديد، كما يظهر عنوان مقر للمجلة بالإسكندرية. لكن في 1948 يستعيد صاحبها رئاسة التحرير ويستحدث منصبا جديدا هو مديرة الإدارة عائشة المفتي، كما اتسع توزيعها ليشمل 6 دول عربية هي مصر والسودان وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق
كانت الصحافة الفكاهية ورسوم الكاريكاتير تلقى رواجا كبيرا في تلك الأيام، وكان مصدروها يستخدمون العناوين الساخرة كمدخل لمزج الجد بالهزل الذي قد يزيد من انتشارها، لكن الأهم من ذلك أنه كان الباب الذي كان يلج منه الصحفيون إلى ممارسة النقد اللاذع لكافة الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية مغلفا بالنكتة التي تخفف كثيرا من تبعات النقد المباشر مما يعرض الصحيفة للإغلاق وسحب الترخيص. ويذكر أن بيرم التونسي قد احتال لمسألة الترخيص للمجلة التي أصدرها في الإسكندرية عام 1919 باسم "المسلة"، فقد كتب على غلافها "الجزء الأول" بدلا من "العدد الأول" بسبب صعوبة الحصول على ترخيص لمجلة دورية كالجرائد والمجلات، وأتبع ذلك بشعار "المسلة .. لا هي جريدة ولا مجلة"، لكنها لم تستمر لأكثر من 13 عددا وتم إغلاقها، ثم أتبعها بأخرى صدر منها عدد واحد لتغلق أيضا ويتم نفيه خارج البلاد
ورغم انتماء بيرم التونسي إلى ميدان الزجل والنقد الساخر، بل هو رائده الأول، نجد الراديو والبعكوكة تفرد صفحات للهجوم عليه وتشويه شعره وفنه بأقلام زجالين آخرين يعانون من منافسته وسيطرته على ميدانه، ولم تسلم أزجال بيرم ولا أغانيه، حتى التي غنتها أم كلثوم، من التعرض لها بالتشكيك والتركيك. ويبدو أن نقد بيرم الساخر للعائلة الملكية، الذي أغضب السلطات وإدى إلى نفيه أكثر من مرة، قد خلق بيئة معادية له تجد في مهاجمته مادة خصبة لاسترضاء السلطات بطريقة غير مباشرة
وفي النقد الفني سنجد سهاما موجهة إلى العديد من الفنانين بمن فيهم الكبار مثل الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي رغم اعتراف المجلة بمواهبهم وقدراتهم ونشرها لأعمالهم بانتظام
على أي حال لا شك أن مصر وسائر البلاد العربية كانت تعاني من أوضاع مغلوطة وجائرة عانت منها الشعوب كثيرا، وكانت أهدافا دائمة للصحفيين والكتاب، حتى إن مجلة الراديو هذه التي اتخذت من نشر برامج الإذاعة رسالة لها كانت دائمة الانتقاد لإدارة الإذاعة وكثيرا ما اتهمتها صراحة بالفساد الإداري والمالي. لكن هيئة الإذاعة لم تنس أن تصدر مجلة خاصة بها لا ينتقدها فيها أحد، بدأت تحت إشراف إدارة بريطانية جعلتها تصدر بلغتين، الانجليزية والعربية
في مكتبة الأستاذ عفيفي أعداد غير منتظمة من السنوات الأولى في عمر المجلة، لكن بدءا من عام 1940 زادت الأعداد ثم انتظمت في مجلدات ضخمة من عام 1945 إلى 1949. ننشر في هذا الموقع موادا إخبارية ونقدية تتعلق بالفن والسياسة والمجتمع، لكنا لسنا بصدد نشر المحتوى الكامل لجميع الأعداد حيث أن اهتمامنا لا يهدف إلى توثيق المجلات بل فقط إلى توثيق الحركة الفنية والنقدية عبر ما تضمنته الوسائط الصحفية من أخبار وصور ومقالات. من مجلة الراديو لدينا محتويات 26 عددا من القطع المتوسط بعضها لمجلة الراديو المستقلة، و 135 عددا من المجلة المندمجة من القطع الكبير
الناشر / د. أسامة عفيفي