الصباح 1947

يتوفر من أعداد مجلة الصباح 49 عددا صادرة سنة 1947 تحمل أرقاما بين 1058 و 1109

احتفظت "الصباح" بالشكل الحديث الذي صدرت به طوال الأربعينات مع الاهتمام بالغلاف الملون الذي حمل صور نجوم الفن والسينما المصرية والعالمية من نجوم هوليود، مع الإشارة إلى أسماء شركات السينما الأمريكية العملاقة التي صنعت تاريخ السينما ونجومها. من تلك الشركات فوكس للقرن العشرين، مترو جولدوين ماير، بارامونت، كولومبيا، وارنر، وغيرها. وبلغ متوسط عدد صفحات المجلة 44 صفحة من القطع المتوسط

حافظ المحتوى أيضا على قيمته المصرية والعربية بتناول مختلف القضايا والشئون التي تهم مصر والعالم العربي، واحتلت الفنون جزءا قيما من المحتوى الإخباري والنقدي، بينما علت نبرة النقد السياسي تزامنا مع جلاء قوات الاحتلال البريطاني عن المدن المصرية واقتصار تواجدها على منطقة قناة السويس، وتفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بسبب النشاط الإرهابي للعصابات الصهيونية وتشجيع هجرة اليهود المنظمة إلى فلسطين من قبل بريطانيا وأمريكا بهدف توطينهم قبل حرب 1948

من موضوعات النقد السياسي تحقيق يتحدث عن صفقة مدافع بريطانية فاسدة اكتشفها الجيش المصري عام 1947 ورفضت السلطات البريطانية طلب الجيش إجراء تجارب عليها. وهي صفقة مشبوهة تضاف إلى صفقة طائرات تحطم عدد منها وأودى بحياة طياريها

وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي اهتمت المجلة بأوضاع الشركات الأجنبية التي تمتعت بامتيازات كبيرة وأوضاع العمال الذين كانوا رهن استغلال أصحاب العمل

في ذلك العام تم نقل إدارة الإذاعة المصرية من شركة "ماركوني" إلى الحكومة المصرية لتكون تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية. لكن لم تمض بضعة أشهر حتى اكتشف كثيرون سوء سياسات الإدارة الجديدة وبرامجها، وسوء معاملتها لجميع الفنانين تقريبا ما عدا أم كلثوم، حتى عبد الوهاب لم يسلم من سوء المعاملة، ولم يفت المجلة في سياق اهتمامها بالفنون أن تنشر شكاوى الفنانين على صفحاتها، كما لم يفتها انتقاد سيطرة الأجانب والثقافة الأجنبية على أماكن الترفيه إدراة وعملا وبرامجا

أظهرت "الصباح" اهتماما خاصا برائد النهضة الموسيقية سيد درويش وأفردت له صفحات بأقلام تقدر عاليا فن سيد درويش مثل الفنان محمد عفيفي وعبد المجيد بدر باشا وزير المالية رئيس جماعة أصدقاء موسيقى سيد درويش، كما اهتمت بإلقاء الضوء على الحدث الفني الكبير لعام 1947 وهو تقديم أوبريت العشرة الطيبة على مسرح الأوبرا من إخراج المخرج القدير زكي طليمات وبطولة حسين رياض وفؤاد شفيق تمثيلا وشهرزاد وعبد الغني السيد غناءً

واحتل "حادث زواج أم كلثوم" جانبا من أخبار المجلة التي نشرت كيف اتفقت أم كلثوم مع محمود الشريف على الزواج، ثم نشرت خبر إلغائه بعد أيام دون الخوض في أسباب الإلغاء

في بعض الأعداد موضوعات تشير إلى ضخامة القفزة العلمية التي ظهرت في العقود اللاحقة مقارنة بالأربعينات. على سبيل المثال مقال عنوانه " هل يمكن الوصول إلى القمر؟"، وآخر يتحدث عن "السينما المجسمة ذات الأبعاد الثلاثية" التي كانت اختراعا جديدا وقتها أجبر كل دور السينما في العالم على تحديث تقنياتها