تم إهداء قسم كبير من هذه المكتبة في مارس 2018 إلى مكتبة الإسكندرية التي رحبت بالإهداء نظرا لندرة المحتوى وتنوع موضوعاته. ولا يقتصر ما تضمه المكتبة على الموضوعات الفنية بل يغطي أيضا أحداثا هامة في تاريخ مصر والوطن العربي، على مدى أكثر من 20 عاما فيما بين 1928 و 1949، وهي فترة دقيقة في حياة الشعوب العربية امتلأت بتغيرات كثيرة أدت في النهاية إلى تغير الواقع العربي تغيرا شاملا في خمسينات وستينات القرن العشرين. وترجع أهمية المحتوى إلى طبيعته الإخبارية حيث أنها توثق مجلدات من المجلات الفنية الصادرة في تلك الفترة، وتنقل أخبارا من واقع الأحوال وليس سردا لمذكرات أو انطباعات

وإلى جانب أخبار أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما من كبار الفنانين سنجد أيضا أخبارا عن الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين والحكومات والأحزاب والاغتيالات السياسية. وفي طريق الفن يمكن أن نتابع ظهور الفنانين الجدد وحركة النقد الفني القوية التي سادت تلك الفترة إضافة إلى تراجم مختصرة بأقلام الفنانين عن حياتهم وفنهم

ونجد أيضا مقالات بأقلام رموز العصر الأدبية والعلمية والفنية مثل الأستاذ عباس محمود العقاد والعالم الدكتور علي مصطفى مشرفة والموسيقار محمد عبد الوهاب وغيرهم، وقصائد لكبار الشعراء مثل أحمد شوقي وإبراهيم ناجي وعلي محمود طه وأحمد رامي

وتضم المكتبة كتبا نادرة ومراجع قيمة في الموسيقى ودواوين أشعار ونوتات موسيقية لألحان الفنانين الكبار ولألحان محمد عفيفي سنحاول نشرها بأفضل صورة ممكنة، كما نأمل أن يتم ربط كل عنصر بنظيره السمعي حتى تكتمل الدائرة بالاستماع

عند البحث في مكتبة الأستاذ عفيفي سنكتشف كيف كان دقيقا للغاية في ترتيب محتويات مكتبته التي أنشأها عبر سنوات طوال، ورغم ضخامة المجلدات فإن كل شيء مرتب زمنيا ونوعيا ولا يحتاج القارئ إلا إلى القراءة والاطلاع فقط . وبالطبع احتاج الأمر إلى تحويل كل هذه الأوراق إلى صور رقمية حتى يمكن تداولها عبر الإنترنت مما استغرق أكثر من سنة من العمل المتواصل مع الكاميرا والكمبيوتر

سننشر تباعا محتويات هذه المكتبة النادرة خدمة للفن والمجتمع ونتمنى أن يجد فيها القارئ متعة الارتحال إلى زمن مضى وتأمل ما كان يحدث وعلاقته بالحاضر. كما نرجو أن يجد الباحث مادة حقيقية تؤكد له، أو تنفي، ما توصل إليه من مصادر أخرى، بالوثائق والمستندات والصور. وربما يتسع المجال للنقاش حول ما ينشر من مستندات في مرحلة لاحقة، لكننا سنولي النشر الأولوية إلى أن نتوصل إلى الصيغة المثلى لتبادل الآراء. ويهمنا أن نشير إلى توفر محرك بحث داخل هذا الموقع يظهر أعلى كل صفحة، لتيسير مهمة البحث عن أي اسم أو موضوع

الناشر / د. أسامة عفيفي

الأعداد غير الواردة بهذا الموقع ليست بالضرورة غير موجودة، بل ربما قد لا تحتوي على ما يستوجب نشره هنا، حيث أن اهتمامنا لا يستهدف توثيق المجلة نفسها بصرف النظر عن محتواها. ولمن يهتم بتوثيق مجلة أو صحيفة من مكتبة محمد عفيفي تكفلت مكتبة الإسكندرية مشكورة بنشر جميع محتوياتها على موقعها