أعظم المسافرون في تمرين الكتاب سافروا من أوروبا إلى أمريكا أو من الصين إلى أفريقا. ولكن لا أريد أن أكتب عنهم لأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين حيث يمكننا أن نشرب الشاي في مدينة بيجينغ صباحاً، ونتناول الغداء في بيروت ، ونمشي على نهر السين في باريس قبل غروب الشمس، حتى أن ننتهي الليلة حالمين في جزيرة الفصح، بعيداً عن الإنسانية.
أريد أن أتحدث عن ١٠٠ مسافر ومسافرة سيبدؤون رحلتهم في سفينة فضائية للوصول إلى مكان يبعد مئة سنة ضوئية عنّا. يعني، عندما يصلون إلى المكان، سوف نكون قد متنا منذ فترة طويلة. بعد مئات الأجيال، سوف يتجمع مرة أخرى: أطفالهم وأطفالنا.
غداً سيكون اخر يوم في حياتنا مع بعضنا البعض فالمسافرون سوف يتركوننا وعائلاتهم وأرضنا بعد الغد.
تقول الصحف أن رحلة الغد هي مثل الرحلات في عصر الاستكشاف لأن المستقبل غير مؤكد والمسافرون هم شجعان بسب إستكشافهم. لا لا لا. قبل أن يبدأ مركو بولو رحلته، أعتقد أنه سيعود إلى أوروبا. على الرغم من كل المخاطر، احتمال العودة كان ممكن. ولكن غداً هو مختلف وهناك شعور غريب في الإنسانية.
ماذا نفعل هذه المرة؟ هل هذا ذو معنى، الإستكشاف الذي لا احد منّا، لا احد من كل الأشخاص في عالم اليوم، سوف يستفيد منه؟ رحلة الغد لها غرض ولكن لا يوجد لديها أمل. (لكن ربما هي في الحقيقة ليست أسوأ من الرحلات حياتنا التي لديها كثيرمن الآمال ولكن غالباً ليس لديها أي غرض.)
غداً ستكون هناك دموع. وبعد الأجيال الكثيرة وبعد توحيدنا الكبير، سوف تنُسِى كل دموعنا وندمنا. فقط سيكون هناك طالب آخر يكتب قصةً اخرى عن رحلة الغد.