ما هو التغدد الرحمي؟
التغدد الرحمي، المعروف أيضًا باسم العضال الغدي، هو حالة تصيب الجهاز التناسلي للمرأة، حيث تنمو أنسجة بطانة الرحم (الاندومترية) بشكل غير طبيعي داخل جدار العضلات في الرحم. عادةً ما تنمو هذه الأنسجة داخل تجويف الرحم، ولكن في حالة التغدد الرحمي، تتغلغل داخل جدار العضلات، مما قد يسبب ألمًا ونزيفًا غزيرًا ومشاكل في الخصوبة.
الأعراض:
ألم الحوض المزمن: هو أكثر الأعراض شيوعًا، ويمكن أن يكون حادًا أو خفيفًا، ويشتد غالبًا خلال الدورة الشهرية أو أثناء الجماع.
نزيف غزير: قد تستمر الدورة الشهرية لأكثر من أسبوع أو تكون كمية النزيف غزيرة بشكل غير طبيعي.
ألم أثناء الجماع: قد تشعر المرأة بألم حاد أو ثقل في منطقة الحوض أثناء الجماع.
عقم: قد تواجه بعض النساء المصابات بالتغدد الرحمي صعوبة في الحمل.
أعراض أخرى: قد تشمل الانتفاخ، والإمساك، والشعور بالضغط في أسفل البطن، والتعب.
الأسباب:
لا تزال أسباب التغدد الرحمي غير معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في ذلك، منها:
العوامل الوراثية: قد يكون لدى النساء اللواتي لديهن أفراد من العائلة مصابات بالتغدد الرحمي خطر أكبر للإصابة به.
العوامل الهرمونية: قد تلعب اختلالات الهرمونات، مثل ارتفاع مستويات الإستروجين، دورًا في نمو أنسجة بطانة الرحم داخل جدار العضلات.
العوامل المناعية: قد يكون لدى النساء المصابات بالتغدد الرحمي مشاكل في جهاز المناعة، مما يسمح بنمو أنسجة بطانة الرحم في أماكن غير طبيعية.
التشخيص:
الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض للتحقق من وجود أي حساسية أو ألم.
الموجات فوق الصوتية: تستخدم الموجات فوق الصوتية لتصوير الرحم والمبايض وتحديد وجود أي نمو غير طبيعي.
الرنين المغناطيسي: قد يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور أكثر تفصيلاً للرحم والمناطق المحيطة.
تنظير الرحم: في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى تنظير الرحم لفحص بطانة الرحم وأخذ عينات من الأنسجة للاختبار.
العلاج:
لا يوجد علاج نهائي للتغدد الرحمي، ولكن تهدف خيارات العلاج إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل خيارات العلاج ما يلي:
الأدوية: يمكن استخدام مسكنات الألم، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لتخفيف الألم. كما يمكن استخدام حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني لمنع التبويض وتقليل نمو بطانة الرحم.
العلاج الجراحي: قد تلجأ بعض النساء إلى الجراحة لإزالة أنسجة بطانة الرحم، مثل استئصال الرحم أو استئصال الرحم مع المبايض.
تأثير التغدد الرحمي على فرص الحمل بالحقن المجهري:
التأثير على جودة البويضات: قد تؤثر أنسجة بطانة الرحم المتضخمة على جودة البويضات، مما قد يقلل من فرص نجاح الحقن المجهري.
التأثير على بيئة الرحم: قد تعيق أنسجة بطانة الرحم نمو الجنين المزروع بعد الحقن المجهري.
الالتهابات: قد تسبب أنسجة بطانة الرحم المتضخمة التهابات في منطقة الحوض، مما قد يؤثر سلبًا على فرص الحمل.
على الرغم من هذه التأثيرات، لا يعني وجود التغدد الرحمي استحالة الحمل بالحقن المجهري.
تعتمد فرص النجاح على:
مدى شدة التغدد الرحمي:
الحالات الخفيفة: قد لا تؤثر بشكل كبير على فرص الحمل.
الحالات الشديدة: قد تتطلب علاجًا مسبقًا قبل الحقن المجهري لتحسين فرص النجاح.
عمر المرأة:
**كلما زاد عمر المرأة، قلّت فرص الحمل بشكل عام، بغض النظر عن وجود التغدد الرحمي.
جودة البويضات والحيوانات المنوية:
تلعب صحة البويضات والحيوانات المنوية دورًا هامًا في نجاح الحقن المجهري، بغض النظر عن وجود التغدد الرحمي.
خيارات العلاج لتعزيز فرص الحمل بالحقن المجهري في وجود التغدد الرحمي:
العلاج الدوائي:
قد يصف الطبيب أدوية هرمونية للتحكم في نمو أنسجة بطانة الرحم وتقليل الالتهابات.
العلاج الجراحي:
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة أنسجة بطانة الرحم.
نصائح لمرضى التغدد الرحمي الذين يرغبون في الحمل بالحقن المجهري:
استشارة الطبيب المختص:
من المهم استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب قبل البدء في دورة الحقن المجهري.
اتباع نظام غذائي صحي:
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة في تحسين صحة البويضات وتقليل أعراض التغدد الرحمي.
ممارسة الرياضة بانتظام:
يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة في تحسين صحة الجسم بشكل عام وتقليل التوتر، مما قد يعزز فرص الحمل.
الحصول على قسط كافٍ من النوم:
يلعب النوم دورًا هامًا في تنظيم الهرمونات وتحسين صحة الجسم، مما قد يفيد في فرص الحمل.
ختامًا، لا يُعد وجود التغدد الرحمي عائقًا أمام الحمل بالحقن المجهري.
مع العلاج المناسب والمتابعة مع الطبيب المختص، يمكن للمرأة المصابة بالتغدد الرحمي أن تتحقق حلمها بالحمل والإنجاب