الأورام الليفية الرحمية هي نموات غير سرطانية تتشكل داخل الرحم. تُعتبر الأورام الليفية شائعة جدًا، حيث تُصاب بها حوالي 70-80% من النساء في مرحلة ما من حياتهن. في هذا المقال، سنتناول الأعراض المختلفة للأورام الليفية، وكيفية تشخيصها، والخيارات العلاجية المتاحة.
تختلف أعراض الأورام الليفية بشكل كبير من امرأة لأخرى وتعتمد على حجم الورم، موقعه، وعدد الأورام الليفية الموجودة. بعض النساء قد لا يعانين من أي أعراض، بينما قد تعاني أخريات من أعراض شديدة تؤثر على جودة حياتهن. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
النزيف الرحمي غير الطبيعي:
الدورة الشهرية الثقيلة: قد تكون الدورة الشهرية أطول وأكثر غزارة من المعتاد.
النزيف بين الدورات: قد يحدث نزيف غير منتظم بين الدورات الشهرية.
فقر الدم: النزيف الشديد يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم.
الألم والانزعاج:
ألم الحوض: شعور بالضغط أو الألم المستمر في منطقة الحوض.
ألم أسفل الظهر: قد ينتشر الألم إلى أسفل الظهر.
الألم أثناء الجماع: بعض النساء قد يعانين من الألم أثناء الجماع بسبب الأورام الليفية.
الأعراض البولية والمعوية:
التبول المتكرر: قد تضغط الأورام الليفية على المثانة، مما يؤدي إلى الحاجة المتكررة للتبول.
صعوبة التبول: قد تسبب الأورام الليفية الكبيرة صعوبة في التبول أو عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل.
الإمساك: ضغط الأورام الليفية على الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى الإمساك.
الأعراض الإنجابية:
العقم: قد تسبب الأورام الليفية مشاكل في الخصوبة مثل صعوبة انغراس البويضة المخصبة.
مضاعفات الحمل: تشمل زيادة خطر الإجهاض، الولادة المبكرة، ووضع غير طبيعي للجنين.
لتشخيص الأورام الليفية، قد يستخدم الطبيب مجموعة من الأساليب، منها:
الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الحوض للكشف عن أي تضخم أو كتل غير طبيعية.
الأشعة فوق الصوتية: تُستخدم لتصوير الرحم وتحديد حجم وموقع الأورام الليفية.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا أكثر تفصيلًا لبنية الرحم ويمكن أن يساعد في تقييم الأورام الليفية بشكل أدق.
تنظير الرحم: يُدخل الطبيب منظارًا عبر عنق الرحم لرؤية داخل الرحم بشكل مباشر.
اختبارات الدم: يمكن أن تُستخدم لتقييم فقر الدم بسبب النزيف الغزير.
تعتمد الخيارات العلاجية للأورام الليفية على الأعراض وحجم الورم وموقعه ورغبة المرأة في الحفاظ على الخصوبة. تشمل الخيارات:
المراقبة والانتظار: إذا كانت الأعراض خفيفة ولا تؤثر على الحياة اليومية، يمكن أن يوصي الطبيب بمراقبة الورم بانتظام دون تدخل فوري.
الأدوية: يمكن أن تساعد الأدوية في تقليص حجم الأورام الليفية وتخفيف الأعراض، مثل الأدوية الهرمونية أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
الإجراءات غير الجراحية:
الانصمام الشرياني الرحمي (UAE): قطع تدفق الدم إلى الأورام الليفية، مما يؤدي إلى تقلصها.
الموجات فوق الصوتية المركزة (FUS): استخدام الموجات الصوتية لتدمير الأنسجة الليفية.
الجراحة:
استئصال الورم الليفي (Myomectomy): إزالة الأورام الليفية مع الحفاظ على الرحم.
استئصال الرحم (Hysterectomy): إزالة الرحم بالكامل، ويُعتبر الخيار النهائي للحالات الشديدة.
الأورام الليفية الرحمية هي حالة شائعة تؤثر على العديد من النساء بأعراض متنوعة تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة. التشخيص المبكر والإدارة المناسبة يمكن أن تساعد في تحسين جودة الحياة والتقليل من المضاعفات. من المهم استشارة الطبيب لتحديد الخيار العلاجي الأنسب بناءً على الأعراض وحالة المريضة.