هلامي يبحث عن زوجة
في ذلك الفضاء السرمدي ألا متناهي وفي عالم يمزج الواقع بالخيال والخيال بالواقع
عالم تسبح فيه العقول بحرية كاملة بعيد عن المادة وعالمها بعيد عن الألم وعن المشاعر المؤلمة لا شي يقف أمامها لا بداية ولا نهاية هلاميين فقط وفي أحد الزوايا برغم عدم وجود زوايا كان ذلك الهلامي قابعاً جالساً متربع القرفصاء ولكونه مجرد عقل فقط لا يملك سوى باقة هائلة من الأفكار البستانية المتنوعة والتي كان يطيب له أن يتنزه عبرها عبر ذلك البستان يستنشق عبير أفكاره ونتاج عقله يسبح في أحلامه ويتوقف طويلً أمام زهور غريبة الشكل والمظهر لها رائحة خاصة ووقع مختلف تؤثر على خاصية معينة من خواص تكوينه الهلامي أنها زهور أمنياته وأحلامه
لقد تحدث الهلامي عن نبذه من حياته وعن مسيرته الزمنية عبر سنوات عمره وتحدث عن رحلة لم تنتهي بعد جاهد فيها وكثف بحوثه للحصول على وطن يوافق تركيبته التي يعتبرها البعض غريبة وها هو يقف مرة أخرى أمام بستان الزهور الغريبة لأمانيه يشده حنين لا يعرف له مصدر حنين يشعره بإحساسه بالغربة حنين لا يعرف كيف ولا من أين يأتي لقد تخلي عن مشاعره بعد أن ترك ذلك العالم المؤلم فكيف يشده ذلك الحنين الآن أصبح علي قناعة تامة أن الحنين ألي الوطن وألي النصف الأخر لا يأتي عبر المشاعر الجسدية بل يأتي عبر تركيبات معقدة لن نستطيع أن ندركها وها هو الهلامي يبحث عن زوجة بعد أن أعيته الغربة يبحث عن الجزء المفقود ألذي يشعره بالحنين ألي تواجدها معه ولأنه تحول ألي هلامي لبعض الاعتبارات الصعبة والأمور التي أجبرته على التحول فقد كان يعرف أن المرآة هي المجتمع فإذا فسدة المرآة فسد المجتمع لذلك فقد وضع مواصفات خاصة بعد دراسة طويلة أجراها علي وضع المرآة في زماننا هذا وما ألت أليه في ضل العولمة والحضارة الفاسدة والموضات القذرة وألي غيرها من التسميات التي تدمر الأخلاق
ولكونه يعيش في عالم مبنى بين برزخ من الحقيقة والخيال فقد سهل له ذلك عملية التصور تصور شريكة حياته والتي صنع لها صورة أليكم أوصافها
ومثل أي جسم مادي له مظهرين مظهر خارجي ومظهر داخلي
أما المظهر الخارجي فلم يكن يهتم به كثير لقناعته أن الجوهر هو الأهم فقد كان لا يعير الجمال اهتمام كبير فقليل منه يكفي فقد خبر من خلال مراقبته للعالم المادي أن الجمال والعقل نقيض ندر أن يتواجدا في جسد واحد
أما المظهر الداخلي فقد أهتم به كثير جداً لأنه هو المضمون وهو الجوهر وهو المحرك والدافع للإطار الخارجي
ولذلك فقد تم تركيزه الشديد عليه كان تركيزه علي أن يجد امرأة علي خلق كبير مسلمة مؤامنة تخشي الله في كل أمورها الدنيوية محتشمة تملك أفاق واسعة وعقل مدرك لا تحب التقليد امرأة مستقلة تملك قلب كبير ملئ بالحب والحنان والعطف مرآة تملا ذلك الفراغ العاطفي الذي يحس بفقدانه بعد أن يأس من الحصول علي وطن بعد أن تاه في عالم إلا جسد بعد أن أعيته لعبت السياسة القذرة ومذابح المسلمين والشعور بالفقد فقد كل شي
امرأة تكون الوطن والملجأ والسند والدافع والمحرك والمجاهد والمنشط وكل شي في عالم إلا شي
ولكن يطول توقفه أمام بستانه بزهوره الغريبة فلا أفق يلوح منه شي ويتمني ويتمني ويتمني أن تكون هناك نساء بهذه المواصفات وأن يلدنا أبطال والعديد من صلاح الدين يتمني أن تكون نساء المسلمين نفس النسخة حتى يلدنا الأبطال ويربين التربية الإسلامية الصحيحة التي تكفل لنا في يوماً ما النصر وحق العودة ألي أجسادنا
والعودة من قوقعة عالم الهلاميين
2000.3.5
بقلم/ سعد الوحيشي .