كانت البداية أن دعاني أحد الأصدقاء إلي ما أسماه دفع أبنته وبرغم إن ذلك لم يكن متٌبع في الزمن الماضي غير أنى ذهبت وهناك جلست مع عدد من
المدعوين فترة بسيطة وحضر أهل العريس المرتقب وبعد إتمام السلام والتعارف بداء العرض أو استعراض الأطعمة والحلويات والمشروبات وما يسمونه الموالح والنواشف وكان العرض فضيع ومذهل وغريب ومدهش فقد انهالت علينا كل أنواع الحلويات والمشروبات حتى إننا لا نكاد نبتلع أو نبدأ في ابتلاع صنف حتى يدخل علينا صنف أخر هذا أرز بالخلطة هذه بطاطا مبطنة وهذا الشاي وتوابعه وهذه القهوة وتوابعها هذه وهذه حتى أنى تعبت وأنا أحسب وكان الختام بتوزيع مايسمونه بالخلوط ويا سبحان الله منتهى الفساد والتبذير
ما هذا الذي يحصل هولا الحضور لم يكونوا جياع فقد كان الوقت بعد العصر ولم تمضي فترة علي تناول الغداء
إذا ما الذي يحصل لقد شاهدت من يقضم قضمة واحدة من البطاطا ورشفة واحدة من المشروب وملعقة واحدة من الأرز وبالطبع مصير كل هذه الأطعمة القمامة ولا حول ولا قوة إلا بالله كنت قد قدرة المصاريف بحوالي ستة أو سبعة ألاف تقريبا أليس كان من الأفضل لو أنهم تصدقوا بهذا المبلغ لأحد العائلات الفقيرة المحتاجة ألا يبارك الله لهم حتى في هذا الزواج المرتقب ولم أكن ادري أنها البداية فقط بداية لمسلسل من التبذير فهناك عقد القران والتلبيس وإسراف وتبذير ما أنزل الله بيه من سلطان حقيقة لم أستطيع أن اكتم ذلك فقد قلت لصديقي لماذا تفعل ذلك ؟؟ولماذا هذا التبذير والإسراف ؟؟
وهل نسيت قول الله تعالي
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وقوله تعالي (نَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ )
فقال لي كيف الناس لابأس أي إن ما يفعله لمجرد التقليد فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله يرضون الناس ويغضبون الله يرضون بعدم حب الله لهم وان يكونوا إخوة للشياطين في سبيل المظاهر الكاذبة والتكبر والفخفخة المقيتة وحتى يقال عيت فلان عملوا وعملوا وطبعاً البعض من هولا لا يملكون زمام الأمور فالقيادة بأيدي النساء والبعض لا يملك حتى المال الكافي ويغرق في الديون من أجل إرضاء الناس وإغضاب الله
والي هولا أقول اتقوا الله في أنفسكم وفي أموالكم ولا تكونوا أخوة للشياطين ولا تخرجوا من محبة الله وبدل من هذه العادات السيئة وبدل من هذا التبذير تصدقوا بهذه المبالغ فذلك أفضل لكم والبساطة لا تعير أحد وما أجمل البساطة التي يباركها الله عقد قران في مسجد والدفع مع فنجان قهوة وكعك أو كوب شاي وكعك أفضل إلف مرة من هذه العادات التي أصبحت تنمو وتنموا بيننا أناشدكم الله أن توقفوا هذا التقليد القبيح فنحن مجتمع مسلم ومجتمع طيب وكل هذه العادات مستوردة لم نعهدها ابتدعتها عقول مريضة بعيدة عن الإسلام
تم النشر بصحيفة قورينا العدد 762
بقلم / سعد الوحيشي
عادات وتقاليد سيئة تفشت في المجتمع الليبي