مؤتمر كردي في لندن يدعو لإعادة بناء حلبجة وتكريس يوم عالمي لتحريم الأسلحة الكيماوية

الشرق الاوسط

16-03-2004

اجرت 13 منظمة كردية مؤتمرا في لندن اول من امس لمناسبة الذكرى الـ16 لحملة الانفال وقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية على يد النظام العراقي السابق، ودعا المؤتمر الى اعادة بناء المدينة وطالب بتكريس يوم عالمي لتحريم الاسلحة الكيماوية. وبدأ المؤتمر بإلقاء خطاب الافتتاح والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء مجزرة حلبجة. بعد ذلك قرأت بيريفان دوسكي بيان اللجنة المشتركة المنظمة لهذا المؤتمر والمشكلة من 13 منظمة كردية، ثم قدمت هزار الزهاوي عرضا موسيقيا على آلة الدف احتفالا بانعقاد المؤتمر.

وطالب البيان الذي اعده اهالي المدينة بتحقيق العدالة لقضيتهم وإعادة بناء المدينة.

وتحدث النائب بوب سبينك عن عدالة القضية الكردية وأكد انه من الضروري ان يستمر الأكراد في متابعة تحقيق أهداف قضيتهم.

وشارك أحد الناجين من حملة «الانفال» التي نفذها النظام السابق لتهجير الاكراد، وكان عمره آنذاك عاما ونصف العام، حيث كشف ولأول مرة اعتقال والديه واغلب افراد عائلته آنذاك ولم يعرف عن مصيرهما أي شيء. وتمت تربيته على يد اناس آخرين كانوا يقيمون في خيام تحت ظروف قاسية جدا. وطلب هذا الناجي من أعضاء المؤتمر ان يفعلوا كل ما في إمكانهم لجلب المسؤولين عن تلك المذابح إلى المحاكمة. ومثله تحدثت كوتشر علي، احدى الناجيات من مجزرة حلبجة عن مشاهد تلك اللحظات وتأثيرها عليها لاحقاً.

وشددت هيلين بامبر المؤسسة لـ«ميديكال فاونديشن» المعنية بمساعدة اللاجئين الذين تعرضوا للتعذيب في بلدانهم على أهمية الدور الذي يلعبه المركز الطبي الذي أسسته كي يعتني بأولئك الضحايا الذين تعرضوا للهجمات التي وقعت ضد حلبجة وخلال حملة «الانفال»، لكي تبقى الذاكرة حية بتلك المأساة.

واستعرض البروفيسور دلاور علاء الدين عبر وثائق مصورة عرضها بالسلايدات الشركات الاجنبية المتورطة في تزويد النظام العراقي السابق بالأسلحة الكيماوية، والطبيعة الوحشية للهجوم الذي لم يفرق بين طفل او شيخ او امرأة، داعيا في مداخلته الى كيفية تحويل القضية الى اتهام لتلك الشركات. كما تحدث الباحث الكردي شورش حاجي عن طبيعة الدمار وآليات تنفيذ تلك الجريمة المروعة.

ودعا البيان الختامي للمؤتمر الى العمل على انزال أشد العقوبات بحق اولئك الذين تسببوا في تلك المجازر ممن هم الآن في قبضة التحالف، ومنع تكرار مثل هذه المجازر بضمان حق الاكراد بالعيش تحت القانون الدولي، وشدد على ضرورة الكشف والتقصي من أولئك المجرمين المحتجزين عن كل جرائم الابادة المعروفة وغير المعروفة التي ارتكبوها وتعويض ذوي الضحايا الذين فقدوا ارواحهم في مجازر الانفال وحلبجة، كما دعا الى السعي الى اصدار التزام من الحكومة العراقية الجديدة في الشروع في اعادة بناء مدينة حلبجة.

وطالب البيان في الختام الى اعتبار يوم 16 مارس (آذار) يوما عالميا لمنع استخدام الاسلحة الكيماوية.

وانتهى الحفل على انغام موسيقى القيثارة الساحرة التي عزفتها تارا الجاف مصحوبة بقصائد لبهية الجاف.