قبيلة بني كعب اصل عشيرة عقيل وعبادة وخفاجة

قبيلة بني كعب :

بني كعب هي اعرق القبائل العربية العدنانية وهي من هوازن وأجمع المؤرخون والمصادر الموثقة أن قبائل الأفلاج في العصر الجاهلي وما بعده هم بنو كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهم جعدة وقشير والحريش وبني عقيل وقال الهمداني " الفلج بلد أربابه جعدة وقشير والحريش بنو كعب وكان بنو كعب بادية وحاضرة كما قال البكري " أن بني عامر بن صعصعة كثيرو الترحال فقد كانوا يصفون في الطائف لطيب هوائها وثمارها ويشتون في بلادهم من أرض نجد لسعتها وكثرة مراعيها " وهم أهل شعر وحرب وقال المؤرخ أبن بسام في بني كعب ذوو الطعن والضرب سماح النفوس جمال الطووس ذو الجاه العريض وأساة المريض والكرم والجم والحلم الأتم "

وقد وفد بعض من بني كعب على الرسول صلى الله عليه وسلم على فترات متفرقة

فأسلموا وحسن إسلامهم وكان الرسول ص يقطعهم من الأرض والمال ترغيبا وتشجيعا لهم وإحسانا إليهم فيرجعون دعاة إلى الإسلام وهداة للقرآن فعم الإسلام بني كعب ودخلوا في دين الله أفواجا , وكان ممن وفد على الرسول ص بني جعدة وهم الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة فأسلم فأعطاه الرسول ص ضيعة بالفلج وكتب له كتابا وبقى عندهم , كما وفد النابغة الجعدي الشاعر المشهور وقال أبياتا منها :

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابا كالمجرة نيرا

وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سهيلا إذا ما لاح ثمت غورا

أقيم على التقوى وأرضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أوجرا

أما قشير فقد وفد بعضهم بعد غزوة حنين وقبل حجة الوداع , وكان أبرزهم ثور بن غزرة بن عبد الله بن سلمة بن قشير وقد أعلن إسلامه فأقطعه الرسول ص قطيعة وكتب له كتابا , وكان مع ثور حيدة بن معاوية بن قشير وقرة بن هبيرة بن سلمة الخير بن قشير وقد كسا النبي ص قرة برداً وولاه على صدقات قومه ومنهم الصحابي أبي بن مالك القشيري ويقال الحرشي من بني عامر بن صعصعة عداده في أهل البصرة قال بن حبان يقال إن له صحبة ونسبه فقال أبي بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري , كما وفد على الرسول ص وهم ربيع بن معاوية العقيلي ومطرف بن عبد الله وأنس بن قيس المنتفق فبايعوا وأسلموا وأعطاهم الرسول ص العقيق وسمي عقيق بني عقيل ( وادي الدواسر حاليا ) وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر ونصه :

" بسم الله الرحمن الرحيم – هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعا ومطرفا وأنساً , أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم "

وقد بقى هذا الكتاب عند مطرف

وهنا أذكر قول الشاعر الأمير محمد بن أحمد السديري :

وادي العقيق مطهرين جنابه ولا ديس بين المسلمين حماه

بني عقيل أخلو مغاني ديارهم وهم نورها الساطع ينير ضياه

تشهد مشاريف اليامة بفعلهم فعل تعدى العلمين ثناه

ثم وفد على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل فأعطاه الرسول ص ماء يقال له النظيم , ثم وفد الحصين بن المعلا العقيلي وذو الجوشن الضبابي فأسلما ولقد كثر بنو عقيل بوادي العقيق إذا هو مسكنهم الأصلي منذ أن وهبه لهم رسول الله ص ولم يستقر منهم في الأفلاج إلا القليل وبقيت لبني كعب عامة منزلتهم

وقوتهم في الأفلاج إلى القرن السادس الهجري حيث اختلفوا وضعفوا فرحلوا وتفرقوا في الأمصار كما رحل كثير منهم أيام الفتوحات وأيام القحط الذي أصاب نجد ودالت عليهم الأيام دولتها فلن يبقى منهم في الأفلاج اليوم إلا أقل القليل .

ومن أعلام بني كعب مجنون بني عامر وأسمه قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدس وكذلك ليلى التي عشقها قيس وهي ليلى بنت مهدي بن سعيد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب وكذلك عبد الله بن الحشرج بن الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب الذي غلب على أرض فارس أيام الزبير بن العوام وكذلك الشاعر النابغة الجعدي وأسمه قيس أبن عبد الله أبن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب وحباش بن قيس بن الأعور بن قشير الذي شهد يوم اليرموك وقتل ألف نصراني وبلح بن بشر بن عياص بن وحوح بن قيس بن الأعور بن قشير والي الأندلس وزياد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هبيرة بن زفر بن عبد الله بن الأعور بن قشير ولاه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله خراسان .

وهنا أود الإشارة إلى أن ما مرت به القبائل العربية وما حل بها خلال الفترة المظلمة وهي الفترة التي غاب فيها ذكر القبائل العربية عن أحداث التاريخ الإسلامي لقرون ، ثم عادت إلينا بأسماء وأماكن غير التي عرفناها في الجاهلية وقرون الإسلام الأولى وهو ملخص لكلام العلامة وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ، وكذلك للباحث الدكتور جبرائيل أيوب جبور في كتابه الرائع البدو والبادية . فمع قيام الدولة الأموية كان للقبائل العربية دورها الرائد في إدارة الدولة كتميم وقيس وطي وقبائل ربيعه وعلى رأسها بكر وتغلب وانتشرت الحواضر الإسلامية وخصوصا في العراق والشام والأناضول وكذا الحال في أفريقيا وكان للعرب دورهم في نشر الإسلام والعربية باستيطانهم في تلك الحواضر حيث تشكل هذه القبائل غالبية سكان البصرة والكوفة وكانوا أمراء و جيوش الدولة الأموية والتي اعتمدت على القبائل العربية اعتمادا كليا في الحرب والسلم ولكن بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية القوية بجهود الأعاجم بقيادة أبو مسلم الخراساني ، واستمرار الدولة على هذا النهج تقلص دور العرب في الدولة وأصبحت الدولة العباسية دولة أعجمية باستثناء خلفائها العباسيين حتى أصبح الوزراء والأمراء معظمهم أن لم يكن كلهم من الأتراك والمغاربة والديلم بالإضافة إلى قيام دويلات إسلامية معظمها أعجمية مستقلة وما تلا ذلك من زحف للتتار وحملات صليبية كل هذه العوامل أجبرت القبائل العربية على التراجع عن دورها السياسي والرجوع مره أخرى نحو الجزيرة العربية والعودة لحياة البادية وممارسة عاداتها القديمة من سلب ونهب وقطع للطريق ما عدا بعض المحاولات التي حاولوا من خلالها تكوين كيانات سياسة ودول لهم ولم يعد التاريخ بعد القرن الخامس الهجري يذكر القبائل العربية غير القليل وهذا يفسر عودة القبائل العربية على إلى سابق عهودها في الجاهلية وأندراس أسمائها القديمة بل وحتى دينها الإسلامي الذي بدأ يضعف ودخلت كثير من البدع والأساطير في عقائدها حتى جاء المجددين لهذا الدين العظيم .

ومع أندراس العلم تفشي الجهل بين القبائل وظهور الأمية وعدم تقييد التاريخ والأنساب لمدة طويلة فانتسبت القبائل لأقرب جد لها اشتهر بالشجاعة والأقدام وهذا يفسر ظهور مسميات جديد ة كشمر وعتيبة ومطير وزهران و دوسر , واختفاء أسماء أخرى معروفة كطي وبكر وتغلب وهوازن وغيرها والبعض حافظ مع بعض التغيرات كعنزة وتميم وثقيف ومن الأسباب أيضا التحالفات التي شهدتها القبائل العربية .

وربما تخلت بعض القبائل عن أسمائها القديمة خشية الاستئصال والقتل والحروب التي كانت موجودة بين تلك القبائل وكانت حروب أبناء العمومة هو الأشد والأنكى وربما الخوف من التتار في تلك الفترة والبحث عن الرزق وتغيير الديار عوامل لذلك .

قبيلة سبيع ?

من قبيلة بنو كعب سُبيع بضم السين وفتح الباء من عامر بن صعصعة الهوازنية ـ القيسية ـ المضرية ـ العدنانية وهم بقايا أكثر بطون عامر بن صعصعة في تاريخنا الحالي ويقولون أنها ترجع إلى سبيع بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويقولون إنها ترجع إلى بني سبيع بن جعده بن عامر بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفه بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ومنهم من يقول أن قبيلة سبيع ترجع إلى جدهم : سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان وهذا القول يقول بأن سبيع ترجع إلى مطير لأن مطير هم غطفان كما أسلفنا وهذا أمر مستبعد , وتنقسم قبيلة سبيع إلى فرعين هما غالب و عامر ونخوتهم أولاد عامر .

ويقول الشاعر الشعبي سعد بن مزيد السبيعي :

سبيع بن عامر راع الفضيلة جدي وأنا من سلالة فضايل

من صعصعة من قيس عيلان وعدنان جده يوم عد السلايل

وفي مجلة العرب كذلك ( س 18 ص 549 ) قال في مجادلته لأبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في شأن بني عامر الهوازنيه و بني عامر الفرع العبقسي من حيث بقايا فروعهما في المنطقة الشرقية قال حمد الجاسر رحمه الله : إن قبيلة بني عامر الهوازنية كانت أشهر من قبيلة عبد القيس وكانت تحل عالية نجد في الأودية الغربية الجنوبية المنحدرة من مرتفعات الحجاز حتى أسافل نجد الجنوبية منساحة على سفوح تلك الأودية وما حولها من البلاد حتى رمال الجزء الجانب الغربي الجنوبي من رمال ما يعرف الآن باسم الربع الخالي ومن بقايا هذه القبيلة قبيلة سبيع التي لا يزال كثير من فروعها يحل منازل قبيلته الأم فيما يعرف باسم وديان سبيع ولاشك أن من فروعها من أنساح في جوانب الجزيرة الأخرى كما هو شأن كل قبيلة من قبائل الجزيرة .

وكانت من أثرى القبائل عدداً وأكثرها فروعاً وأوسعها بلاداً وأشدها قوة فمن فروعها بنو كلاب الذين كانت تشمل بلادهم عالية نجد وفيها حمى ضرية وتمتد جنوباً حتى أعالي بلاد وادي الدواسر ( عقيق بني عقيل قديماً ) .

ولكن هذه القبيلة التي كانت لها تلك الصفة من حيث الكثرة وتعدد الفروع وسعة البلاد وكانت لها السيطرة في جنوب بلاد نجد في العهد الجاهلي وصدر الإسلام بحيث كانت تتصدى لمحاولة من يليها من القبائل القحطانية وكثيراً ما انتصرت عليهم في مواقع مشهورة مذكورة في أيام العرب .

ويقول الشاعر مفتخرا :

قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم فالأصل مجتــمع والفرع منشور

والجد - أغــلب - أعيا الحاسدون له حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير

وتطلق الغلباء لقبا لقبيلة سبيع بن عامر يميزها عن قبائل العرب

قـلـته و أنا مع سبيـــع الغلبـــاء ظهور السواني للقصير صحـاح

يا سبيع يا أهل الفعل يا أولاد عام رليـا قيـل يــم المال ثــار صياح

و يقول الشاعر :

أحنا بني عامر هل الجود والصخا سهول وسبعان تحوش الغنايم

وبعد هذا الاستعراض العام لقبائل مضر دعونا نركز الآن على قبائل بني عقيل العامرية العدنانية

باب قبيلة بني عُقيل :

عُقيل بضم العين المهملة قبيلة مضرية فهي إحدى قبائل كعب العامرية القيسية وكانت مشهورة في الجاهلية والاسلام , وعقيل جد القبيلة هو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصة بن معاوية ابن بكر هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان وإخوة عُقيل هم الحريش وجعدة وقشير وعبد الله وحبيب .

وقبيلة قيس وحدها تقارن بقريش وتميم وقد سأل معاوية ليلى الاخيلية القيسية قائلا : أخبريني عن مضر فقالت قريش سادتها وقادتها وتميم كاهلها وقيس فرسانها وخطاطيفها ( انساب الأشراف ص 27 ) وعقيل قبيلة كثيرة العدد ذكر ابن سعيد الأندلسي أن عددها يفي عدد مضر.

بطون عُقيل وفروعها :

هي ربيعة و عمرو و عبادة و عوف و عبد الله ومعاوية وعامر وسنذكر سيرتهم بإيجاز كما يلي :

1- ربيعة :

وأبناءه هم الخلعاء لأنهم خلعوا طاعة الملوك فلم يدينوا في الجاهلية لأحد وهم عمرو وعامر وعويمر ومن الخلعاء أيضا آل مطرف وهم من عويمر ابن ربيعة ( ديوان توبة ص 60 ) الذين تقول عنهم ليلى الأخيلية :

أن الخليع ورهطه في عامر كالقلب أليس جؤجؤا وحزيما

لا تغزون الدهر آل مطرف لا ظالما أبدا ولا مظلوما

قوم رباط الخيل وسط بيوتهم وأسنة زرق تخال نجوما

وعلى الرغم من قوة هذا الفرع من عقيل ومنعته في العصرين الجاهلي والإسلامي والأموي إلا أن شهرته وكثرته بعد ذلك لا تعادلان شهرة الفروع الأخرى من بني عقيل وممن اشتهر منهم في صدر الدولة العباسية قاضي بغداد في أيام المنصور والمهدي محمد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر بن ربيعة بن عقيل ( جمهرة انساب العرب ص 290 )

2- عمرو :

وهو الذي أنجب خفاجة أبا القبيلة المشهورة ( قلائد الجمان 132 ) وفروع خفاجة كثيرون وهم بنو معاوية وبنو كعب ذي النيرة وبنو الأقرع وبنو كعب الأصغر وبنو عامر وبنو مالك وبنو الهيثم وبنو عمرو وبنو حزن وينو خالد ( نهاية الأرب 2/340 ) ومن فروعه أيضا بنو الحصين بن الدجن ( جمهرة أنساب العرب 292 ) وقال ابن خلدون وكان من بني عقيل خفاجة بن عمرو بن عقيل كان انتقالهم إلى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه وكانت لهم مقامات وذكر وهم أصحاب صولة وكثرة وهم الآن ما بين دجلة والفرات( العبر 6/12 ) وذكر القلقشندي إنهم أمراء العراق وورثوها من بني أسد ( صبح الأعشى 343 وقلائد الجمان 123 ونهاية الأرب في معرفة انساب العرب 365 ) وقد قامت لهم دولة في العراق قاعدتها الكوفة ذكر ذلك ابن الأثير في حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة للهجرة حيث قال في المحرم جرت وقعة بين معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلد العقيلي وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي وقد استمرت دولتهم إلى سنة إحدى وخمسين و أربعمائة .

3- عبادة :

وهو من فروع عُقيل وبطون عبادة هي :

- معاوية بن حزن بن عقيل وقد مدح شاعر قرة هلال بني معاوية هؤلاء فقال :

وجدت بني معاوية بن حزن على ما نابها صبرا كراما

كهول سادة وشباب صدق فلا كهلا ذممت ولا غلاما

يوسط جارهم فيهم ويحمى فلا فقر يخاف ولا إهتضاما

وجدت الأمن يوم حللت فيهم كامن الصيد بالحرم السهاما

كان الجار يوم يحل فيهم يجاور كعبة الله الحراما

فما حبسوا سوامهم علي ولا منعوا سوامي حيث ساما

( التعليقات والنوادر- النسخة الهندية – 211 و212 ) .

- طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل وقد اشتهر من هذا البطن بنو يزيد بضم الياء وهو يزيد ابن عبد الله بن يزيد بن قيس بن حوثة طقهة بن حزن بن عبادة بن عقيل وشهرة هذا البطن ترجع إلى أمراء الموصل في أواخر القرن الرابع وفي القرن الخامس هجري( نهاية الأرب 2/341 )

- بنو الأخيل وهو معاوية بن عبادة بن عقيل والأخيل هو أخ لحزن والأخايل فرعان عامر وكعب وليلى الأخيلية الشاعرة المشهورة تنتسب إلى فرع كعب وقد قالت تفتخر بهم :

نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكورا

( ديوان ليلى الأخيلية 69 ) .

- بنو ربيعة بن عبادة بن عقيل واشتهر فيهم آل النفاضة الذين تقول فيهم ليلى الأخيلية :

فوارس من آل النفاضة سادة ومن آل كعب سؤدد غير معقب

( الديوان السابق ) , ومن أشهر فرسانهم هبيرة بن عامر بن ربيعة بن عبادة بن عقيل وهو أول من أدرك دهرا الجعفري في يوم النخيل ( ديوان توبة الحمير 59 ) .

- بنو عز : وهم قليلون .

وسأقوم بإيجاز كبير بذكر الدول التي أسسها بنو عبادة بن عقيل في العراق والجزيرة :

1- دولة آل المسيب في نصيبين والموصل وحلب وأسسها أبو الذواد محمد بن المسيب أمير بني عقيل سنة 380 هجري عندما انتصر على أبي طاهر الحمداني .

2- دولة آل المجلي في يعانة والحديثة من بلاد الفرات سنة 450 هجري وحاكمها هو مهارش بن المجلي .

3- دولة آل بدران في قلعة جعبر على نهر الفرات سنة 479 هجري ومؤسسها سالم بن مالك بن بدران .

4- دولة بني معن بتكريت وأسسها آل معن وهم أولاد عم آل المسيب سنة 401 هجري .

5- دولة بني وهب في هيت على نهر الفرات سنة 487 هجري وأسسها بهاء الدولة ثروان بن وهب بن وهيبة .6-اعادة لامارة من جديد في العراق امارة عبادة واميرها الحسن حميد صالح ال عجيل العبادي حيث ان مهارش بن مجلي جد الامير الحسن بن حميد بن صالح بن خليف بن عجيل بن صادق (صويدج( بن الامير خضر بن سفاح بن سعد بن درويش بن عمران بن حسين بن فضل بن الامير جعفر بن الامير المكن بن مصعب قيان مقبل سنجر المقلد مهارش مجلي عليب قيان شعيب المقلدالاكبر جعفر عمرو المهيأ عبد الرحمن يزيد عبدالله زيد قيس حوثه طهفه ربيعه حزن عبادة

امارة عبادة الكبيره وذات التأريخ العريق وهي بطن من بطون عقيل بن عامر بن صعصعه من مضر من عدنان ويسمون قديما عباده الأخيل ومنهم ليلى الآخيليه.وكانت لهم دول عده منها امارة بني عقيل في القرن الرابع الهجري في الموصل شمال العراق وحلب وهم الذين اسقطوا الدوله الحمدانيه وبعد سقوط دولتهم اسسوا دوله في جنوب العراق في بطائح الحمار واسقطت دولتهم التي يذكرها الرحاله ابن بطوطه على يد العثمانيين في القرن الثاني عشر الهجري وانتشروا بعدها في العراق وباقي البلاد العربيه وايران وهم الان عشائر كبيره لاكنها مبعثره وبقيت سلالة امراء عباده في جنوب العراق في محافظة العماره وبغداد وهم ال عجيل ومهارش بن مجلي كما ذكرت اعلاه هوه جد عجيل بن صويدج بن الامير خضر بن سفاح بن سعد بن درويش بن عمران بن حسين بن فضل بن الاميرجعفر المكن بن مصعب قيان مقبل سنجر المقلد مهارش مجلي عليب قيان شعيب المقلدالاكبر جعفر عمرو المهيأ عبد الرحمن يزيد عبدالله زيد قيس حوثه طهفه ربيعه حزن عبادة

حيث قام العديد من شيوخ امارة عبادة باعادة امجاد امارة عبادة من جديد ومنهم الحاج علي صابر الفهد ال عجيل العبادي الذي كان لهو الدور المميز في اعادة تاريخ وامجاد لامارة وتغيير بيرغ لامارة ولرجوع الى بيرغ امارة عبادة الذي كان يرفعه جدنا حزن مع الامام علي ع س وقام الامير الحسن حميد العبادي وشيوخ امارة عباده بمنحه اسم (صقر ألأمارة) ومن الشيوخ المميزين الذين ساهمو في اعادة امجاد امارة عبادة الشيخ محمد علي خطاب العبادي عشيرة البوعبدالله امارة عبادة ولشيخ عادل صابر الفهد ال عجيل العبادي ولشيخ غانم مسلم خفي ال سلطان العبادي ولشيخ ابو ابراهيم خليل مهر العبادي ولشيخ محسن صالح الفهد ال عجيل العبادي ولشيخ رعد الفياض ال عماره العبادي ولشيخ مهدي صالح الصرايفي العبادي ولشيخ فاضل صابر الفهد العبادي شيخ عشيرة ال فهد امارة عبادة ولشيخ احمد كاضم صابر الفهد العبادي وفارس لامارة وسام الفهد ال عجيل العبادي ولشيخ قاسم ال شبار العبادي ولشيخ ابوعبدالله ال شبار العبادي

وبعد زوال ملك بني عبادة في العراق عادوا إلى البحرين فوجدوا بني تغلب قد ضعف ملكهم وأمرهم فتغلبوا عليهم هم وأبناء عمومتهم من بني عقيل وهم بنو المنتفق بن عامر وبنو عوف بن عامر والذين أقاموا دولة بني عصفور المشهورة ( العبر 4/91 -92 ) كما سيأتي ذكرها بشيء من التفصيل لاحقا .

4- عوف :

انتقل هذا الفخذ من عقيل من جنوبي نجد إلى الجزيرة الفراتية على أثر مقتل توبة بن الحمير بعدما قتل منهم ثور بن أبي سمعان وقد اشتهر منهم أبو صفوان إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف من أشهر...مروان بن محمد ووالي أرمينية والمقرب من أبي جعفر المنصور في صدر الدولة العباسية ( جمهرة انساب العرب 291 و292 )

5- عبد الله :

ليس لهم ذكر في بلاد عقيل في جنوبي نجد ولا في البلاد التي نزحت إليها أفخاذ عقيل الأخرى

6- معاوية :

وهو مثل أخيه عبد الله ليس لهم ذكر .

7- عامر:

أبناء عامر هذا كان لهم شان كبير في العراق والبحرين وهم أخوة ثلاثة ربيعة والمنتفق وعوف وكل واحد من هؤلاء أب لقبيلة بأجمعها وهم :

- ربيعة :

أنجب ربيعة الأبرص وأبا عدي وقحافة وعرعرة ومرة , والأبرص أنجب الحارث وهو الفارس المذكور في يوم جبلة فقد قتل زيد بن عمرو بن عدس الكعبي , وأبو عدي أنجب عويمراً وهو فارس بني عقيل وهو الذي دعا عنترة العبسي فارس العرب للمبارزة كما ذكرت القصة في صدر الكتاب .

تكملة الموضوع

عامر:

أبناء عامر هذا كان لهم شان كبير في العراق والبحرين وهم أخوة ثلاثة ربيعة والمنتفق وعوف وكل واحد من هؤلاء أب لقبيلة بأجمعها وهم :

- ربيعة :

أنجب ربيعة الأبرص وأبا عدي وقحافة وعرعرة ومرة , والأبرص أنجب الحارث وهو الفارس المذكور في يوم جبلة فقد قتل زيد بن عمرو بن عدس الكعبي , وأبو عدي أنجب عويمراً وهو فارس بني عقيل وهو الذي دعا عنترة العبسي فارس العرب للمبارزة كما ذكرت القصة في صدر الكتاب .

- المنتفق :

هي قبيلة عربية كبيرة صريحة النسب وتنتسب إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمه بن خفصة بن قيس بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وقد دخلوا العراق مع الفتوحات الإسلامية .

وتعبر قبائل المنتفق من أشهر فروع عقيل لأنها شهرة استمرت منذ العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا وقد يستمر ذكرهم في المستقبل و أبناء المنتفق هم : عامر ويرى السويدي أن أبناء عامر هذا هم : القديمات و النعايم وبنو دنفل و بنو قيس ( سبائك الذهب 46 ) ومن أبناء المنتفق كذلك معاوية وقد أنجب معاوية عمرا القائد المشهور في عصر بني أميه , والفرع الثالث من أبناء المنتفق عوف بن المنتفق وهو قاتل لقيط بن زرارة يوم جبله , والفرع الرابع : قيس بن المنتفق وهو من الفرسان المذكورين يوم جبله أيضا , والفرع الخامس : جراد بن المنتفق , والفرع السادس عبد الله بن المنتفق , والفرع السابع : حاجب بن المنتفق ومن بنى المنتفق بنو خويلد أيضا .

وقد انتقلت فروع المنتفق من مساكنها في جنوبي نجد إلى البحرين و العراق و المغرب الأقصى والأندلس , فابن سعيد وهو من علماء القرن السابع يقول : " وعامر ابن عُقيل بطون امتاز منهم بالشهرة المنتفق بن عامر بن عقيل وهم ألف فارس ومنهم بنو خويلد وهم فرسان عقيل وهم الآن بجهة البحرين" ( جمهرة أنساب العرب 291 ) .

وقال القلقشندي " ومن بني عقيل أيضا بنو المنتفق وهم بنو المنتفق بن عامر بن عقيل وقال ابن سعيد "ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق وقال والإمارة فيهم في بني معروف وذلك في القرن التاسع الهجري , أما القرون التالية فالأخبار متواترة عن سكن المنتفق في العراق واستمرارهم في مساكنهم القديمة حول البصرة وشمالها مع الاحتفاظ بكيانهم

وقبيلتهم وهذا ثابت عن طريق المصادر الشفهية والمكتوبة فقبيلة المنتفق هي القبيلة العقيلية المحتفظة بأصلها وكيانها الاجتماعي منذ العصر الجاهلي إلى الآن , وشيوخ القبيلة في عصرنا الحالي من أسرة آل شبيب وهي الأسرة التي تنتسب إلى الأشراف من بني الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي وأنهم قدموا من الحجاز في النصف الثاني من القرن الثاني " وان قبائل

المنتفق اصطلحت على رئاستهم ( عشائر العراق 122 ) وبما أنهم زعماء بني المنتفق فيستحسن ذكر نسب أواخر أمرائهم وهو فهد بن علي بن سليمان بن منصور بن راشد بن ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب بن مانع بن شبيب من آل مهنا الأشراف وكذلك من مشايخ المنتفق ممن جمع بين رئاسة القبيلة ورئاسة الوزارة في العراق ومنهم عبد المحسن بن فهد آل مهنا الشبيب الذي تولى رئاسة الوزارة من عام 1341 الى 1343 هجري وقد توفي سنة 1348 والباقون من بيت الأمارة ولهم مكانة اجتماعية إلى الآن سعدون وعبد المحسن السعدون وعبد الله الفالح وعجمي السعدون (عشائر العراق 4/121 ) وقد ذكر مؤلف الكتاب عشائر المنتفق وتناولهم بشي من التفصيل .

والحقيقة أن تاريخ المنتفق غامض ومتداخل بعض الشي ويصعب تفصيله ولهذا فقد قام المؤرخون بتقسيمه إلى ثلاث مراحل ونستعرضها كالتالي :

المرحلة الأولى :

هي المرحلة التي بدأ فيها اسم قبيلة المنتفق يبرز بشكل واضح في أيام الخلافة العباسية ، ومن الذين ذكروا في تلك الأيام من المنتفق الشيخ أصفر شيخ المنتفق سنة 378 هجري الذي حارب القرامطة وانتصر عليهم ، وظل الشيخ أصفر رئيساً على المنتفق إلى أن توفي عام 410 هـ ثم جعلت الرئاسة تنتقل من شيخ إلى آخر .

وأيضاً من أحداث المنتفق أنه في سنة 499 هـ اتفقت مع قبيلة ربيعه وقاموا بمهاجمة البصرة ونهبوها .

وفي سنة 517 هـ قام المنتفق ومعهم حاكم الحلة دبيس بن صدقة بمهاجمة البصرة فوجه إليهم الخليفة العساكر وهزمهم وأخرجهم من البصرة ( انظر تاريخ البصرة في سنة 532 هـ صدر الأمر من الخليفة بتعيين ( الشيخ معروف شيخ المنتفق ) والياً على البصرة وفي عام 558 هـ انضم ابن معروف ومعه قبيلته إلى حملة السلطان محمد السلجوقي وذلك لمحاربة بني أسد الذين شقوا عصا الطاعة فهزموهم شر هزيمة واجلوهم عن ديارهم وسلمت بطائحهم إلى ابن

معروف فدخلتها عشائر المنتفق كما في تاريخ البصرة , وظلت عشائر المنتفق في البطائح إلى أوائل القرن الثامن الهجري وخلال هذه الفترة أشغلتهم الحروب مع الدولة وفيما بينهم فتفرقوا وتشتتوا وضعف أمرهم وهذه نهاية المرحلة الأولى .

المرحلة الثانية :

هذه المرحلة من تاريخ المنتفق بدأت في بداية القرن التاسع حين استطاع آل شبيب الاستيلاء على البصرة وقد استمروا في حكم البصرة إلى أن أخذها منهم المشعشعون وكان آخر حكام البصرة من آل شبيب هو يحيى بن محمد بن مانع والذي قتل على يد السلطان محسن المشعشعي سنة 884 هـ وظلت البصرة تحت حكم المشعشعون إلى أن أخذها منهم محمد بن مغامس بن صقر بن يحيى واستعاد حكم آباؤه وأجداده وذلك سنة 915 هـ واستمر في حكم البصرة حتى وفاته سنة 934 هـ , ثم أتى بعده أخاه راشد بن مغامس بن صقر واستطاع أن يضم كل من الإحساء والقطيف إلى حكمه واستمر بعد ذلك آل شبيب في الحكم إلى نهاية القرن العاشر وبعد ذلك استولى العثمانيين على البصرة والإحساء والقطيف وقضوا على آل شبيب ، وبذلك انتهت المرحلة الثانية من تاريخ المنتفق ( انظر إمارة آل شبيب في شرق جزيرة العرب ) للدكتور عبد اللطيف بن ناصر الحميدان .

المرحلة الثالثة :

وهي تعتبر أهم المراحل نظراً لتأثيرها في مجرى الأحداث في العراق والجزيرة العربية فبعد أن قضى العثمانيون على حكام البصرة آل شبيب أو الراشد وهم يرجعون إلى الفضل من ربيعة طي كما تذكر بعض المصادر تفرقت قبائل المنتفق وتشتت ولم يعد لها كيان وأصبحت تسودهم نوع من الفوضى وفي تلك الفترة بدأت القبائل النجدية القريبة من بادية السماوه بالدخول إلى العراق وكان أولى هذه القبائل هي قبيلة الأجود من غزية طي وسائر قبائل غزية وكانت قبيلة الأجود قبيلة ضخمة وقوية فاستطاعت أن تسيطر على المنطقة الجنوبية من العراق وبادية السماوة وانضمت إليها الكثير من القبائل الأخرى وقد ألحقت بقبيلة بني مالك هزائم متتالية وظلت الأوضاع على ما هي عليه إلى أن قدم أحد الأشراف من الحجاز ودخل في قبيلة بني مالك وكان رجلاً شريفاً كريماً وهو شبيب جد أسرة السعدون فتزوج من بني مالك ورزق من زوجته بأولاد وكبر أولاده وكانت الحروب متواصلة بين الأجود وبني مالك وقدر أن يقتل أحد أبناء شبيب في أحد هذه المعارك وتنكسر قبيلة بني مالك ثم بعد ذلك يقوم شبيب بإعداد وتجهيز قبيلة بني مالك للانتقام من قبيلة الأجود التي قتلت ابنه .

وفي أحد الأيام يقود شبيب بني مالك ويفاجئ قبيلة الأجود فجراً ويقتل منهم مقتلة كبيرة ويقال أنه لم يبقى من قبيلة الأجود إلا أربعين طفلاً مع أمهاتهم ورجل أشرف على تربية هؤلاء الأيتام ومنذ ذلك اليوم ونخوة الأجود هي ( يتمان ) , وهذه القصة هي الموروث الشعبي وقد أشارت إليها بعض المصادر .

بعد هذه المذبحة برز آل شبيب واتفقوا مع من بقي من قبيلة الأجود وتزعموا على قبيلة بني مالك والأجود تحت اسم المتفق ثم حرف إلى المنتفق وانضم إلى هذا الاتفاق قبيتة بني سعيد وأصبحت كل قبيلة من هذا الاتفاق تمثل ثلث الأثلاث وتتبعهم عشرات القبائل الصغيرة

واستمر الوضع تحت زعامة آل شبيب ثم السعدون وأصبح هذا الاتحاد من أقوى الاتحادات القبائلية وسيطروا على المنطقة الجنوبية من العراق ووصلت غزواتهم إلى الإحساء والقصيم والبادية السورية وخاضوا العديد من المعارك ضد الدولة العثمانية والفرس وانتصروا في كثير منها .

- عوف :

هو عوف بن عامر بن عقيل أخو المنتفق وله من الولد عامر وخويلد الذي لم يبلغ شهرة عمه المنتفق ولا شهرة أخيه عامر الذي تنتسب إليه آل عامر الذين كان لهم شان عظيم في البحرين ( المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية ) وذلك في بداية القرن الثالث إلى أن حكموا البحرين بأجمعها في العقد الثاني من القرن السابع الهجري حيث حكمها عصفور وبنوه الذين ينتهي نسبهم في عامر بن عوف بن عامر بن عقيل ونص ذلك ابن خلدون في تاريخه حيث قال " قال ابن سعيد الأندلسي سالت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة إحدى وخمسين وستمائة عن البحرين فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عوف عامر بن عقيل وبنو تغلب من جملة رعاياهم وبنو عصفور منهم أصحاب الإحساء ( العبر 4/92 ) والمنتفق كما ذكرنا اخو عوف بن عامر وعم عامر بن عوف بن عامر وقد أشار ابن خلدون في آخر النص على أن عوف بن عامر اخو المنتفق ففهمنا من ذلك أن حكام الإحساء وغيرهم ممن كان لهم شان من بني عقيل في القرن السابع من نفس الفرع من عقيل وهؤلاء هم القديمات نسبة إلى قديمة بن شبانة والنعائم وقيان وفيض وثعل وحرثان وبنو مطرف وبنو عصفور وذكر القلقشندي أن هؤلاء وفدوا على الظاهر بيبرس بصحبة مقدمهم محمد بن احمد العقدي بن سنان بن عقيلة ابن شبانة بن قديمة بن شبانة بن عامر وذكر أيضا أن بلادهم الإحساء والقطيف وانطاع والقرعاء واللهابة والجودة ومتالع ( قلائد الجمان 121 ونهاية الأرب 366 وصبح الأعشى )وبعد أن تحدث القلقشندي عن بني عوف بن عامر انتقل إلى بني المنتفق ( قلائد الجمان 121 ) فهذا يؤيد ما ذكره ابن خلدون من أن هؤلاء إخوة المنتفق.

وفي بلاد الإحساء الآن بقية من بني عوف بن عامر ومن بني عقيل عامة فمن بني عوف بن عامر آل عصفور وآل نعيم , ذكر ابن عبد القادر أنهم من النعايم ومن بني عقيل النعاثل في المحلة المسماة باسمهم ( تحفة المستفيد في تاريخ الإحساء القديم والجديد 38

تكملة الموضوع

باب إمارات بني عقيل

قامت لبني عقيل إمارات ودول مختلفة على امتداد نفوذها وقامت تلك الإمارات والدول في بلاد العراق والشام والبحرين , ولقد ذكرت سابقا بعضا من هذه الإمارات ولكني سأركز في ما سيلي على أربعة إمارات كان لهم من الأهمية التاريخية الشي الكثير :

1- دولة خفاجة في الكوفة ( 397 – 451 هجري ) :

أسس هذه الدولة أبو علي بن ثمال الخفاجي على اثر المعركة الفاصلة بينه وبين أبي المنيع قرواش بن المقلد العقيلي العامري , وقد سيطر أبو علي على مدينة الكوفة وضواحيها بل انه أصبح يهدد المدن الفراتية بأجمعها وقد تولى الإمارة في هذه الدولة بعد أبي علي ابنه أبو طريف علوان ثم تولاها أبو البركات بن علوان ثم ابنه حسان ثم ابن حسان منيع وكان لدولة خفاجة شان عظيم في زمن منيع بن حسان ولكن ابنه سرايا لم يستطيع أن يحافظ على إمارة أبيه فزالت الدولة على يديه ( تاريخ ابن الاثير9/197 و 9/154 وزمباور210) .

2- دولة بنو المنتفق 784 – 953 هجري في البصرة :

قد فصلتها من قبل ولكن بإيجاز أود أن أقول أن إمارة المنتفق في جنوبي العراق قديمة ولكنها قويت في أواخر القرن الثامن بحيث حكمت البصرة واستمرت قوتها في القرنين التاسع والعاشر وفي إمارة راشد بن مغامس سنة 953 استولى الأتراك على البصرة وانهوا حكم المنتفق ولكن نفوذ القبيلة وسطوتها بقيا يقلقان الدولة العثمانية فالحروب بينهما مستمرة ومن أشهرها تلك التي وقعت بينهما عام 1297 هجري عندما ساقت المنتفق ما يقارب ثلاثة الاف رجل جمل وسدت أذانها بالقار وحملتها الرمل وركبها بعض الفدائيين ودفعوها أمام المحاربين من أبناء القبيلة فاندفعت الإبل واخذ الفدائيون يذرون الرمال للتعمية فكاد الجيش التركي بقيادة عزت باشا أن ينهزم لولا مدافعه التي استخدمها ضدهم ( عشائر العراق ( 4/12 – 162 ) وعلى الرغم من قوة القبيلة إلا أن الإمارة لم تعد إليها مرة أخرى .

3- دولة بني عصفور في البحرين ( 620 – 770 هجري ) :

هذه الدولة سأذكرها بشي من التفصيل بعد قليل .

4- دولة آل جبر في البحرين ( 785 – 931 هجري) :

مؤسس هذه الدولة هو أجود بن زامل بن جبر بن حسين بن ناصر الجبري العقيلي العامري وسبب تأسيس هذه الدولة قصة عجيبة وهي أن في وقت الحج اعترض قريش ابن أخي زامل الجبري حجاج شيراز والبصرة فيقول الجزيري وهو يورد أخبار الحجاج سنة خمس وثمانين وسبعمائة " ونهب حاج شيراز والبصرة في الحسا خرج عليهم قريش ابن أخي زامل في ثمانية الاف نفس فاخذ ما معهم من اللؤلؤ وغيره وكان مبلغا عظيما وقتلوا منهم خلقا كثيرا ورجع من بقى منهم ماشيا عاريا وقدم بعضهم إلى مكة صحبة حاج بغداد وجبا قريش ركب العراق اخذ منهم عشرين ألف دينار عن أخيه حسابا عن كل جمل خمسة دنانير حتى مكنهم من الحج (الدرر الفوائد المنظمة 1/670 نشر حمد الجاسر )وقد جرى نزاع طويل بين آل جروان أصحاب الإحساء آنذاك وال جبر أدى إلى استيلاء آل جبر على السلطة في الإحساء في حدود العقد الثالث من القرن التاسع الهجري وقد تحدث السخاوي حيث قال " أجود بن زامل الجبري العقيلي – نسبة إلى جده جبر ولذا يقال له ولطائفته بنو جبر – النجدي الأصل المالكي المذهب ومولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق منها في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وقام أخوه سيف على آخر ولاة الجراونة بقايا القرامطة الشيعة المتعصبين حين رام قتله وكان الظفر لسيف بحيث قتله وانتزع البلاد المشار إليها وملكها وسار فيها بالعدل فدان له أهلها , ولما مات خلفه هذا واتسعت له مملكته بحيث ملك البحرين وعمان ثم حتى انتزع مملكة هرموز ابن أخ لصرغل يبذل له ما كان يبذله له أخوه أو أزيد وصار رئيسا نجد ذا أتباع يزيدون عن الوصف مع فروسية تعددت في بدنه جراحات كثيرة بسببها وله إلمام ببعض فروع الدين وبالمذهب المالكي على وجه الخصوص واعتناء بتحصيل كتبهم بل استقر في قضاءه ببعض أهل السنة منهم بعد أن كانوا شيعة وأقاموا الجمع والجماعات وأكثر من الحج في أتباع كثيرين يبلغون الافا مصاحبا للتصدق والبذل والجود فنص السخاوي أوقفنا على عظمة مملكة سيف بن زامل الجبري العقيلي .

وهو يقول أن أجود عقيلي وقد استمر ازدهار دولة آل جبر في زمن أجود فالجزيري يذكر انه حج سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة في أتباع كثيرين وحج الأمير أجود بن زامل أمير بني جبر في نحو خمسة عشر ألفا من الرجال ونزل بالمنحنى قرب حراء وبعد وفاة أجود تولى الإمارة ابنه مقرن وقد طمع أخواه سيف و زامل في الملك ( تحفة المستفيد 120 ) وآخر أمير في دولة آل جبر هو صالح بن يوسف بن الحسين خال مقرن بن أجود وقد نازع ابن أخته مقرن الحكم وكان له ما أراد وكان محبا للعلم والعلماء فكان يكثر مخالطتهم واخذ عنهم حتى كان فقيها متبحرا وكان شجاعا مقداما عادلا صالحا ومات رحمه الله في سنة 931 هجري وبموته انتهت الدولة الجبرية .

وهذا ما ذكره الدكتور عبداللطيف بن ناصر الحميدان في مقدمة بحثه المسمى التاريخ السياسي لامارة الجبور في نجد وشرق الجزيرة العربية :

بعد ما يزيد على ربع قرن من اختفاء امارة العصفوريين العامرية التي سبق ان بحثناها نجحت قبائل بني عامر مرة ثانية في بسط سلطانها على مناطق من نجد وشرق الجزيرة العربية بزعامة اسرة تنتمي الى جدها الاكبر ((جبر)) فعرفوا ببني جبر او الجبور.

وعندما طرق البرتغاليون باسطولهم لاول مرة مياه الخليج في مطلع القرن العاشر\السادس عشر لفت انتباههم النفوذ الواسع والقوة الضاربة التي قد حازها الجبور. فتحدثوا عنهم في تقاريرهم بكثير من الاحترام الممزوج بالرهبة والخوف وحين اطلع مايلزmiles على بعض ما كتبه البرتغاليون علق على ذلك بقوله : انه ليبدوا حقا بان بني جبر مرعبيبن الى حد كبير وان امرهم قد بقي حتى الآن لغزا لم يحل(1) والواقع ان مايلز لو حاول ان يجهد نفسه في البحث والتنقيب في المصادر المختلفة لاتضح له بان امر بني جبر ليس باللغز الذي يصعب فك بعض طلاسمه . فمنذالخمسينات من هذا القرن والمحاولات تبذل للكشف عن تاريخ بني جبر وتعود اسبق هذه المحاولات للمستشرق الالماني المعروف كاسكلcaskel الذي قام 1949 بنشر بحث قصير عن شرق الجزيرة العربية بعنوان((امرة حاكمة مجهولة في بلاد العرب)) وهو استعراض عام وسريع لبعض المعالم البارزة في تاريخ شرق الجزيرة , وقد اتى فيه على ذكر الجبور والسلطانيين((اجود)) و((مقرن)) وفضلا عن المصادر البرتغالية فقد اعتمد على ما ورد عنهم في المصادر العربية وبخاصة ما ورد عند السمهودي وابن بشر

ان البحث هذا على قصرة وعموميته احتوى على بعض المعلومات والملاحظات المفيدة(2) وقد اعقب كاسكل بقليل الشيخ محمد العبد القادر الذي خص الجبور بصفحتين من كتابه المكرس اصلا لتاريخ الاحساءمنذ القديم حتى العصر الحديث .وبالرغم من ان المؤلف اتبع الاسلوب التقليدي في عرض مادته,فانه قدم لنا مادة اولية ايلة لم يسبقه احد,بحيث جعل من غير الممكن لباحث في تاريخ شرق الجزيرة العربية ان يتجاهل هذا المصدر القيم الجليل الذي كان قد نهض به الشيخ محمد العبد القادر.(3)

ثم جاء دور الشيخ حمد الجاسر فتناول النصو التي اوردها الشيخ محمد العبد القادر في كتابه المذكور واضاف اليها ما في حوزته من مادة جديدة فكتب بحثا عن الدولة الجبرية في الاحساء يمكن ان يوصف بانه اول محاولة لعرض تاريخ الجبور, باسلوب جديد فكان علامة مضيئة في هذا الطريق(4).

ان آخر ما يمكن ان يشار اليه في هذا الصدد هو البحث الذي نشره المستشرق جان اوبينjean uiqa عام 1972 بعنوان((مملكة هرموز في مطلع القرن السادس عشر )) وعلى الرغم من ان هذا البحث مكرس اساسا لتاريخ مملكة هرموز,الا انه ضم معلومات مفيدة عن طبيعة العلاقة بين امارة الجبور وملوك هرموز.(5)

وهنا لابد ان نشير اننا قد تعمدنا عدم الاشارة الى الجهد الذي قام به مايلز بالكتابة عن تاريخ الخليج وسبق هؤلاء جميعا.لان ما اورده عن الجبور قد جاء في السياق العام وذلك عند حديثه عن البرتغاليين ولم يخصص جزءا من كتابه للحديث عنهم .وعلى الرغم من ذلك فانه كان اول من انتبهه الى اهمية دورهم معتمدا في ذلك على تقارير الرتغاليين المنشورة فقط.وكذلك تجاهلنا ذكر جورج ستريبلنكstripling الذي خصص لهم في اطروحته الاتراك العثمانيين والعرب 1511-1574 حيزا ضيقا لم يتجاوز الاربعة اسطر,لان ماذكره هو مستمد من مدونات البوكرك فقط ومهما يكن من امر فان هؤلاء الباحثين الذين اشرنا اليهم لم يكن بينهم من استوعب كافة المصادر,عربية كانت ام غير عربية, ووضع تاريخ الجبور ضمن الاطار العام للتاريخ الخليج العربي والجزيرة,وبنظرة شمولية .لذا كان لابد من اعادة النظر فيما طرح من مادة واضافة ما هو جديد اليهاوعرضها بطريقة ملائمة تتناسب والدور الذي لعبه الجبور في تاريخ الجزيرة العربية.ان دراستنا هذه تاتي ضمن هدف طموح لكتابة تاريخ حوض الخليج العربي في العصر الوسيط المتاخر.تلك الفترة التي عرفت بغموضها وقلة مصادرها ولقد بذلنا ما في الطاقة لاستقصاء مختلف المصادر , راجين ان تكون هذه الدراسة جهد يضاف من اجل سد الثغرة الواسعة في معرفتنا التاريخية عن نجد وشرق الجزيرة العربية خاصة والخليج العربي عامة,خلال هذه الفترة.

على اننا قد نؤآخذ على تجرؤنا على نقد بعض النصوص والآراء ومحاولة تفنيدها والتشكيك بها والواقع اننا قد اضطررنا في احيان كثيرة الى اتباع الاسلوب النقدي نظرا لان ماطرح حتى الآن مع مادة يفتقر للتمحيص والتدقيق يضاف الى افتقارنا الى مصدر اساسي يمكن الركون اليه عن هذه الفترة.

على ان افتراضاتنا واعتراضاتنا لم تكن تبتعد كثيرا عن طبيعة ما يمن ان يتبع في هذه المنطقة من احداث وما يقتضيه منطق الامور.كما اننا في كل ما ذهبنا اليه نعتمد على المقارنة والاستنتاج ضمن تطور يعتمد على التامل الطويل في الاحداث التاريخية والبحث عن اوجه التشابه فيها,مدركين باننا سوف نجد من يخالفنا في بعض ما ذهبنا اليه لكن فرحنا سوف يكون كبيرا عندما نجد المخالفين يطرحون ما في حوزتهممن معلومات ما زلنا نجهلها حتى الآن تاركين للمختصين تقدير الجهد المبذول في هذا البحث .

شرق الجزيرة في اعقاب سقوط العصفوريين الكعبيين :

من المفيد ان نذكر القارىء بما سبق ان قلناه عن الظروف التي كانت قد احاطت بالعصفوريين وذلك في بحثنا عن امارة العصفوريين(7)- اذ ان الشتات والنزاع كان سائدا بين امرائهم منذ القرن الثامن /الرابع عشر,الامر الذي نتج عنه تجزئة امارتهم وتعدد ظهور الزعامات المتناحرة مما ادى في النهاية الى زوال امارتهم على يد سعيد بن مغامس بن سليمان بن رميثة الكعبي الذي لم تطل فترة حكمه ,اذ سقط على يد الزعيم الاحسائي جروان المالكي على ان بني عصفور خاصة قبائل عامر بن صعصعة, عامة ,وقد فقدوا سلطانم السياسي ظلوا يحتفظون في كل من نجد وشرق الجزيرة العربية بنفوذهم الاقتصادي الواسع ,ولعل وضح دليل على ذلك ان قوافل الحج القادمة من جنوب ايران وجنوب العراق وسواحل الخليج العربي كان يتولى قيادتها وحراسها بنو عامر,وكثيرا ما اطلق على هذه القافلة اسم قبيلة عقيل.ولقد بقي اطلاق هذه التسمية على هذه القوافل حتى عهد قريب الامر الذي يحملنا على الظن بان هذه التسمية قد اصبحت تطلق على هذه القوافل (كعلامة تجارية),اكثر من كون هذه التسمية تعني انتسابا قبليا(8). والواقع ان قوة قبيلة بني عامر العقيلية وشجاعة رجالها ومهارتهم السياسية والتجارية قد حققت لهم احتكار قيادة القوافل منذ القرن الثالث عشر ولفترة طويلة,فاحتلت في نجد وشرق الجزيرة العربية واطرافها دورا يذكرنا بالدور الذي كانت تلعبه قريش في غرب الجزيرة واطرافها قبل الاسلام.

على انه يجدر بنا ونحن نشير الى القوافل التجارية ان نلفت الانتباه الى ان ماكان يقوم به بنو عامر من قيادة وخفارة للقوافل وما يتقاضوه عن ذلك من رسوم يجب ان لا ينظر اليه على انه عمل من اعمال السلب والنهب كالذي تمارسه بعض الجماعات البدوية غير المنضبطة,بل يعتبر ضربا من ضروب النشاط الاقتصادي الذي بدؤه لا يمكن ان نتوقع وجود نشاط تجاري واقتصادي هام في تلك البقاع وضمن تلك الظروف.ولقد اورد لنا السخاوي (ت902/1497) ذكر قافلتين كانتا يقودهما بنو عامر في الفترة التي اعقبت زوال سلطتهم السياسية.القافلة الاولى كانت عام811هــ/1408م ذكرها السخاوي عندما ترجم لجليل بن محمد الاتفهي لاشتر ,حيث قال:( بان سافر من الحجاز الى الحسا والقطيف بصحبة قافلة عقيل).اما الثانية اتت عام823/1420,ذكرها السخاوي عندما ترجم لمحمد بن محمد ابو الخير العمري المعروف بابن الجزري(9).

ويبدو لنا ان بطون بني عامر كانت تراقب الوضع في بلاد البحرين عن كثب وتتحين الفرصة المناسبة لاسترجاع نفوذها السيادي السابق .ومن المحتمل ان لاسرة التي كانت تحتكر قيادةقوافل ا@-ج من بينهم وان تكون الاقدر على ايترجاع ذلك النفوذ بما لديها من قوة اقتصادية ومن اتباع وعبيد وجراء كانت تستخدم في حراسة القوافل اضافة الى وجود صلات قريبة لها بقبائل كثيرة بحكم ما تمارسه من نشاط. على ان يجب علينا ان لا نتصور بان الشقاق الذي كان قد وقع بين زعماء العصفوريين قد دمر الكيان الاجتماعي لبني عامر, اذ لابد انها بقيت تعترف برابطة واحدة هي رابطة النسب الاكبر ايا كان مستواها الاقتصادي والاجتماعي.ومهما يكن من امر فانه من اللازم علينا ان نبدي اختلافنا مع ما ذهب اليه الشيخ حمد الجاسر من ان هناك صلة بين الشيخ زامل بن جبر ,مؤسس امارة الجبور وبين قريش( قرشي ) الذي قام عام 785/1383-84 بارتكاب مجزرة ضد حجاج شيراز والبصرة والحسا ونهب ما كانت تحمله قوافلهم من اموال عظيمة,ثم ما قام به من اعتراض لطريق الحجاج العراقيين وارغامهم على دفع مبالغ كبيرة له( 10 ).

والذي يبدوا لنا ان الشيخ الجاسر يميل الى الاعتقاد بأن قريشا هذا,ماهو الا اخ لزامل بن جبر,وان ظهور نشاطه يمثل مقدمات لظهور نفوذ الجبور وفي راينا ان الذي اوقع الشيخ الجاسر في هذا الاعتقاد هو اعتماده على مصدر واحد وهو رواية الجزيري فقط ,فلو انه رجع الى مصادر اخرى ككتاب المقريزي او الصيرفي او غيرهم لتراجع عن اعتقاده هذا. والواقع ان (قريشا) هذا ماهو الا احد افراد اسرة آل مهنا التي تتزعم قبائل طي ومن ينطوي تحت لوائها من عشائر في كل من العراق والشام. ان المصادر لم تذكر اسم والد قريش بل اكتفت بذكر اسم عمه زامل بن موسى بن مهنا بن عيسى نظرا لشهرته الواسعة ,اذ تولى امرة عرب بادية الشام مرتين الاولى عام 770/1368-80. ولزامل هذا اخوان هما عمر ومحمد,ولا ندري أي هؤلاء الاثنين هو والد قريش(11).

ومهما يكن من امر فان حادثة الهجوم على قوافل حجاج العراق وايران والحسا لايمكن فهمها الا من خلال التعرف على علاقة زعماء قبائل طي بعضهم ببعض من جهه,ثم علاقتهم بكل من الدولتين المملوكية والجلايرية من جهة اخرى, وكذلك الاوضاع الداخلية في هاتين الدولتين في حدود هذه الفترة, الا ان ذلك سوف يخرجنا عن مجال بحثنا. على ان الذي تجدر الاشارة الية ان بعض زعماء طي كانوا قد اقاموا لهم امارة في جهات البصرة منذ ان قطع السلطان الايلخاني ابو سعيد (716-737/1316-35) البصرة لفضل بن عيسى احد زعماء طي عام 718/1318 (12).

ويبدو ان زعماء طي كان لهم نشاط بعد هذا التاريخ في هذه المنطقة.فنحن نعرف ان السلطان المملوكي الظاهر كان قد اوعز الى زعيم قبيلة غزية ثامر بن قشعم الذي يقيم عادة قرب المشهدين (كربلاء والنجف) بمهاجمة املاك آل فضل في البصرة عام 795/1393,فقام بالاستيلاء على املاكهم ونهبها.(13) كما ان شرف الدين يزدي قد ذكر بان تيمور لنك ارسل حفيده امير زادة ميرنشاه بحملة الى البصرة عام 796/1393-94 للتنكيل بالعرب الذين كانوا يقطعون طرق قوافل الحجاج(14).

ونحن نعرف بان آل فضل في البصرة كانوا على عداء مع امارة العصفوريين في بلاد البحرين لذا بقي ان نتساءل عما اذا كان قريش هذا قد اتخذ من جهات البصرة قاعدة لهجومه على قوافل الحجاج هذه؟.

ومهما يكن من امر فالذي نراه ان هجوم قريش هذا لم يمر دون ان يترك خلفه اصداء واسعة . نظرا لضخامته وللخسائر التي رافقته ,واستهدفت احد الشرايين الحيوية للحياة الاقتصادية لبلاد البحرين.لذا لايمكن ان نكون قد ابتعدنا عن الصواب فيما لو اتخذنا من هذا الهجوم سببا مقبولا لسقوط امارة العصفوريين,ان لم يكن دليلا على سقوطها قبل هذه الحادثة بقليل.كما يمكن ان نقول بان هذه الواقعة قد مهدت السبيل لصالح بن حولان (جولان) لان يبسط نفوذه السياسي على البحرين اضافة الى البصرة لينتهي هذا النفوذ بهجوم جيوش تيمورلنك على البصرة 795/1393 والذي نتج عنه مقتل صالح(15). ان فترة الفراغ السياسي الذي حدث في البحرين في نهاية القرن الثامن/الرابع عشر أي في حدود فترة التغيرات والاحداث التي اشرنا اليها –هي الفترة التي ترجح فيهاقيام سعيد بن مغامس بن سليمان او جروان المالكي بالاستيلاء على السلطة في تلك البلاد.

ومما تجدر الاشارة اليه هنا اننا كنا قد بينا الاسباب التي حملتنا على تخطئة التاريخ الذي اورده ابن حجر العسقلاني وهو عام 705/1305-6-كبداية لقيام حكومة جروان في بلاد البحرين (16). ويمكننا ان نضيف الآن تساؤلا آخر هو ,كيف يمكن الاطمئنان الى صحة التاريخ الذي اورده ابن حجر مع انه يجهل ما وقع لهذه الامارة من احداث خلال حياته ؟ فهو يقول عن ذلك ان ( ابراهيم بن ناصربن جروان كان وما يزال حاكما للقطيف عام 820/1417,فحسب ولا يعرف عما وقع له ولامارته بعد هذا التاريخ ,مع ان ابن جبر عاش حتى عام 852/1448.

ويبدو لنا ان مدة حكم اسرة جروان المالكي في بلاد البحرين لم تتجاوز نصف قرن .على اننا سوف نحاول على ضوء ما لدينا من ادلة تحديد التاريخ التقريبي لنهاية حكومة آل جروان على يد الجبور بعد ان كنا قد رجحنا تاريخ قيامها في حدود عام 795/1393 او بعد بضع سنوات .ولا يعتد بما يقوله بعض البحثين من عدم تناسق إسم بن جبر وعمود نسبه وإليكم بعض الأمثلة التي إعتاد العرب إستعمالها في المسميات ونسب الرجل إلى قبيلته :

خي الكريم في بعض الأحايين لايكون ترتيب اسم العائلة بالشكل الذي نعرفه , يعني ليس بالضرورة أن يكون لقب البطن ثم القبيلة ثم القبيلة الأكبر متتابعا" , وذلك راجع لترتيب معين بعضهم يتبعه , وسأضرب لك بعض الأمثلة على كلامي من الكتب القديمة:

المثال الأول :

النابغة الجعدي الكعبي (من بني جعدة بن كعب بن ربيعة)

وقد اختلف في اسمه، فقيل: قيس بن عبد الله. وقيل: عبد اله بن قيس وقيل: حيان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعدي، نسبه هكذا أبو عمر.*1*

النابغة الجعدي أخي الكريم هو من بني جعدة بن كعب بن ربيعة من بني عامر بن صعصعة , وأبو عمر ذكر العامري قبل الجعدي.

الصحابي الجليل عبد الله بن الشخير الكعبي

"ب د ع" عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش -واسمه معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم الكعبي، ثم من بني الحريش- وهو بطن من بني عامر بن صعصعة. له صحبة.*2*

عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي: شاعر مخضرم كان يهاجي النابغة الجعدي وكان رئيس بني عقيل ذكره المرزباني وأنشد له في ذلك شعراً.*3*

أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي.*4*

*1* كتاب "اسد الغابة" لأبن الاثير

*2* نفس المصدر اعلاه

*3* كتاب "الإصابة في معرفة الصحابة" ابن حجر العسقلاني

*4* نفس المصدر اعلاه

و يجدر الإشارة هنا على الاختلاف على نسب بني جبر وبعد أن استعرضت كثيرا من المراجع والبحوث أود أن أورد الأقوال التالية من المؤرخين و الباحثين والتي تجعل من انتساب أجود بن زامل آل جبر إلى عقيل عامر القيسية المضرية أوضح وأقوى :

1- قول ابن بسام " وفي سنة 851 هجري غزا زامل بن جبر العقيلي الكعبي ملك الإحساء والقطيف ومعه جنود عظيمة من البادية والحاضرة وقصد الخرج وصبح الدواسر وعايذ على الخرج وحصل قتال شديد قتل فيه عدة رجال من الفريقين ثم صارت الهزيمة على الدواسر وعايذ واستولى زامل على محلتهم وأغنامهم وبعض إبلهم وأقام في الخرج نحو عشرين يوما ثم قفل عائدا إلى وطنه " ( الدارة س 1 ج 4 ص 67 عن تحفة المشتاق )

2- قول ابن لعبون " وكان للجبور المذكوريين دولة ورياسة بادية وحاضرة في الإحساء والقطيف وعمان وتلك النواحي ومعظمها في القرن التاسع وأشهرهم في الرياسة والملك والسخاء والجود أجود بن زامل الجبري العقيلي كان له صيت عظيم هو وبنوه زامل وسيف ...."( تاريخ ابن لعبون ص 31-32 )

3- قال الشيخ حمد الجاسر عن نسب الجبريين :

والجبريون فخذ من بني عقيل من بني عامر, من الجبور الذين أصبحوا الآن معدودين من بني خالد " ورسم الشيخ حمد الجاسر مشجرة لآل جبر يذكر فيها حكام الإحساء في القرن التاسع

الهجري من آل جبر بن حسين بن ناصر الجبري العقيلي العامري وبذلك لا ينفي الشيخ حمد الجاسر انتساب آل جبر آل عقيل عامر القيسية المضرية .

4- وقال عباس الراوي المورخ العلامة رحمه الله " أصلهم من بني عقيل إخوة المنتفق أو أبناء عمومتهم وكانت الإحساء بيدهم في أوائل المئة التاسعة وهؤلاء توطنوا المنتفق ثم توالى ورودهم وأجود بن زامل العقيلي الجبري العامري القيسي جدهم اول من ملك الإحساء أخذها من الجراونة القرامطة في شهر رمضان سنة 821 – 1418 ودام حكمهم إلى تمام الألف ثم حكمها الترك وبعدهم آل حميد من بني خالد وبعدهم آل سعود .

5- محمد بن عمر الفاخوري في كتابه الأخبار النجدية تحقيق عبد الله الشبل والذي نسب دولة الجبور إلى بني عقيل بن ربيعة بن كعب بن عامر بن صعصعة القبيلة العدنانية المشهورة ص

تكملة الموضوع

ص 61 .

6- وكتب المؤلف عبد الكريم بن عبد الله المنيف الوهبي في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد في الصفحة 58 فيما يستعرض مجمل الآراء السابقة والتي ذكرها في بيانه وتفصيله لنسب بني خالد فقال " منهم من نسبها إلى عامر بن صعصعة من هوازن العدنانية وهذا النسب ينطبق على البطون الموجودة في المنطقة قبل مقدم خالد الحجاز مثل الجبور والعماير " وهتا يقول الشاعر الأديب الفقيه احمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهبي التميمي النجدي الإحسائي المتوفى سنة 1285 هجري :

ولا تنسى جمع الخالدي فإنهم قبائل شتى من عقيل بن عامر

7- وقال بعد ذلك في الصفحة 59 " وجود قبائل خالدية تنسب إلى عامر بن صعصعة في المنطقة وفي المناطق المجاورة " يقصد المنطقة الشرقية من الجزيرة وغرب وأعالي نجد كما أظن .

8- وذكر كذلك المؤلف محمد بن دخيل العصيمي في كتابه قبائل هوازن دراسة في الأنساب والتاريخ في الصفحة 402 (( إنها (أي أسرة الجبر) تنتمي إلى الأرومة التي تنتمي إليها آل عصفور )) .

9- أبيات الشعر التي مدح فيها الشعراء الأمير أجود بن زامل ونسبوه إلى قيس أي قيس عيلان جد عقيل بن كعب بن ربعة بن عامر بن صعصعة وهي :

فما ولد من عصر النبي محمد ولا أرضعت بيض العذارى نهودها

بأفرس من ستر العذارى ابن زامل إلى ذل من سادات قيس ٍ بنودها

سقى كل ما حلوا من الأرض مرزم اليكن دياميم المصارى رعودها

حقيق ٍ بها من أرض ما ينزل أجود أبا سند سلطان قيس ٍ عمودها

10- وأيضا فى قصيده لعامر السمين يمدح بها قطن بن سيف بن جبر ويصفه بأنه من خيار عقيل وأن أصله من عامر من قيس :

قيسي خيار عقيل جملا كلهم العامرى من قيس أوفى مقسما

و القصيدة التي تؤكد أن الأمير مقرن بن زامل بن أجود بن زامل العُقيلي من الجبور من عامر عقيل هي قصيدة جعيثن اليزيدي التي نقلها ابن لعبون في تاريخه قبل 180 عاماً تؤكد ذلك النفوذ والتي قال فيها:

حمى بالقنا هجرٍ إلى ضاحي اللوى .......... إلى العارض المنقاد ناب الفرايد

حتى قوله:

نجد رعى ربعى زاهى فلاتها .......... على الرغم من سادات لام وخالد

وسادات حجر من يزيد ومزيد .......... قد اقتادهم قود الفلا بالقلايد

فهي تجزم بأن الامير مقرن من عامر عقيل وإلا لما ذكر قوة هاتين القبيلتين أنذاك ومدح نفسه تجاههما وصورهما الشاعر على أنهم ألد أعداءه كما يفهم من هذه القصيدة التي تعتبر ملحمة من الملاحم.

وأود هنا أن أذكر بالنص تقريبا ما ذكره عباس العزاوي في كتابه - العشائر العراقية - ص 330 وكتاب معجم قبائل العرب القديمة والحديثة - عمر رضا كحالة- ص350 عن بنو جبر

أصلهم من بني عقيل إخوة المنتفق أو أبناء عمومتهم وكانت الإحساء بيدهم في أوائل المائة التاسعة. وهؤلاء منهم توطنوا المنتفق. ثم توالى ورودهم. وأجود بن زامل العقيلي الجبري العامري القيسي جدهم أول من ملك الإحساء أخذها من الجراونة (القرامطة) في شهر رمضان سنة 821هجري-1418ميلادي ودام حكمهم إلى تمام الألف , ثم حكمها الترك وبعدهم (آل حميد) من بني خالد, وبعدهم آل سعود وهكذا تداولتها الأيدي ... وحوادثهم في تاريخ العراق بين إحتلالين , وهم يسكنون في نطاق واسع من لواء المنتفق ويعدون ثلث عشائر المنتفق وهم الآن بين الدراجي في حدود السماوة وبين كوت معمر (قرب سوق الشيوخ) في جانبي الفرات ، وفى الغراف من نهر جسام إلى الحصونة فى بزاير الغراف شرقي البدعة ، والى الناصرية وبينهم من لا يمت إليهم بصلة نسبية أو قربى قريبة وشاع إطلاق الأجود على أهل الثلث منهم ونخوتهم يتيم ورئيسهم الشيخ زامل المنّاع (1). ونخوتهم الخاصة (أخوة منصور), وكانت الرئاسة قديمة فيهم (2) وبنو عامر الذين ينتسب إليهم الرئيس بطن من عامر بن صعصعة ابن هوزان العدنانية. وهم بنو عامر بن عوف بن مالك بن سعد ذكرهم ابن خلدون في العبر ولم يصل نسبهم بعامر بن صعصعة. ثم قال : وهم إخوة المنتفق ومسكنهم بجهات البصرة وملكوا البحرين بعد بني أبي الحسين , قال ابن سعيد : وملكوا أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملكهم فى نحو الخمسين من المائة السابعة ملكها منهم عصفور وبنوة ومن آل عامر هؤلاء (عقيل) ، ولا عبرة بقول الحمداني فى أنهم غير عامر بن صعصعة، وغير عامر المنتفق بل هم من عامر بن صعصعة (3) ( لأن المقصود هنا بالنفي لا نفي الانتساب إلى عامر بن صعصعة بل ما يريد قوله هو أن عامر المشار إليه في آخر سلسلة نسب الرجل محمد بن أحمد العقدي الذي وفد على الديار المصرية آنذاك ليس هو عامر بن صعصعة وليس هو عامر المنتفق ولكنه عامر آخر وهو كذلك ينتمي إلى عامر بن صعصعة ويقرب إلى عامر المنتفق , وأن الكل يعرف أن عامر المنتفق يرجع إلى عامر بن صعصعة فبالتالي لا يمكن فهم ذلك النفي بنفي إرتباط النسب وإلا لفهمناه كذلك فنفي نسب عامر المنتفق بعامر بن صعصعة ليس في محله أيضا حين قال ليس عامر بن صعصعة ولا عامر المنتفق فجعلهما رجلين ذي نسبين مختلفين وهذا غير صحيح بالطبع والعكس هو المثبت في جميع المراجع القديمة والجديدة ) , و أن الشيخ زامل المناع رئيسهم قد بيّن لي أنهم من ذرية عامر ابن صعصعة. وأنهم كانوا أمراء نجد والإحساء الرئاسة في الأجود : 1- آل مناع: (1) العبيد والرئيس منهم الرومي (3) الخليف الصبيحة رئيسهم برغش بن جاسب ومن فروعهم : (1) الدوشان قال محمد .قال علي قال لي الأستاذ محمد حسن حيدر: أن الصبيخة وآل خليف من أقارب آل وثان وقرباهم إليهم. وان المرحوم الشيخ محمد حسن حيدر ذكر لي أنه وأخاه الشيخ محمد جعفر ابنا الشيخ باقر وكان عالما مات في الجهاد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ حيدر ابن الشيخ خليفة ابن الشيخ كرم الله ابن الشيخ دنانة ابن حنكور بن غانم بن وثال (وينطق به وثان أيضا). بينه لي كما ذكره له أخوه في كتاب كتبه إليه. هذا ما علمته منه في 30 نيسان سنة 1938ميلادي من هؤلاء الفروع عبيد ورومي إخوان ابنا مهنا بن علي بن سيف ابن محمد بن جبر بن منصور (وهذا له أخ اسمه ناصر مات بلا عقب، ونخوتهم (أخوة ناصر) نشأت منه و ابن منيع ( وبه سمي المناع (1) فخذ الرؤساء... ) وكان هذا حاكما في الإحساء والقطيف ونجد فكان آخر أمرائهم وهو الذي انحدر إلى العراق وسكن الشامية بعشائره (الأجود) ابن سالم بن زامل ابن سيف بن أجود بن زامل العامري الجبري القيسي من قيس عيلان ومن ذرية عامر بن صعصعة... ومن الشيخ زامل المنّاع رئيسهم علمت الكثير من عشائر المنتفق، وهو شيخ جليل طاعن فى السن. صادق اللهجة ، معروف بالصلاح ، وعمدة فيما يحكي وينقل وكان لا يترك الصلاة وصار نائبا لسنين عديدة والمهم ان المناع (منهى) لكافة عشائر المنتفق وكان الشيخ عبد الكريم منهم يتحاشى أن يقضي حسب عرف العشائر لاعتقاده بمخالفته للشرع الشريف ويلحق بفروع المناع : (1) أهل الكوت رئيسهم جويد البادي (1) الأجود: من عشائر العراق. كانت الإحساء بيدها في أوائل المئة التاسعة للهجرة.

وقد توطن قسم منها في المنتفق، ثم توالى ورود أفرادها إلى تلك المنطقة.

وأما نسبها فتنتسب إلى جدها أجود بن زامل العقيلي الجبري العامري القيسي، وهو أول من ملك الأحساء في مضان سنة "821 ه - 1418 م"، ودام حكمها حتى آخر المئة العاشرة للهجرة .

وتسكن في مناطق واسعة من المنتفق بالعراق، وتعد ثلث عشائر المنتفق، وهي الآن بين الدراجي في حدود السماوة وبين كوت معمر قرب سوق الشيوخ في جانبي الفرات، وفي الفرات من نهر جسام إلى الحصونة في بزايز الغراف شرقي البدعة إلى الناصرية ومن بين عشائر الأجود من لم يمت إليها بصلة نسب أو قربى قريبة , والرئاسة في الأجود لآل مناع , ويصعب تعيين العشائر الأصلية من الأجود وهي : غزية، الجوارين، الزهيرية، العصوم، الخليف، المارد، الصبيحة، خفاجة، البدور والشريفات وهذه لا يصح أن تعد والأجود إلا في تقسيمات الثلث، والباقي من العشائر تعتبر منضمة إلى الأجود."

بودي كذلك أن أذكر هنا وبشكل عام أن ارتباط أهل نجد بالإحساء يحكمه طابع الجوار وكذلك التجارة وما يسمى الآن بالأمن الغذائي وكان ذلك سبب مباشر لنزوح كثير من النجديين من البوادي سواء بشكل مؤقت أو دائم وخصوصا سني القحط والمجاعات وكذلك اعتمادهم على تمور الإحساء كطعام رئيسي لهم .

باب دولة بني عصفور

نسب بني عصفور :

لا يكاد عالم أو مؤرخ أو نسابة أرخ أو مر على المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية من البصرة شمالا إلى عمان وصحار جنوبا إلا ذكر قبيلة أو أسرة العصفور العريقة فمن هم آل عصفور ؟

لم يكن تواجد بني عصفور مرتبط بتاريخ معين بداية أو نهاية فهم مثل منتفق العراق وهم أولاد عم كما وأوضحنا سابقا فتواجد عامر التي تنتسب إليها أسرة العصفور ترجع إلى أيام الجاهلية وما قبل الإسلام بكثير وكان يطلق عليهم عرب البحرين أو أصحاب بادية البحرين والبحرين هنا لا يقصد فيها الجزيرة الحالية فقط بل هذه ما تعارف الناس قديما بتسميتها أوال بل يقصد بها الإحساء والقطيف وأوال والمنطقة الممتدة مابين نواحي البصرة شمالا إلى عمان جنوبا ومن الخليج شرقا حتى الدهناء ونجد غربا وعمان واليمامة وصحار جنوبا وحسب ما لدينا من مراجع ووثائق معتمدة فان نسب بني عصفور هم أبناء الأمير عصفور بن الأمير راشد بن عميرة بن سنان بن غفيلة بن شبانة بن قديمة بن نباتة بن عامر بن عوف بن مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن خصفه بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

وتجدر الإشارة هنا أن المؤرخون قد اختلفوا إلى أي بني عامر ينتسبون هل إلى بني عامر بن صعصعة وهو القول المثبت والسائد والذي يراه أكثر من كتب وأرخ لهم أم إلى بنو عامر أو عمرو بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان أي من عبد قيس عنزة كما نسميهم الآن وهو قول الشيخ حمد الجاسر والمؤرخ الحمداني كذلك عبد القيس ، وهي بطن من أسد ربيعة العدنانية ونسبهم هو عبد الله القيس بن افصى بن دعمي بن جديلة بن أسد وكانت ديارهم بتهامة ثم خرجوا إلى البحرين وكان بها خلق كثير من بكر بن وائل وتميم فلما نزل بها عبد القيس زاحموهم في تلك الديار وقاسموهم في الموطن , وأبو عقيل الظاهري في كتابه أنساب الأسر الحاكمة في الإحساء قد فند بالتفصيل آراء الجاسر ورد عليها مدللا على أرائه بما ذكره أبن المقرب في ديوانه وأبن خلدون في كتابه العبر , وسأذكر هنا نص واضح وصريح نقله المؤرخ ابن خلدون عن أبن سعيد وهو العلامة أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد المغربي الأندلسي حيث قال " ومن بني عقيل بن كعب خفاجة بن عمرو بن عقيل وانتقلوا في قرب من هذه العصور إلى العراق والجزيرة ولهم ببادية العراق دولة , ومن بني عامر بن عقيل بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف , وهم أخوة بني المنتفق وهم ساكنون بجهات البصرة , وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن ملكوها من تعلب " قال ابن سعيد " وملكوا ارض اليمامة من بني كلاب , وكان ملكهم لعهد الخمسين من المائة السابعة عصفور وبنوه "

وقال ابن سعيد أيضا " سألت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة إحدى وخمسين وستمائة عن البحرين , فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عوف بن عقيل وبنو ثعلب من جملة رعاياهم , وبنو عصفور منهم أصحاب الإحساء " فهذا القول لا يدع مجالا للشك بأن المقصود في عامر هم عامر عقيل المنتمين إلى عامر بن صعصعة لا عامر أو عمرو ربيعة .

استقرار بن عامر في البحرين :

يلاحظ الدارس لتاريخ الخلافة العباسية في فترة ضعفها أن القوى القبلية قد أخذت تلعب أدوارا سياسية رئيسية ضمن مناطق مختلفة من العراق والجزيرتين العربية والفراتية بحيث لا يملك للباحث تجاهلها .

وقد نجحت بعض هذه القوى القبلية في تكوين كيانات سياسية خاصة بها كالحمدانيين وبني عقيل وبني أسد والمنتفق وخفاجة ، إلا أنه بظهور الوصاية السلجوقية على الخلافة العباسية أخذت هذه الكيانات تختفي من الخارطة السياسية الواحدة بعد الأخرى .

ومع نهاية القرن السادس للهجرة /الثاني عشر للميلاد ومطلع القرن السابع /الثالث عشر كانت خارطة القوى القبلية المؤثرة في الحياة السياسية قد تغيرت عما كانت عليه في السابق .

ويورد لنا القلقشندى ( ت 828/1418 ) خارطة للتوزيع القبلي في حدود النصف الأول من القرن السابع الهجري / الثالث عشر للميلاد معتمداً فيما يورده من معلومات عن هذه القبائل في هذه الفترة وما بعدها على مؤلفين متأخرين لمعلوماتهم أهمية خاصة .

ومن ابرز هؤلاء ابن سعيد المغربي ( 685/1286 ) والحمداني المعروف بابن زماخ المتوفى في مطلع ق 8/14 ، وابن فضل الله العمري ( تاريخ 749/1348 ) وأخيرا ابن خلدون ( تاريخ 808/1405 ) والذي يهمنا من هذه المعلومات هو ما يتعلق منها ببلاد البحرين .

أن روايات هؤلاء جميعاً تكاد أن تتفق تمام الاتفاق على إن القبيلة التي كانت تمتلك زمام السلطة السياسية خلال القرنين السابع والثامن / الثالث عشر والرابع عشر في كل من البحرين واليمامة هي قبيلة بني عامر بن عقيل .

فمن هم بنو عامر وما هو دورهم في الأحداث قبل هذا التاريخ وبعده ؟ للإجابة على هذا السؤال سوف نعود القهقري بضعة قرون إلي الوراء لنستعرض جوانب من تاريخ بلاد الوراء بما له من علاقة ببني عامر .

تجمع المصادر على أن بني عامر ينتسبون إلي بني عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعة من العدنانيين ، وان بطون بني عقيل المشهورة هم بنو عبادة وبنو المنتفق وبنو خفاجة وبنو عامر .

وكان العراق وبلاد البحرين احد المواطن الرئيسية التي استقرت بها هذه البطون ، بعد أن غادرت موطنها في نجد ، وقد لعبت هذه البطون أدوارا مهمة في هذين الإقليمين وكثيرا ما أطلق اسم بني عقيل على بطن أو أكثر من هذه البطون ، الأمر الذي يثير بعض الأشكال للباحثين في التمييز بين الفرع والأصل وهذا ما يحدث كثيرا عندما يشار لبني عامر في البحرين ببني عقيل , ويبدو أن ذلك راجع إلي تجاورها في المسكن واختلاطها بعضها ببعض .

أن من الأجدى عند دراسة القبائل أن نميز ما بين الاتحادات القبلية وبين زعامة هذا الاتحاد إذ إن بعض العشائر والبطون والأفخاذ كثيراً ما ترتبط بهذا الاتحاد أو تنفصل عنه تحت ضغط الظروف السياسية والطبيعية والاجتماعية .

وفي الحقيقة فان اسم بطون بني عقيل قد ارتبط ببلاد البحرين منذ أن انتقلوا إليها من مواطنهم في أواخر القرن الثالث/التاسع على رأي رنز ، حيث عاشوا جنباً إلي جنب مع قبائل كثيرة مثل بكر بن أوائل وتميم وعبد القيس وبني سليم ، وكان ابرز هذه القبائل القبيلتين الأخيرتين .

أن ترتيب الأحداث يشير إلي أن بطون بني عقيل عندما غادرت مواطنها الأصلية في نجد استقرت في البحرين حيث كانت هذه البلاد تحكم من قبل القرامطة ، أو أنهم انتقلوا إليها مع ظهور حركة القرامطة بعد أن تحالفوا معهم ، فأبن الأثير يذكر في حوادث سنة ( 286/899 ) أن أبا سعيد الجنابي مؤسس دولة قرامطة البحرين قد لقي مؤازرة وتأييد هذه القبائل و منها عقيل عامر ، والي هذه المؤازرة يعود نجاحه أصلا . إما ابن خلدون فيروي انه عندما قامت فتنة القرامطة بالبحرين صار كل بني سليم والكثير من بني عقيل حلفاء وجنود لأبي طاهر سليمان ابن أبي سعيد الجنابي الذي خلف أباه في حكم قرامطة البحرين في حدود عام ( 303/915 ) كما انه قال في موضع أخر بأن القرامطة كانوا يستنجدون بعرب البحرين على أعدائهم ويستعينون بهم في حروبهم .

فالروايات المتواترة تشير إلي ظهور نشاط بني عقيل في حدود هذا التاريخ , فبنو خفاجة كانوا قد استقروا في خلال هذا القرن على إطراف الفرات الأوسط حيث تصاعد نشاطهم إلي درجة كبيرة في القرون اللاحقة . يضاف إلي ذلك ظهور نشاط المنتفق بجوار البصرة بقيادة زعيمهم الأصفر اعتبارا من عام 378 ، إما بنو عباده وبنو مالك من بطون عقيل في الموصل والجزيرة في حدود عام ( 380 /990 ) إلي هذا الفرعين بعد أن استطاعوا انتزاع هذه المناطق من أسرة بني حمدان من قبيلة بني تغلب إلا انه بعد القضاء على دولتهم في الموصل عام ( 489/1096 ) عادت هذه البطون أو على الأقل الغالبية العظمى منهم إلى جنوب العراق حيث استقروا ما بين البصرة و واسط والكوفة فعاشت عبادة متجاورة في المسكن مع بني المنتفق أبناء عمومتهم .

بقي أن نضيف ملاحظة أخيرة إلي ما ذكره ابن خلدون من أن بني عامر يعيشون إلي الجنوب من البصرة إلي جوار أخوتهم المنتفق فانه قصد بذلك بأن مساكنهم تمتد من جنوب البصرة حتى البحرين ، وقد استندنا في ذلك إلي ما أورده سابقا من نصوص والي ما سوف نورده حول مواطن بني عامر .

والواقع أن بطون بني عقيل وعلى وجه التخصيص المنتفق وعامر واللذان امتدت ديارهما من البصرة حتى اليمامة وعمان كانوا متداخلين فيما بينهم وكان طبيعياً أن تقوم بينهم صلات التعاون والتناحر على حد سواء .

أن هذا التقارب في الأصل والموطن هو الذي حمل البعض على أن يطلق اسم احد البطون على الأخرى أو أن يستعمل اسما جامعا لكافة هذه الفروع في هذا الامتداد الجغرافي والقبلي المتصل وهذا ما عبر عنه ابن فضل الله العمري في القرن الثامن الرابع عشر حينما قال بان عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما يعبر عنهما بعرب البحرين أو ما أطلح تسميتهم بعرب البادية .

(( أن استعراضنا لنشاط بني عامر في هذه الفترة سوف يكون من أهدافه الأولى تأكيد وجود الصلة الوثيقة التي كانت تربطهم ببلاد البحرين ثم أضعاف أن لم يكن نفى الفكرة القائلة بأن ظهورهم فيها ونشاطهم كان مرتبطاً اشد الارتباط بسقوط دولة بني عقيل في الموصل والجزيرة عام ( 489/1096 ) إذ أن الأحداث التي سوف نوردها ولعب فيها بنود عام دوراً رئيسيا قد وقعت قبل تاريخ سقوط دولة بني عقيل . على أننا لا نستطيع أن نقطع بعدم وجود صلة بين تصاعد قوتهم وعودة بطون بني عقيل من جهات الموصل إلي جهات البصرة .

لقد سبقت الإشارة إلي ما رواه كل من ابن الأثير وابن خلدون عن قيام تحالف بين قرامطة البحرين وبعض القبائل العربية ، والتي كان من بينها بنو عقيل ، وغني عن القول بأن هذا التحالف لا يقتضي بالضرورة وجود اتفاق تام في الأهداف والمبادئ بين الطرفين إذ ليس هناك أبدا ما يشير إلي أن هذه القبائل قد تقبلت معتقدات القرامطة ، كما انه ليس هناك من دليل على أن الزعامة القرمطية كانت تقيم تحالفاتها على أسس عقائدية دينية دائما ، بل أنه من المؤكد أن مثل هذه التحالفات قد قامت نظرا لوجود نقاط التقاء سياسية واقتصادية وعسكرية بين الطرفين . أن إقليمي البحرين واليمامة هما من الأقاليم التي تكررت فيها الحركات الخارجة على السلطة المركزية في بغداد قبل ظهور القرامطة الروافض ، وأن البعض من هذه الحركات كان ذا أهداف و بمبادئ سياسية ودينية معينة ، وقد ساهمت بعض قبائل هذه الأقاليم في هذه الحركات خصوصاً قبائل عبد القيس , وبالرغم من فشل هذه الحركات إلا أنها بالتأكيد قد تركت أثارا في نفس وعقول السكان وان اقل ما يمكن أن يقال في ظاهرة حركات التمرد المتعددة في هذه المناطق هو وجود الكراهية للسلطة المركزية وزادها كرها الحملات العسكرية التي جردت ضدها وما يرافقها عادة من تنكيل وبطش ، الأمر الذي جعل السكان على استعداد لتأييد كل خروج على السلطة كلما أتيحت لهم الفرصة لذلك .

وفي تقديرنا أن العامل الرئيسي الذي يدفع القبائل للتعاون مع الخارجين على السلطة المركزية هو حالة الفقر المدقع التي يعيشها أفرادها نظرا لفقر بيئتهم وعجزها عن سد متطلباتهم وما ينشأ عن هذه البيئة من قيم بدوية ومفاهيم سياسية يتساهل أمامها أي وازع حتى الوازع الديني لذا فهم ينظرون إلي سكان المناطق الحضرية نظرة فيها الكثير من الازدراء والحق ، لما يتمتع به هؤلاء من رفاء نسبي في العيش مقارنة بحياتهم البائسة . كما أنهم ينظرون إلي المناطق الحضرية على أنها المجال الحيوي لنشاطهم ولسد احتياجاتهم المادية ، بصورة سليمة أو حربية ، فعيشهم في أطراف سيوفهم كلما اضطروا إلي ذلك .

ومن هنا كان التقاء هذه القبائل التي تغلب عليها البداوة في عيشها أو في قيمها مع الزعامة القرمطية التي قد تتيح لهم فرصة للكسب المادي , أما القرامطة فقد كانوا يرون بالتأكيد في هذه القبائل القوة العسكرية الأساسية التي يمكن بواسطتها تحقيق أهدافهم وكان لا بد أن تثور المنازعات فيما بينهم لسبب أو لآخر وقد ألمح ابن خلدون إلي ذلك حيث قال : كان القرامطة يستعينون بعرب البحرين في حروبهم وربما يحاربونهم ويقاطعونهم في بعض الأوقات كلما ظهرت بوادر ضعف السلطة تزايدت هذه التمردات

أن ما يعنينا هنا من هؤلاء الحلفاء هم بنو عامر ومن يمت إليهم بصلة نسب قريب ونتابع هذا النشاط حتى نجاحهم في الاستيلاء على السلطة في بلاد البحرين .

يقول ابن الأثير انه في سنة 378 / 988 - 989 قام زعيم المنتفق المعروف بالأصفر (ويرد تارة باسم الأصيفر ) – وهو لقب له فيما يبدو وليس باسمه الحقيقي – بحشد جموع كثيرة وحارب القرامطة وانتصر عليهم وأوقع بهم خسائر كبيرة ثم حاصرهم بالإحساء حيث تحصنوا ، فلما امتنعت عليه زحف إلي القطيف فاكتسحها واخذ ما فيها من عبيد وأموال تعود للقرامطة ثم انسحب إلي البصرة .

أن ابن الأثير لم يعطنا أيه تفاصيل عن الموضع الذي تحرك منه الأصفر، فلا نعلم أكانت البصرة هي المكان الذي تحرك منه واليه عاد أم أن ذهابه إلي حدود البصرة كان خشية من أن ينتقم منه ؟ ومهما يكن من أمر فان زعيم المنتفق كان يقوم بنشاطه في مناطق يعتبرها القرامطة واقعة تحت نفوذهم . والدليل على ذلك انه عندما قام معز الدولة ومعه الخليفة المطيع بالله بالزحف على البصرة عام 336/947-48 لانتزاعها من أبي القاسم البريدي وسلكوا إليها طريق الصحراء احتج قرامطة البحرين على ذلك معتبرين هذا العمل خرقاً لحرمة أراضيهم التي لا يمكن سلوكها بدون أذنهم وقد دفعهم هذا الانتهاك لأراضيهم للانتقام بالتعاون مع ابن الوجيه صاحب عمان في الهجوم على البصرة عام 341/ 952 – 59 9 فزعيم المنتفق الأصفر كان نشاطه مستمراً في هذه البادية ما بين البصرة والبحرين حتى وفاته ، فكان يعترض طريق الحاج ويرغم البويهيين على أن يدفعوا له مبالغ معينة لقاء عدم تعرضه للحاج ، ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الأعمال موكولة للقرامطة

وان بروز نفوذ المنتفق في هذه الفترة وفي بادية البصرة دليل واضح على انكماش نفوذ القرامطة

الحاج علي صابر الفهد ال عجيل العبادي( أمارة عبادة العام)