احترمه وأبقيه في موضع الشك

احترمه وأبقيه في موضع الشك""

بقلم: هادي زاهر

لن نجدد إذا قلنا بان السلطات عملت على تفريق شعبنا إلى ملل ونحل كي تستفرد بكل شريحة على حدة وقد أمعنت في اضطهاد الطائفة الدرزية أكثر مما اضطهدت الطوائف الأخرى.. نحن انسجمنا مع الكثير مما خططته لنا.. خططت مثلًا على إبراز الانتماء الطائفي للمدعو غسان عليان وجرى التضخيم الإعلامي كي تقول بشكل غير مباشر ان من يشاركنا في حربنا هم من العرب الدروز، (ذلك لأنها تدرك تمامًا بأنها ارتكبت في غزة جرائم حرب) هذا علما بان المي تكذب الغطاس، إذ أن دور الاغيار في الحرب استثنائيًا والدليل الواضح هو أنه لم يسقط أي قتيل غير يهودي في الحرب على أهلنا في غزة، فهل كان ذلك صدفة؟؟ وهو نفسه ما جرى في لبنان، كما لم يكن هناك مصابين، لا يوجد أي طيار درزي ذلك لان السلطات تتعامل مع كل من هو غير يهودي على قاعد: "כבדהו וחשדיהו" وترجمتها إلى اللغة العربية كالتالي:

" احترمه وأبقيه في موضع الشك" ولعل البعض يعلم بان هناك حالات يكون الضابط من غير اليهود ولكن يكون المسؤول عنه من هو اصغر منه بالرتبة، او يكون عبدًا مأمورًا وهذا الأمر يجب أن ننتبه إليه والمهم هو أنه بالتالي:

كل إنسان يمثل نفسه ومشغله ليس إلا.

هذا الأمر لا جدلية فيه "وكل نفس بما كسبت رهينة".. صدق الله العظيم

جرائم حكام إسرائيل تتخطى الفاشية والزعامات في وسطنا وأن كنا نختلف معها في الكثير من المواقف، تدعوا إلى نبذ العنف والقتل وسفك الدماء وكيف لا ونحن نرى بان أغلبية الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ.. تدعو إلى إحلال السلام العادل وحق كل شعب في تقرير مصيره

وهنا بودي أن أنوه ايضا بأنه لا نستطيع أن ندين اليهود ككل وان نجحت الحركة الصهيونية في تجيير شرائح واسعة منهم فهناك من يعارض الحرب وإلا ماذا نقول عن المظاهرة التي حضرها 15 ألف شخص في قلب تل ابيب، غير الذين منعتهم الشرطة من الوصول؟

(يمكن مشاهدة المظاهرة في موقع الجبهة)

المدعو غسان عليان لا يمثل الطائفة الدرزية قي إسرائيل فكل شريحة فيها ما فيها من مختلف الأشكال.. لا أريد أن أقول أن المتطوعين العرب اليوم هم أكثر من الجنود الدروز الذين يخدمون إجباريا..

لا أريد أن ابرر جرائم الاحتلال وأقول كما يحلو للبعض القول بان الوشاة هم من السكان المحليين..

لا أريد أن أقول بان دول عربية متآمرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لضرب شعبنا في كل مكان..

لا أريد أن أقول أن من قتل المهندس عياش الذي جنن الاحتلال هو خاله..

لا أريد أن أقول أن من يُعلم السيارات - بالحبر السري- كي تسلط الطائرات صورايخها وتقتل المطلوبين هم من السكان .

ولكني أريد أن أسأل وأن كنت لا ارغب بإبراز إي انتماء مذهبي لأي إنسان، لماذا إزاء الاتهامات وإبراز المدعو غسان لا يذكر بان شاعر العروبة.. شاعر المقاومة الفلسطينية سميح القاسم أمد الله في عمره هو اليوم يرقد في المستشفى،(كتب المقال قبل ان ينتقل شاعرنا الكبير إلى رحمته تعالى) وان احد رواد القصة القصيرة المواجهة محمد نفاع ومسجل وموثق الرواية الفلسطينية خوفًا من ضياعها مع الزمن هو الكاتب سلمان ناطور و.. و.. فلماذا هناك من لا يرى سوى المدعو غسان عليان هذا في حين أن عمه استنكر أفعاله وقد سجل ذلك موقع " دنيا الوطن" الفلسطيني.

لماذا لا يتم إبراز ودعم موقف المقاومين للتجنيد الذين يدفعون ثمن موقفهم غاليًا من ملاحقات وسجون وسد مصدر الرزق أمامهم

نحن جزء من هذا الشعب تعمل الصهيونية على تضليلنا وتفريقنا وتنجح للأسف إلى حد بعيد بواسطة آلياتها الإعلامية ورجالها على امتداد العالم العربي؟!! ، وهنا على شعبنا أن يتجاوز هذه المحنة وهذه الجريمة كي نسد عليها الطريق ولا يبقى إمامها المجال للتلاعب بمصيرنا وضربنا جميعًا.

(عسفيا - الكرمل)