بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلى كُلِّ ذي لُبٍّ وفكرٍ قويم،
وكلِّ مَنْ نَفَسَتْ فيه روحُ العربيةِ، فاستيقظَتْ في قلبه حروفُها، وانسابَتْ في عروقه أنسابُها...
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلى كُلِّ ذي لُبٍّ وفكرٍ قويم،
وكلِّ مَنْ نَفَسَتْ فيه روحُ العربيةِ، فاستيقظَتْ في قلبه حروفُها، وانسابَتْ في عروقه أنسابُها...
سلامٌ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، وبعد:
أهلاً بكم في منبر الضاد، ليس مجلساً يُسمى باسمٍ، ولا ساحةً تُنسبُ إلى إنسان، بل منبراً أوقدته العزيمةُ، وبنَتْهُ المحبةُ، وطَهَّرَتْهُ النيةُ، ليكونَ محرابَ اللغةِ التي قال فيها ربُّ العالمين:
"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"
فهو إذًا ليس مجردَ موضعٍ للحديث، بل مجلسٌ للبيان، ومَنْهَجٌ للبلاغة، ومَصْدَرٌ للإتقان.
هنا لا نسألُ عن اسمٍ يُكتبُ على ورقة، ولا عن بريدٍ يُستَخْدَمُ كمفتاح، ولا عن رقمٍ يُربطُ بحسابٍ... هنا هويتُكَ هي لغتك، وكُنيتُكَ هي دلالتك ... فاجعلْها اسماً يليقُ بفصاحتِك، أو لقباً يحملُ جمالَ ما تقول، فإن كنتَ "الناطقَ بالحق"، فكنْ به، وإن كنتَ "الحافظَ للحرف"، فكنْ به، وإن كنتَ "الطالبَ للنهج"، فكنْ به ... فالمكانُ لا يُعرفُ بأهلِهِ، بل بأهلِهِ الذينَ يُحيونَه.
ميثاق منبر الضاد وآدابُه
إنَّ هذا المنبرَ لا يُبنى بالكلماتِ فقط، بل بالروحِ والوجدان.
فهو لا يُفتحُ لمن يريد أن يتحدث،
بل لمن يريد أن يُضيء.
وعلى ذلك، فقد وضعنا له أركاناً ثلاثاً لا تقومُ له قائمةٌ دونها:
1. **الفائدةُ: كلُّ كلمةٍ تُقال هنا يجب أن تُثمرَ، فلا تُلقِ حرفًا بلا وزن، ولا تُرسلَ صوتًا بلا معنى. فكلُّ مشاركةٍ هنا — إن كانت صادقةً — تُصبحُ درةً تُضافُ إلى كنزِ اللغة.
2. الاحترامُ: لا تُردَّ على أحدٍ إلا بألطفِ ألفاظِ العربيةِ، ولا تُقلِّلَ من قولِ مُشاركٍ، حتى لو خالفك،
فنحن لا نُجادلُ لننتصر،
بل لنُحييَ الحرفَ، ونُعيدَ له هيبتَه.
3. الإثراءُ: لا تكتفِ بطرحِ السؤال، بل ابحثْ عن الجوابِ، ولا تكتفِ بقراءةِ المقال، بل اجعلْه نواةً لفكرٍ جديد،
فالمجلسُ لا يُبنى بمن يقرأون،
بل بمن يُعيدونَ بناءَ المعاني.
كيف تُشارك في منبر الضاد؟
1. اخترْ لك كنيةً عربيةً خاصة بك
عند أول دخولٍ، سيُطلبُ منك أن تختارَ كنيةً —
ليست اسماً مُسجلًا، بل اسمًا يُعبّرُ عنك.
فكنْ "الناطقَ بالفصيح"، أو "الحافظَ للتراث"، أو "الطالبَ للنهج"...
فهذه الكنيةُ ستكونُ خاتمَكَ الذي يُعرَفُ به كلامُك،
فلا تجعلْها سريعةً، بل اجعلْها عزيزةً.
2. أضف مشاركتَك
أسفل الصفحة، تجدُ مساحةً بيضاءَ — اكتبْ فيها ما يجولُ في خاطرك:
- سؤالٌ عن صرفٍ؟
- تعليقٌ على بيتٍ؟
- اقتراحٌ لتصحيحِ خطأٍ شائع؟
- أو حتى نصيحةً لأحدِ طلابِ اللغة؟
ثم اضغط على زر الإرسال (➤)
فكلُّ كلمةٍ تُرسلها هنا، تُصبحُ نسيجاً من نسيجِ هذه اللغةِ العظيمة.
3. تفاعل بشرفٍ وذوقٍ
- إذا أعجبتك مشاركةٌ، فامنحْها إعجاباً (👍) — فهي ثمرةُ الفكر.
- وإذا أذهلتك بعمقِها، فامنحْها نجمةً ذهبية (⭐) — فهي جوهرةٌ تُرفعُ.
- وإذا أثارت فيك فكرةً، فاضغط على الرد (↪️)
فليس التفاعلُ معارضةً، بل حواراً يُحيي الحرفَ.
كيف ترتقي المشاركةُ إلى مصافِّ النجوم؟
في هذا المنبر، لا تُرفعُ المشاركاتُ بحسب عددِ المشاركين،
بل بحسب قيمتها في ميزان البيان
فإذا بلغت مشاركتُك:
- خمسةُ إعجاباتٍ (👍) فأكثر،
- أو نجمتانِ ذهبيتانِ (⭐) فأكثر، فإنها — فوراً — تُنقلُ إلى شريط أهم المشاركات، الذي يسيرُ أسفلَ العنوانِ، تُرى لكلِّ زائرٍ، وتُستلهمُ من قبلِ كلِّ طالبٍ، فتُصبحُ درةً تُضيءُ طريقَ غيرِك.
وإذا تعددت الجواهر، فصلنا بينها بعبارة: > | منبر الضاد | ليكونَ لكلِّ مشاركةٍ بريقُها، ولكلِّ فكرةٍ مكانُها، ولكلِّ كلمةٍ حقُّها في البقاءِ والذكرى.
ابحثْ عن ضالتِك بسهولة
هل تبحثُ عن بيتٍ من الشعر؟
أم ترغبُ في معرفةِ أصلِ كلمةٍ؟
أو تريدُ أن ترى ما قيل عن "الاستعارةِ في قصائدِ المتنبي"؟
في أعلى المنبر، تجدُ خانةَ البحث — اكتبْ كلمةً واحدةً، فسيُظهرُ لك المنبرُ جميعَ ما تَسْبَقُ إليه الكلمةُ.
ختاماً — يا أهلَ الفصاحةِ والبيانِ
هذا المنبرُ ليس لنا،
بل هو لكم
لكم من أينَ أتيتم،
ومن أيِّ لسانٍ تكلمتُم،
فإن كانَ قلبُكم عربياً،
فأنتم هنا،
وإن كانَ لسانُكم عربياً،
فأنتم هنا،
وإن كانَ حُبُّكم للغةِ الضادِ نابعاً من الروح،
فأنتم هنا — أهلاً وسهلاً.
فلا تَدعُوا هذا المكانَ يبقى صامتاً،
فإنَّ الصمتَ في مثلِ هذا المكانِ خيانةٌ للغةِ،
والألفاظُ التي تُلقَى هنا —
إن لم تُسمعْ، فستُمحى،
وإن سُمعتْ، فستُخلَّد.
شاركوا، فتكونونَ مِن أهلِها،
ودوِّنوا، فتكونونَ من أعلامِها،
وساهموا، فتكونونَ من أئمتِها.
فما هذا المنبرُ إلا نَفَسٌ من نَفَسِ القرآن،
وصدىً من صدىِ البُلغاءِ،
وخطوةٌ من خطواتِ من أرادوا أن تبقى العربيةُ
لا مَحْفوظةً فقط، بل حيّةً، مُفعمةً، مُشرِقةً.
وَاللهُ وَلِيُّ التَّوفِيقِ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.