"The army is the true nobility of our country"
Napoleon Bonaparte
بوسيدون هو إله البحر والمحيطات في الأساطير اليونانية، لكنه سيكون أيضًا اسم مشروع تسليح روسي كبير.
لتلبية طموحات الرئيس فلاديمير بوتين الذي يريد أن يجعل روسيا قوة عسكرية دولية عظمى، يجري تطوير "سلاح خارق"، وفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" (CNN) عن عدد من الخبراء.
ونسبت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية إلى "سي إن إن" قولها إن هذا السلاح هو عبارة عن طوربيد نووي قادر على التسلل إلى قاع البحر، وتجاوز الدفاعات الساحلية للأعداء المحتملين، والتسبب في موجات تسونامي إشعاعية.
ويطلق على هذا السلاح النووي اسم "بوسيدون 2 إم 39″ (Poseidon 2M39)، وسيكون بمقدوره إطلاق رأس حربي بعدد من ميغاوات الأطنان، قادر على القضاء على أجزاء كاملة من الساحل المعرض للهجوم وجعله غير صالح للسكن مدة طويلة جدًا، وفقًا لـ"سي إن إن".
وتقول لوبوان إن الخبراء الدوليين، خاصة في الولايات المتحدة، يدرسون هذا التهديد بجدية، مشيرة إلى أن بداية هذا المشروع كانت عام 2015، حين كان الطوربيد الشهير مجرد خطة تهدف إلى التخويف، لكن تطوير هذا "السلاح الخارق" يتم الآن بخطى متسارعة.
وتضيف المجلة أن بوتين مارس ضغوطًا على وزير دفاعه سيرغي شويغو بخصوص هذا الأمر، وقد يدخل مشروع (Poseidon 2M39) في مرحلة الاختبار في الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أنه قد تم بالفعل اختبار الغواصات المصممة لحمل هذا السلاح الشبح، وفقًا لوسائل الإعلام الروسية.
وترى الأستاذة في المعهد النرويجي لأبحاث الدفاع، كاتارزينا زيسك، أن هذا الطوربيد النووي هو في الواقع جزء من بطاقة التفاوض بالنسبة لروسيا التي تعلق أهمية متزايدة على مناطق القطب الشمالي.
وتضيف الخبيرة -في حديث إلى سي إن إن- أن الهدف من هذا المشروع هو "التخويف، وجعله ورقة تفاوض في المستقبل، ربما في نقاش الحدّ من التسلح".
ولكن لكي يكون المشروع مخيفًا، تقول زيسك "يجب أن يُنظر إليه على أنه (جدير بالثقة)، وأنه (يبدو حقيقة)".
وتقول لوبوان إن التجارب النووية تشكل أيضًا تهديدًا خطِرًا على البيئة، وهو ما عبر عنه أندرياس ستينسون، رئيس المخابرات النرويجية بقوله "نحن قلقون من الناحية البيئية، الأمر ليس مجرد نظرية"، في إشارة إلى حادث نيونوكسا، في أغسطس/آب 2019، الذي تسبب فيه انفجار مزعوم لصاروخ كروز "بيورفستنيك" (Burevestnik).
المصدر : لوبوان "le point"
تسلمت البحرية الروسية، أخيراً، أطول غواصة حربية معروفة في العالم. وسُمَيت "بيلغورود"، وتعني بالعربية "نهاية العالم"، للبحرية الروسية في ميناء سيفيرودفينسك، وفقاً لأكبر شركة بناء سفن في روسيا "Sevmash Shipyard".
يقول الخبراء إن تصميم "بيلغورود" يُعَدّ نسخة معدلة من الغواصات الروسية ذات الصواريخ الموجهة من فئة Oscar II، التي أصبحت أطول بهدف استيعاب أول طوربيدات الشبح النووية "بوسايدون" في العالم، بالإضافة إلى معدات لجمع المعلومات الاستخباراتية. كذلك فإن هذه الغواصة قادرة على صناعة تسونامي مدمر.
كانت روسيا تخبئ غواصة "بيلغورود" للسيطرة على القطب الشمالي، لكنها استعجلت إدخال ما تعرف بـ"أم الغواصات" في الخدمة بعد أن تسلمتها قواتها البحرية مؤخرا. يشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا على عملها، وهي قادرة على محو مدن بأكملها خلال دقائق.
توصف بوحش المحيطات وعملاق البحار الذي لا يقهر، قوتها النووية قادرة على توليد موجات تسونامي إشعاعية يفوق ارتفاعها نصف كيلومتر، وما هذا إلا غيض من فيض قدراتها التدميرية.
وبالإضافة إلى أنها مخصصة لحمل أسلحة فتاكة لم يشهدها العالم من قبل، فإن ضغطة زر واحدة قد تكفي "غواصة نهاية العالم" لتهديد البشرية في مساحة واسعة وذلك في نصف ساعة من الزمن، حسب خبراء عسكريين.
الساعة صفر جاءت في أوج الحرب على أوكرانيا، وتحديدا في الثامن من يوليو/تموز الماضي، لدى إعلان البحرية الروسية تعزيز أسطول الشمال بـ"غواصة يوم القيامة" (وهو لقب آخر للغواصة) التي تسمى فعليا "بيلغورود كاي-329".
وحينئذ، كشفت موسكو عن دخول ما أطلقوا عليها أيضا "إله البحار" التجارب الفعلية في مياه حوض سيفيرودفينيسك المطل على البحر الأبيض شمال الجزء الأوروبي من روسيا عند المحيط المتجمد الشمالي، قبل أسابيع من الموعد المقرر.
وحسب خبراء عسكريين، فإن موسكو تعمدت في ذلك التوقيت تحديدا استعراض سلاحها الفتاك الجديد الذي يعد أكبر غواصة نووية تم بناؤها منذ 30 عاما، حسب معهد البحرية الأميركية.
وتزامن تدشين الغواصة العملاقة مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب على خلفية العتاد النوعي الذي ترسله الدول الغربية إلى كييف، كما جاء بعد نحو شهرين من إعلان أوكرانيا تفجير الطراد "موسكفا" درة البحرية الروسية في البحر الأسود، بعد دعم استخباراتي أميركي دقيق، حسب مصادر روسية.
ويصل طول هذه الغواصة إلى 184 مترا، أي أنها أطول غواصة نووية في العالم، أما وزنها فنحو 30 ألف طن، أي ضعف وزن الغواصات البريطانية من فئة "أستوت".
وتتميز هذه الغواصة النووية بقدرات مدمرة رهيبة، فهي عابرة للمحيطات وذاتية القيادة، سرعتها 70 عقدة وتعمل على عمق 100 متر.كما أن قوتها النارية كفيلة بمحو مدن بأكملها وتوليد موجات تسونامي إشعاعية ضخمة يصل ارتفاعها إلى 500 متر، ويمكنها تدمير مدن ساحلية وجعلها صحاري قاحلة.