س٣: كتاب "بأيد مفتوحة"
الفصل الثاني والثالث
الفصل الثاني والثالث
تم إضافة قسم ترانيم في الموقع
نحن نعلم أن هناك علاقة ما بين الصلاة والصمت، لكن إن فكرنا في الصمت علي مدار حياتنا، قد يبدو أحيانًا بعيدا عن السلام، لأنه قد يكون صمتا مخيفا. فحينما فكر أحد الطلبة بعمق في الصمت، خلال حياته،
الصمت ليل، وكأن لم يعد هناك إلا ليالي متتالية، بدون قمر أو نجوم. عندما تكون وحيدًا؛ وحيدا تماما. حينما تشعر وكأنك مكروها، حينما تصبح لا شيء، حينما لا يحتاج إليك أحد، فكذلك يكون الصمت. حيث تتراكم التحديات لأنه لم يعد يوجد إلا الصمت. وحتى لو حاولت أن تفتح أذنيك وعينيك، ستبقى دائما بدون رجاء أو شفاء. ليل بدون ضوء أو أمل،
أنا وحدي في إثمي، بدون مغفرة، بدون حب. أذهب يائسا باحثًا عن أصدقاء، فأُمَشَّط الطرقات باحثا عن شخص، عن علامة أو صوت فلا أجد سوى العدم.
ولكن يوجد هناك ليل آخر، بنجوم ساطعة وبدر منير، بضوء منبثق من منزل بعيد حيث الصمت هادئا وتأملي، وصوت العصافير في تلك الكنيسة الكبيرة الخاوية حينما يُريد قلبي أن ينشد فرحًا، حينما أشعر بأني لست وحيدًا، حينما أتوقع المزيد من الأصدقاء، ، حينما نترك الحديث للملائكة التي تجلب لنا الصمت والسلام.
فكما أن هناك نوعان من الليالي، هكذا أيضًا هناك نوعان من الصمت إحداهما مخيف والآخر مسالم. إن الصمت يُعتبر تحديًا للكثيرين، إذ يجهلون كيفية التعامل معه. فإن تركوا ضوضاء المدينة خلفهم، وارتحلوا إلى مكان آخر قد غاب عنه زئير السيارات، ، وضجيج القطارات؛ وحيث لم يعد هناك دندنة التيك التوك و صوت الستريك و الاهتمام ب الفولورز ، يشعرون بأن كامل أجسادهم قد قبض عليها بإضطرابات شديدة، كسمكة قد أُلقيت على أرض جافة، فيفقدون قدرتهم على الاحتمال. لا يستطيع بعض الناس تحصيل دروسهم بدون جدار صلب من الموسيقى يُحيط بهم. وإذا اضطر بهم الحال أن يجلسوا في حجرة بدون تدفق تيار ثابت من الصوت، فإنهم يعانون من تشنجات شديدة، لهذا أصبح الصمت بمثابة تحدي للكثير منا.
لقد مضى زمان، حيث كان الصمت هو الأمر المعتاد بينما الضوضاء هي مصدر الإزعاج. ولكن اليوم صارت الضوضاء هي الحالة العادية، بينما أصبح الصمت - على نحو غريب كما يبدو - هو مصدر الإزعاج. لذا، لم يعد من الغريب أن نرى صعوبات في الصلاة عند الذين يفهمون الصمت بهذه الطريقة.
لقد أصبحنا متغربين عن الصمت؛ فإن ذهبنا إلى مصيف أو روحنا الكينج فإن أهم صحبة نحرص عليها هي ال head phone، إذ يبدو أننا قد فقدنا المقدرة على تحمل صوت الصمت. الصمت ممتلئ بالأصوات الرياح تهب، ، والأمواج تغسل الشاطئ. وإن كنا لا نسمع تلك الأصوات، فمازال لدينا المقدرة على أن نسمع صوت تنفسنا الهادئ، وحركة أيادينا ، ونمط خطواتنا . ولكن للأسف قد أصبنا بالصمم تجاه كل تلك الأصوات التي للصمت.
حينما نكون مدعوين أن نترك عالمنا الصاخب، لتدخل إلى هذا الصمت، فإننا، أحيانًا، يتملكنا الخوف. نشعر كالطفل الذي يرى جدران المنزل تنهار، وفجأة يجد نفسه في مجال مفتوح أو نشعر وكأننا قد جردنا بعنف من ملابسنا؛ .
إن آذاننا تؤلمنا لأنها تفتقد تلك الضوضاء المحببة لديها، كما اعتادت أجسادنا على تلك الضوضاء وكأنها كسوة رقيقة الملمس تحفظنا دافئين. لقد أصبحنا مثل المدمنين، إذ يجب علينا أن نجتاز رحلة طويلة ملؤها أعراض الانسحاب من الإدمان
لكن الأصعب من أن نتخلص من الضوضاء الخارجية، هو أن تحقق الصمت الداخلي: صمت القلب.
إن الشخص الذي تحاصره كل هذه الضوضاء، قد فقد ذاته الداخلية (inner self). فإن طرح التلامس مع سؤال داخلي، يظل بلا إجابة، لأن مشاعره غير المؤكدة لم تتضح بعد، ورغباته المعقدة لم تستقم، والعواطف المشوشة لم تفهم بعد كل هذه المشاعر تبقى في حالة من التعثر والفوضوية، لأنها لم تنل فرصة لفهمها.
من الغريب أننا عندما تغلق كل مصادر الضوضاء على مدار اليوم، تبدأ ضوضاء جديدة في الظهور هي الضوضاء الداخلية، التي تنتج من صراخ مشاعر مشوشة طالبة الانتباه. إن دخولنا إلى غرفة هادئة لا يجلب لنا، تلقائيا، الهدوء والسكينة الداخلية. لأنه حينما يغيب أي شخص يمكننا التحدث معه أو الاستماع إليه، فإن النزاعات الداخلية تبدأ في الظهور، وكثيرًا ما تُسبب هذه السكينة ضوضاء أشد من التي هربنا منها توا، لأن المشاكل المعقدة تحتاج إلى انتباه، وكل اهتمام يُقوي نفسه على حساب الآخر، وكل شكوى تظهر التي تليها، وكل هذا بدوره يلتمس الاستماع.
"ما الذي يمكنني فعله - بخصوص الصمت - وأنا غارق في كثير من المهام؟ هذا السؤال يقود الكثيرين للهروب من ذواتهم، والتمسك بعديد من الأمور، ليشعروا وكأنهم مازالوا مشغولين. وكأن لسان حالهم يُردد: "سوف أقوم بفعل كل هذا ولكن حينما لا أجد أي صديق أتحدث معه، أو في غياب أي اغنية قد أستمع إليها، أو حينما تنتهي البوستات التي قد أقرأها، والأفلام التي قد أشاهدها. فالسؤال لم يعد: كيف يمكن أن أعيش بدون أصدقاء أو بدون أي شيء يُغذي عيني وأذني بانطباعات جديدة؟ - ومن الواضح إننا لا نستطيع - ولكن، السؤال الجوهري هو: هل يمكنني، من حين لآخر، الاختلاء بنفسي، وأن أُغلق عيني، وأُنحي برفق كل الضوضاء المتنوعة، وأجلس في هدوء مُطمئن؟؟
أن تكون في حالة هدوء ومستمتع بالطمأنينة داخل أعماق قلبك، لا يشبه ذلك حالة النوم أو الغفلة.مهد طريق يمكنك من خلاله أن تجد قلبك بسهولة.
وبهذه الثقة الجديدة سنعاين حياتنا متجددة دائما، ونابعة من الداخل. وعلى مدار هذه المعرفة لعمق القلب، حيث مشاعر الحب والكراهية، الرقة والألم، المسامحة والطمع: تتباعد، أو تتقوى أو يُعاد صياغتها. ظهر هناك لغز اليد الحانية؛ إنها يد البستاني الذي يخلق المساحة لينمو النبات الجديد، والذي لا ينزع العشب الضار سريعًا، ولكنه يقتلع فقط ما يُهدّد اختناق الحياة الجديدة.
بهذا الأسلوب الرقيق يمكننا استعادة السيطرة على حياتنا، ليس فقط في أثناء النهار، بل وفي الليل أيضًا؛ وليس فقط في أوقات الصحو، بل وأثناء النوم أيضًا. فالشخص الذي أصبح يملك يومه سوف يربح ليله. لا يعود النوم ظلمة غريبة فيما بعد، بل حجاب مُحبّب لدينا، من خلفه تُحدّثنا أحلامنا وتُرسل لنا خطابات نستقبلها بحفاوة. لقد أصبحت أحلامنا محل ثقة كطريق نسلكه في وضح النهار بدون خوف.
إن نحينا الصمت جانبًا فكل ما سبق بالإمكان تحقيقه، ولكن ليس بسهولة، لأن الضوضاء الخارجية تأسر انتباهنا، وعدم الراحة الداخلية يثير قلقنا. يشعر معظم الناس أنهم محاصرون بين هذا الإغراء والخوف. حيث لا يستطيعون التوجه إلى الداخل، فإنه يبحثون عن السكينة والهدوء في قلب الضوضاء، في حين أنهم يعلمون جيدا أنهم لن يجدوا شيئًا.
لكن، كلما أتيت إلى هذا الصمت، يبدو كما لو أنك قد استقبلت هدية؛ هي "وعد" بالمعنى الحقيقي للكلمة سكني الروح القدس . ووعد الصمت هو إمكانية ميلاد حياة جديدة.
هذا الصمت هو صمت السلام صمت الصلاة، لأنه يجذبك إلى الشخص الذي يقودك. وفي نفس اللحظة تفقد إحساسك بالانقياد لتجد ذاتك الشخص الذي يستطيع أن يكون نفسه حقًا مع الآخرين.
سوف تدرك حينها أنه بإمكانك فعل الكثير، ليس كإلزام ولكن بحرية. إنه صمت "المساكين بالروح" حيث تتدرب على أن ترى حياتك من منظورها الصحيح. في هذا الصمت تتلاشى التظاهرات الكاذبة بعيدًا،
وسوف تستطيع أن ترى العالم مرة أخرى من على مسافة معينة، كما سيمكنك الصلاة في وسط كل اهتماماتك.
إلهي الحبيب، تحدث إلي برفق في صمتي حينما تعلو الضوضاء الخارجية في محيطي. وحينما تزداد الضوضاء الداخلية التي لمخاوفي التي تبعدني عنك،
ساعدني أن أثق بأنك مازلت بجواري. حتى حينما أفقد المقدرة على سماعك،
هبني الآذان التي تسمع صوتك الهادئ الرقيق قائلاً: "تعالى إلى أيها المتعب وأنا سوف أريحك، لأني وديع ومتواضع القلب." دع هذا الصوت الحنون يكون مرشدي. آمين
ينير الصمت العميق وعينا لندرك أن الصلاة - قبل أي شيء - هي قبول. فحينما نُصلي نقف بأيادينا مفتوحةً تجاه العالم، ونحن نعلم أننا سوف تدرك الله من خلال الطبيعة التي تحيط بنا، وفي الناس الذين نقابلهم، والمواقف التي تواجهنا. فإننا نثق بأن العالم يحوي سر الله بداخله، ونتوقع إعلان هذا السر.
تخلق الصلاة هذا الانفتاح، الذي من خلاله يُعطى الله لنا. ففي الواقع، يريد الله أن يكون مقبولاً ومُرحَب به في قلوب البشر، وأن يستقبل بأيادٍ مفتوحة، وأن يُحب بمثل الحب الذي أحببنا وخلقنا به.
هذا الانفتاح لا يأتي بسهولة من ذاته. فإنه يتطلب أن تعترف بمحدوديتك وتبعيتك وضعفك، بل وخطيتك أيضًا.
حينما تصلي فأنت تعترف بأنك لست إلها، ولا ترغب بأن تكون إلها، وبأنك لم تصل إلى مبتغاك بعد، ولن تصل إليه أبدا في هذه الحياة. لهذا يجب عليك أن تستمر في مد يديك، وتنتظر عطية الحياة،
إن حكمة العالم هي الحكمة القائلة: "من الأفضل لك أن تقف بثبات لكيما تسيطر بقبضة قوية على كل ما هو مُتاح لك هنا والآن وتحمي ما لديك من بقية الذين يريدون تدميره وإبعاده عنك. يجب أن تكون حارسًا خاصاً لنفسك ضد أي كمين أو عدوان. فإن لم تحمل سلاحًا، وإن لم يكن لديك قبضة قوية لتناضل من أجل الحصول على القليل الذي تحتاجه - طعامًا أو مأوى - فأنت تسعى لأن تكون فقيرًا ومُعدمًا، وسينتهي بك الأمر مجاهدًا كي تجد الرضا الذي لا يقدره أحد في وسط هذا السخاء المحيط. أنت تفتح يديك وهم يُسمروها بالمسامير! إن الأشخاص الأذكياء متحفزين دائما، عضلاتهم مشدودة، وقبضتهم محكمة، وعيونهم تجول في كل الأرجاء، متأهبين لهجوم غير متوقع."
إذا كنت تغذي أفكار السلام بداخلك، فيجب عليك أن تكون منفتح ومتستقبل؛ وهذا هو ما تُظهره الحياة الداخلية للبعض. لكن هل تستطيع أنت فعل هذا، هل تتجرأ وتفعل؟! هناك الكثير من المشاعر موجودة بالفعل داخلك: كالشك والكره والغيرة والانتقام والغيظ والطمع؛ حتى وإن كنت لم تعطها أسماء أو لم تتعرف عليها. "ماذا تحاول تلك المشاعر أن تفعل؟، ما الذي يدور في أذهانها؟، فمن المعتاد إنها لا تلقي بكل أوراقها على الطاولة. وبالتأكيد هناك الكثير بخصوص هذا الأمر أكثر مما تراه العين.
كيف يمكنك أن تتوقع أي عطية في مثل هذا المزاج؟ هل يمكنك أن تتخيل حياتك تسير بطريقة مختلفة؟
لا تتعجب بأن الصلاة تكشف هذه المشكلة، لأنها تتطلب استعدادًا مستمرا بأن تضع أسلحتك جانبًا، وتتحرر من المشاعر التي تملي عليك بأن تبقى على بعد مسافة آمنة. إنها تتطلب منك أن تحيا في توقع مستمر بأن الله - الذي يصنع كل شيء جديد - سوف يمنحك ميلادًا جديدًا. يمكنك فقط أن تصير شخصا (person) ، في اللحظة التي تستطيع أن تنفتح فيها لمثل هذه العطايا التي أُعدت لك.
قد يصبح العطاء، بسهولة، أحد وسائل الخداع، حينما يعتمد مستقبل العطية كلية على إرادة من يُعطي. فحينما تعطي، فأنت سيد الموقف. لأنه بإمكانك أن توزّع هباتك لمن تعتقد أنهم مستحقين. لهذا تمتلك السيطرة على الوسط المحيط بك، وتستمتع بالقوة التي تمنحك إياها عطاياك. أما القبول فهو شيء مختلف تمامًا. حينما نقبل هدية من الآخرين فنحن ندعوهم للدخول إلى عالمنا، ونحن في أتم الاستعداد بأن نمنحهم مكان خاص في حياتنا.
إذا قدمنا هدية لأصدقائنا فإننا نتوقع أن يمنحونا مكانًا ومكانةً في حياتهم. وفي النهاية، العطية لا تكون عطية إلا حينما يقبلها الآخرون. فحينما تقبل الهدية تشغل حيزا في حياة المستقبل. لذا من الملاحظ أن أغلب الناس تريد أن تَردَّ الهدية بأسرع ما يمكن، وبهذه الطريقة يستعيدوا توازنهم ويتخلصوا من أي علاقة تبعية. فما نراه هو تجارة أكثر من أن يكون قبول. فغالبيتنا يمكن إحراجه بالهدايا لأننا لا نعلم كيفية ردها. وأحيانًا نقول: "إنها تقيدني بالالتزام".
ربما يكمن تحدي الإنجيل، على وجه التحديد، في الدعوة إلى قبول العطية (الهدية) في اللحظة التي لا نستطيع أن نعطي فيها أي شيء في المقابل. حيث أن الهدية هي نسمة الحياة التي من الله، الروح الذي انسكب فينا بيسوع المسيح. ونسمة الحياة هذه تُحرّرنا من الخوف، وتخلق لنا مساحةً جديدةً حيث يمكننا أن نعيش.
حينما نحيا بنسمة الله يمكننا أن ندرك، بفرح، النسمة التي تحفظنا على قيد الحياة، وهي نفسها مصدر حياة إخواننا وأخواتنا. وهذا الإدراك يجعل خوفنا من الآخر يختفي، وأسلحتنا تتساقط وتُرسم بسمة رقيقة على شفاهنا. حينما ندرك نسمة الله في الآخرين، نتركهم ليدخلوا حياتنا ليستقبلوا الهدايا التي سبق وقد منحونا إياها.
وتتجسد صعوبة هذا الوضع، في وقتنا الحالي، في الاعتراف، غير المألوف، القائل: "إن قبول أي شيء يُشعرني بأني غير مستقل، ولا أدري كيف أتعامل مع هذا، علاوةً على عدم الراحة الناتجة من فقداني السيطرة على حياتي. إنه من السخيف، بالتأكيد، أن أقول: إني لا أرغب أن أمنح الآخرين ما أود أن أمتلكه لنفسي ... لا أريدهم أن يختبروا نشوة العطاء."
ولكن حينما ننتبه أن هناك شخص ما يقبلنا بالتمام، ونرغب في أن نمنحه كل ما نملك، نكتشف أننا أثناء العطاء نملك أكثر بكثير مما كنا نعتقد. في هذا القبول، وليد الصلاة، تنعدم المساحة التي تشغلها الأحكام المسبقة، لأنه عوضًا عن أن نُعَرِّف كل واحد بصورة محددة، نتركه لكي يظهر لنا جديدًا في كل مرة.
حينئذ نستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض، ونشارك حياتنا مع الآخرين، وكأن قلبا يتحدث إلى قلب. إن الصلاة تعني - فوق كل شيء - أن تنفتح بقبول نحو الله، الذي هو دائما جديد ومختلف. أن تقبل الله الذي يؤثر فينا بعمق، لأن قلبه أكبر بكثير من قلوبنا. هذا القبول المنفتح، الذي للصلاة، في وجه الله المتجدد دائما، يجعلنا أحرارا.
في الصلاة، نحن بمثابة من يسير بثبات في رحلة . وفي طريقنا نقابل الكثير من الناس الذين يُظهرون لنا شيئًا عن الله الذي نبحث عنه. ولن نعرف يوما، بالتأكيد، هل قد وصلنا إلى الله أم لا. ولكننا نعرف أن هذا الإله هو دومًا جديد، ولهذا لا يوجد داعي إلى الخوف.
تعطينا الصلاة الشجاعة أن نمد أيدينا لكي نقاد. فيسوع بعدما أعطى وصية لبطرس أن يرعى شعبه قال له:
"الحق الحق أقول لك، لما كنت أكثر حداثة، كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يدك، وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء" (يوحنا ١٨:٢١).
إن الاهتمام بالآخرين يتطلب قبولاً مستمرًا ومتزايدًا. وهذا النوع من القبول هو الذي قاد يسوع وتلاميذه إلى حيث لا يريدون إلى الصليب. وهذا أيضًا هو طريق كل مَنْ يُصلي.
وأنت في صغرك، كنت تود أن تقبض على كل شيء في يديك. ولكن حينما كبرت وفتحت يديك في الصلاة فأنت قادر على أن تدع ذاتك لتقاد دون أن تعلم إلى أين. وكل ما تُدركه فقط هو أن الحرية، التي منحتها لك نسمة الله، سوف تقودك إلى حياة جديدة، حتى ولو كان الصليب هو العلامة الوحيدة التي تراها أمامك. ولكن بالنسبة للشخص الذي اعتاد الصلاة، حتى هذه العلامة ستفقد تأثيرها المرعب.
إلهي الحبيب
أريد بشدة أن أكون مسيطرا. أريد أن أكون سيد حياتي والمتحكم في أقداري. ومازلت أعلم أنك تقول: "دعني أمسك بيمينك كي أقودك، اقبل حبي وثق أنه حيث أقودك،
سوف أُشبع أعمق رغبات قلبك. يارب ... افتح يدي لكي أستقبل عطية حبك. آمين.