Howdy Data Journalists!
مروة مديني
هذا التقرير أنتج ضمن مشروع لها لصحافة البيانات 2021 أكاديمية DW
195 مشروع في محافظة القصرين التونسية من جملة 4500 مشروع ممول من طرف وزارة المرأة و البنك التونسي للتضامن ضمن برنامج "رائدة" الوطني لدفع المبادرة الاقتصادية النسائية وذلك منذ انطلاقته في أكتوبر سنة 2016 إلى موفى سنة 2020.
احتلت القصرين بذلك المرتبة العاشرة وطنيا ضمن هذا البرنامج الوطني للتمكين الاقتصادي للمرأة بقيمة مالية قدرت ب1 مليون و735 ألف و296 دينارا، إلا أن نصيب القصرين من المشاريع الممولة لسنة 2020 كان صفر مشروع.
فما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك؟
يهدف برنامج رائدة لدعم المبادرة الاقتصادية النسائية منذ انطلاقته في أكتوبر 2016 إلي الرفع من تشغيلية النساء وتعزيز مساهمتهن في الدورة الاقتصادية، خصوصا لدى حاملات الشهادات العليا بالمناطق الداخلية الأكثر فقرا ، حيث تصل هذه النسبة بمحافظة القصرين إلي 33.6% سنة 2019 ، كما تحتل القصرين المرتبة الأخيرة في مؤشرات التنمية بتونس بنسبة 0.39 % .
تمويل المشاريع الخاصة بالنساء يسعى أيضا إلي دعم الجهود الوطنية للتقليص من نسب البطالة المرتفعة في صفوف المعطلات عن العمل و التي بلغت حدود 37.9 % وطنيا و20.6 % بجهة القصرين . حمزة مخصصًا لإصابات كورونا
في منزل متواضع لا يبعد عن مركز مدينة القصرين إلا دقائق معدودة، حدثتنا فوزية ف ، حرفية و حاملة شهادة كفاءة مهنية، عن فكرة مشروعها الخاص بحماسة ، مؤكدة أن هذا المشروع سيضمن لها دعما ماليا قارا ، حيث تقول" الموافقة على هذا المشروع يمكن أن يضمن لي دخلا يعيلني و زوجي المقعد" و تشير إلي الة الخياطة التي تحجز ركنا كبيرا من بهو المنزل " أنا بعمر 39 سنة اعمل لحد اليوم كأجيرة و لي 15 سنة خبرة، أريد أن أتقدم بطلب قرض رائدة إلا أن البنك و مندوبية المرأة يرفضون تمويل مشاريع الخياطة و النسيج و هو ما دفعني إلي التراجع عن تقديم الطلب ".
شهدت سنة 2020، نسبة إقبال ضعيف لشابات القصرين على برنامج رائدة الوطني حيث تراجع عدد الطلبات للحصول على قروض بنسبة 94% في سنة 2020 مقارنة بسنتي 2016 و 2017.
حيث تم تقديم 76 طلب فقط من قبل المعطلات عن العمل للحصول على قرض «رائدة" و لم يحظى آي ملف منهم بقبول مبدئي أو تمويل فعلي من قبل البنك التونسي للتضامن بالقصرين خلال سنة 2020.
من جهته أوضح مدير الفرع الجهوي للبنك التونسي للتضامن إبراهيم الخضراوى خلال برنامج "أمور تهمنا" على إذاعة السيليوم يوم 17 أكتوبر 2021 أسباب عدم قبول أي فكرة مشروع في العام الماضي ، قائلا أن "البنك يعتمد معايير عالية تضمن نجاح و استمرارية الاستثمار بعد تذيل ولاية القصرين الترتيب في استخلاص القروض وطنيا " ، مؤكدا "على ضرورة التجديد في نوعية المشاريع المقترحة مع تقديم دراسة نموذجية لإقناع اللجان بناجعة المشروع ونجاح مردوديته المالية"
"ضعف إقبال النساء عامة و حاملات الشهائد العليا على هذا البرنامج الوطني لدفع المبادرة الاقتصادية يرجع إلي شروط الانتفاع بالبرنامج التي توفر حظا أكثر للنساء المهنيات "هذا ما صرحت به رانيا ،29 سنة حاملة لشهادة تعليم عالي، بانفعالية أثناء خدمتها للحرفاء بمتجر لبيع الملابس الجاهزة مضيفتا " شروط الانتفاع بالقرض صعبة للغاية ، و الأصعب منها شروط استرجاع القرض رغم حديث الوزارة عن الامتيازات المقدمة من قبلهم ، لذلك أفضل العمل كأجيرة على أن أصبح غارقة في الديون ".
تمكن "رائدة" حاملات شهادة الكفاءة والتكوين المهني بالتمتع بقرض بدون فائض يصل إلى 10 آلاف دينار مع مدة إمهال تدوم 6 أشهر. وتتمتع حاملات الشهادات الجامعية بقرض يفوق 10 آلاف دينار ويصل إلى حدود 100 ألف دينار.
و رغم التشجيع المقدم من قبل وزارة المرأة والأسرة والطفولة والبنك التونسي للتضامن حيث توفر التمويل الذاتي أي ما يعادل 20% من قيمة المشروع في شكل قرض بدون فائض، إلا أن أغلب المشاريع الممولة كانت مشاريع متناهية الصغر ،حيث نجد 171 مشروع ذات صبغة حرفية تقليدية .
تقول رانيا باستغراب بعد أن تفرغت من خدمة الزبائن ملوحة بقطعة ثياب " الدولة و أجهزتنا تشجع الشباب على الاستثمار الخاص بالجهة في عدة برامج اقتصادية بعد غلق أبواب الانتداب في الوظيفة العمومية" متسائلة" هل هناك بنية تحتية بالقصرين لنؤسس مشاريعنا و نضمن نجاحها خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية خلال فترة كورونا ؟"
لعل من أبرز أسباب عزوف الشابات عن برنامج الدعم الاقتصادي "رائدة " عدم توفر مناخ استثماري يشجع على بعث المشاريع الخاصة في ظل التعقيدات الإدارية و بيروقراطية الإدارة و تردي البنية التحتية بالجهة . حيث تعد مؤشرات التنمية بالقصرين الأدنى وطنيا حسب معهد الإحصاء الوطني بالإضافة إلي تراجع الاستثمار العمومي لسنة 2020 بنسبة -14 % جراء جائحة كورونا حسب نفس المصدر . و أكدت دراسة للبنك الدولي سنة 2018 أن "البنية التحتية للطرقات مثلت أحد العقبات التي تعترض سبيل التنمية المحلية بالقصرين إذ تتوفر 50 % فقط من الطرقات في حالة مقبولة أو مرضية بالجهات الداخلية و هو ما يعتبر عقبة أمام بعث مشاريع كبرى بالمنطقة".
كل هذه العراقيل أدت إلى تخلي العديدات عن مشاريعهن وهو ما ساهم بدوره في تراجع عدد المشاريع المنفذة في إطار برنامج رائدة بجهة القصرين إلى 195 مشروع من أصل 500 مشروع مبرمج خلال المخطط الخماسي 2016- 2020 حيث قدرت نسبة انجاز المشاريع ب39 % .
و رغم ذلك "نجحت المشاريع في توفير 376 موطن شغل بالجهة و خاصة بالمعتمديات" حسب ما أكده المكلف ببرنامج رائدة بالمندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة بالقصرين لطفي رحالي
في ختام لقاءنا، عبرت الحرفية فوزية ف عن استيائها قائلة : "القول بأن المهنيات الأكثر استفادة من برنامج رائدة غير صحيح.. فأنا مثلا ذو كفاءة مهنية لكن لا أستطيع النفاذ إلي هذا البرنامج لتقديم طلب قرض لصعوبة الإجراءات وخاصة تحضير مستندات الدراسة و كلفتها بالإضافة الي التفرغ لتلقى التدريب وذلك لظروفي الاجتماعية المتدهورة . أتمنى أن تراجع الوزارة شروط النفاذ إلي البرنامج في جزءه الثاني «رائدات" كي أستطيع الاستفادة منه ".