Howdy Data Journalists!
إيثار العظم
هذا التقرير أنتج ضمن مشروع لها لصحافة البيانات 2021 أكاديمية DW
هرع محمد غنيم إلى طوارئ مستشفى "الأمير حمزة" الذي يقع بالقرب من منزله في عمّان، وهو يعاني ضيق تنفس وألم في الصدر.
أُبلغ محمد بعد إخضاعه لتخطيط كهربائي للقلب بوجود مؤشرات على إصابته بجلطة قلبية، إلا أن الكادر الطبي في قسم الطوارئ اعتذر عن تقديم الرعاية الطبية له داخل المستشفى لقصر استقبال الحالات فيه على إصابات كوفيد- 19، وطلب إليه التوجه إلى مستشفى آخر.
خرج محمد الذي يمتلك تأمينًا خاصًا للبحث عن سيارة أجرة توصله إلى مستشفى خاص، وهو لا زال يعاني الألم والتعرق الشديد، حيث أجريت له فور وصوله قسطرة قلبية، لتبين أنه مصابٌ بجلطة قلبية.
نشر محمد تفاصيل الحادثة على حسابه الخاص في موقع فيسبوك وتحدث عنها عبر أثير إحدى الإذاعات، ليعلن مدير مستشفى "الأمير حمزة" عن فتح تحقيق في الحادثة.
يعد المستشفى منشأة مركزية في توفير الخدمات الطبية لمرضى القلب، في بلد تحصد فيه أمراض القلب والأوعية الدموية نحو 40% من إجمالي الوفيات المسجلة سنويًا.
تأثرت خدمات الرعاية الطبية التي يقدمها مستشفى الأمير حمزة، بالتزامن مع تخصيصه كمنشأة طبية مخصصة للتعامل مع إصابات كورونا.
يُظهر تحليل البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الأردنية تراجع حجم العمل في مستشفيات وزارة الصحة في عام 2020، بالاستناد إلى ثلاث مؤشرات وهي الإدخال والعمليات الجراحية وزيارات العيادات الخارجية، إلا أن مستشفى الأمير حمزة كان الأكثر تأثراً بوجه عام.
يعتبر مستشفى الأمير حمزة واحدًا من أكبر المستشفيات الحكومية في الأردن. ومع أن المستشفى يحل ثالثًا بين مستشفيات وزارة الصحة في عدد الأسرة وإجمالي حالات الإدخال السنوية، إلا أنه يمتاز بتقديم خدمات صحية متخصصة ودقيقة لشرائح واسعة من المصابين بالأمراض المزمنة.
تستقبل عيادة أمراض القلب التابعة للمستشفى نحو نصف مراجعي عيادات هذا الاختصاص داخل القطاع الحكومي.
كما يضم المستشفى ثالث أكبر قسم للعناية المركزة لأمراض القلب في المستشفيات الحكومية، حسب ما تشير التقارير الإحصائية السنوية لوزارة الصحة الأردنية.
أنشئ مستشفى "الأمير حمزة" بموجب نظام خاص وله موازنة مستقلة من الدولة.
يقع المستشفى شرق العاصمة عمّان وبه قرابة 450 سريرًا. وكان المستشفى الوحيد، حتى وقت قريب، الذي يجري عمليات جراحة القلب داخل القطاع الحكومي.
تُجري مستشفيات وزارة الصحة عمليات متخصصة في نطاق محدود، كعمليات القلب المفتوح والقسطرة، نُفذ معظمها في مستشفى "الأمير حمزة" خلال السنوات الماضية.
أجريت لاحقًا عمليات قسطرة للقلب في مستشفى حكومي آخر يقع خارج العاصمة، وهو مستشفى الحسين/ السلط، والتي بدأ تنفيذها منتصف عام 2020. كما جرى افتتاح قسم قسطرة القلب في مستشفى البشير الحكومي في العام 2021.
يُجرى الجزء الأكبر من العمليات المتخصصة في الأردن داخل مستشفيات القطاع العسكري أو ما يعرف بالخدمات الطبية الملكية، إلى جانب مستشفيات القطاع الخاص.
أعلنت الحكومة الأردنية في آذار من العام 2020 العمل بقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992 في مختلف أنحاء البلاد، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد- 19 جائحة عالمية.
واعتبر رئيس الوزراء الأردني السابق عمر الرزاز أن العمل بقانون الدفاع يأتي في مواجهة "ظرف استثنائيّ يتطلّب توفير أداة للحكومة ووسيلة إضافيّة لحماية الصحّة العامّة والحفاظ على صحّة المواطنين وسلامتهم".
اعتمدت وزارة الصحة مطلع آذار 2020 عددًا من المستشفيات لفحص حالات الإصابة بفيروس كوفيد- 19 وعزلها، من بينها ثلاثة مستشفيات حكومية واثنين من المستشفيات الجامعية وآخر يتبع القطاع العسكري. وخصص لاحقًا مستشفى "الأمير حمزة" بكامل أسرّته للتعامل مع حالات الإصابة.
تضمن إعلان العمل بأمر الدفاع وقف العمليات والمراجعات الطبيّة باستثناء الحالات الطارئة والعمليّات الطارئة، الأمر الذي استمر نحو سبعين يومًا، في حين بقي مستشفى الأمير حمزة مخصصًا لإصابات كورونا لشهور لاحقة.
كما أطلقت الحكومة الأردنية منصة الكترونية لصرف الأدوية المكررة للمصابين بالأمراض المزمنة من مراجعي المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة الأردنية، والتي تخضع لنظام الحوسبة الآلي، وإيصالها من قبل متطوعين إلى المنازل.
تصدر مستشفى "الأمير حمزة" المشهد في الاستجابة الحكومية لجائحة كوفيد-19، في ظل وجود مركزٍ للكوارث الكيميائية والبيولوجية في مستشفى حكومي يقع خارج العاصمة.
اختير مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" ليشارك خلال عام 2019 في مبادرة "مركز التميز الأوروبي في المجال الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي" للاتحاد الأوروبي، ضمن مشروع يُعرف باسم CBRN-Project 54.
هدف المشروع إلى التدريب على التأهب والاستجابة الطبية تجاه الحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وضمان اتخاذ تدابير الرعاية الصحية في أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف وغيرها، للمساعدة في علاج الأعداد الكبيرة المحتملة لضحايا تلك الحوادث.
عُقدت في مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" دورات دولية في مجال الحرب الكيميائية والبيولوجية ضمن أنشطة المشروع. وقام المستشفى بدوره بتدريب كوادر طبية وعاملين في المطارات على التعامل مع هذا النوع من الكوارث.
كما زُود المستشفى بألبسة خاصة عبر منحة من الاتحاد الأوروبي، استخدمت لاحقًا في مستشفى "الأمير حمزة" في عام 2020، بعد تدريب كوادر طبية في الأخير على التعامل مع فيروس كوفيد -19.
يقع مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" في محافظة الزرقاء قرب العاصمة عمّان ويضم نحو 500 سريرٍ.
يحوي المستشفى أقسامًا تخصصية مختلفة، وبه ثاني أكبر قسم للعناية الحثيثة في المستشفيات الحكومية، وُتقدر مساحة البناء الإجمالية للمستشفى بنحو 55 ألف متر مربع.
استقبلت عيادة أمراض القلب في مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" نحو 10 في المائة فقط من مراجعي عيادات هذا الاختصاص في القطاع الحكومي خلال السنوات الماضية، وهو يعدل نحو خمس ما استقبلته نظيرتها في مستشفى "الأمير حمزة".
كما سَجلت وحدة العناية المركزة للقلب في مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" نصف عدد الحالات التي جرى التعامل معها في الوحدة الشبيهة لها داخل مستشفى "الأمير حمزة" في السنوات الثلاثة الأخيرة، حسب ما يشير تحليل البيانات.
تقدمت معدة التحقيق بطلب إلى وزارة الصحة الأردنية لمعرفة أسباب تخصيص مستشفى "الأمير حمزة" للتعامل مع حالات كورونا، بدلًا من مستشفى "الزرقاء الحكومي الجديد" الذي يضم مركز كوارث كيميائية وبيولوجية، إلا أنه لم يرد جوابًا بهذا الخصوص حتى تاريخ نشر التحقيق.
يعزو الرئيس السابق للجنة الصحة والبيئة في المجلس النيابي الثامن عشر إبراهيم البدور عدم تخصيص مستشفى الزرقاء الحكومي إلى نقص الكوادر الطبية فيه.
يعتبر البدور، وهو طبيب يعمل في تخصص دقيق وعضو في مجلس أمناء مركز حقوق الإنسان في الأردن، أن اختيار مستشفى الأمير حمزة للتعامل مع حالات كورونا لم يكن الحل الأمثل.
يقول. البدور:" لو عاد بنا الزمن إلى الوراء لكان من الأفضل إخراج المصابين إلى المستشفيات الموجودة في الأطراف"، والحفاظ على الخدمات التي توفرها المستشفيات المركزية في العاصمة.
ويرى البدور أن توقيف جلسات البرلمان بداية الجائحة، عطّل دور مجلس النواب في تلك الفترة، وفتح المجال أمام الحكومة لاتخاذ القرارات في ظل غياب الدور الرقابي للمجلس.
أنشأت وزارة الصحة أول مستشفى ميداني في البلاد بعد مرور نحو تسعة أشهر على بدء الجائحة، وهو الوحيد الذي أُنشأ في عام 2020، ويقع داخل العاصمة بجوار مستشفى "الأمير حمزة".
لم يستغرق إنشاء المستشفى سوى ثلاثين يومًا، ليستقبل أولى حالاته نهاية كانون أول/ ديسمبر 2020. كما أقيمت لاحقًا عدة مستشفيات ميدانية في مناطق مختلفة من البلاد.
يتسع المستشفى الذي أطلق عليه اسم "مستشفى عمان الميداني" لنحو أربعمائة سريرًا، خصص 84 منها كأسرة عناية حثيثة، وهو بذلك يقارب في طاقته الاستيعابية مستشفى الأمير حمزة قبل بدء الجائحة؛ إذ كان يضم الأخير 443 سريرًا، خصص سبعة عشر سريرًا لقسم العناية الحثيثة.
يوضح مدير مستشفى "الأمير حمزة" كفاح أبو طربوش، والذي ُعين في منصبه مطلع أيار/ مايو الماضي، أن المستشفى استأنف العمل بعد افتتاح المستشفى الميداني.
وحسب ما أشار المسؤول من المستشفى، بدأ الأمر باستقبال الحالات المبرمجة ضمن مواعيد، في حين جرى استئناف العمل في قسم الطوارئ منذ شهرين فقط.
منوهًا إلى أن العمل في عيادات الاختصاص بدأ في وقت سابق، وأنها تعمل بطاقتها الكاملة منذ نحو شهرين.
يشكل المشتركون في التأمين الصحي الحكومي وأسرهم (المنتفعون) ثلثي حالات الإدخال في مستشفى "الأمير حمزة".
يحول الأشخاص الذين يملكون تأمينًا صحيًا في وزارة الصحة للعلاج في هذا المستشفى على نفقة الوزارة، فالمنشأة مستقلة ماليًا عن الوزارة ولها مخصصات من الموازنة العامة للدولة.
يتمتع نحو 70% من السكان في الأردن بتأمين صحي، نصفهم تقريبًا من المؤمنين صحيًا في مستشفيات وزارة الصحة، فيما تتوزع النسبة الباقية بين فئات التأمين الصحي الأخرى وهي؛ تأمين الخدمات الطبية الملكية (التأمين العسكري) والتأمين الخاص والتأمين في المستشفيات الجامعية وفئات أخرى.
لا توفر مستشفيات وزارة الصحة الخدمات العلاجية لكافة المؤمنين صحيًا، إذ يجري تحويل حالات مرضية لتلقي العلاج في مستشفى الأمير حمزة والمستشفيات العسكرية، بالإضافة إلى مستشفيات في القطاع الخاص ومستشفيات جامعية، وذلك للحالات الطارئة أو الحالات المرضية التي حصلت على موافقة المراكز الصحية الشاملة أو المستشفى الحكومي المسجلة فيه.
يكشف تحليل بيانات التقارير الإحصائية لوزارة الصحة الأردنية عن تراجع في خدمات عيادات أمراض القلب في القطاع الحكومي في عام 2020 بمقدار الثلث مقارنة مع العام السابق.
يبرز مستشفى "الأمير حمزة" المنشأة الطبية الأكثر تأثراً في هذا الجانب بين المستشفيات الحكومية، إذ بلغ حجم التراجع في عدد زيارات عيادة أمراض القلب نحو خمسين في المائة بالتزامن مع تخصيصه لحالات كورونا.
سجلت عيادات أمراض القلب في القطاع الحكومي تناقصًا في عدد زيارات المرضى بما يزيد عن 14 ألف زيارة في تلك الفترة، وكان التراجع في حجم العمل لعيادة مستشفى "الأمير حمزة" مسؤولًا عن ثلثي هذا التناقص.
كما تراجعت نسبة نزلاء قسم جراحة القلب في مستشفى "الأمير حمزة" بنحو 75 في المائة في عام 2020 مقارنة مع العام السابق، إلى جانب انخفاض عدد الحالات التي تلقت العلاج في قسم العناية المركزة لأمراض القلب إلى نحو ثلث مقارنة مع ما سجل في عام 2019.
يوضح اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية حيدر المدني أن تأخر علاج مرضى القلب لأشهر قد يؤدي إلى الوفاة، أو قد يتسبب بمضاعفات تفضي لاحقًا إلى الوفاة، كما هو الحال عند الإصابة بضعف عضلة القلب.
يقول المدني:" لا يكفي توفير العلاجات الدوائية لمرضى القلب، إذ يحتاج هؤلاء المرضى إلى المتابعة الطبية عبر الفحوص السريرية وفحوص الدم."
مشيرًا إلى أن بعض فئات مرضى القلب تتطلب الخضوع لتقييم سريري بشكل شهري لضمان سلامتهم.
تشير دراسة أجرتها شبكة "هيلب ايج" Help Age العالمية إلى أن نحو 56 % من كبار السن في الأردن كانوا يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية أثناء تفشي وباء كوفيد- 19 في عام 2020.
في حين بلغت نسبة من واجهوا صعوبات في الحصول على الأدوية نحو 29% خلال تلك الفترة، وفقًا للتقرير الذي نشر نتائجه المجلس الوطني للأسرة في الأردن.
وحسب الدراسة التي استندت إلى تقييم أجرته الشبكة في شهر أيار / مايو من العام 2020 فإن نصف الأشخاص، وفقًا لحجم العينة، كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشرياني، في حين بلغت نسبة المصابين بأمراض القلب في العينة 16 في المائة.
تبدو هذه النسب ذات أهمية خاصة عند النظر إلى الفئة العمرية الأبرز بين الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين في الأردن، وهي فئة كبار السن الذين لا تقل أعمارهم عن الخامسة والستين، فهم يشكلون نحو ثلثي حالات الوفاة الناتجة عن تلك الأمراض، حسب أحدث نشرة لأسباب الوفيات صادرة عن وزارة الصحة الأردنية، والتي نشرت في عام 2016.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني المسبب للوفاة عند نحو ثلث حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والشرايين.
تشمل وفيات أمراض القلب والشرايين حالات الوفاة التي نتجت عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني و أمراض نقص تروية القلب، و احتشاء عضلة القلب، و فشل القلب، و أمراض السكتة الدماغية وغيرها، حسب وزارة الصحة الأردنية.
لا تتوفر إحصائيات رسمية حول أسباب الوفيات في الأردن لعام 2020، وفقًا لما أفادت به وزارة الصحة الأردنية لدى تقدم معدة التحقيق بطلب للحصول على معلومات بهذا الخصوص.
أسهمت الطريقة التي اعتمدتها الحكومة الأردنية لتحديد عدد ضحايا كورونا من الوفيات في زيادة عدد الحالات التي نسبت إلى الفيروس، بسبب استنادها إلى نتيجة فحص كورونا للمتوفى، بدلًا من البحث في سبب الوفاة، حسب ما أوضح مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة غازي شركس في مقابلة مع تلفزيون محلي.
قامت وزارة الصحة بتعديل البروتوكول المتبع لتحديد الوفاة الناجمة عن كورونا أواخر تشرين أول / أكتوبر من عام 2020، بهدف التمييز بين الوفيات التي نتجت عن الإصابة بالفيروس، أو تلك التي كانت تحمل الفيروس وقت وقوع الوفاة، ومنها ضحايا حوادث السير.
راعى البروتوكول الجديد أن تكون الوفاة المسجلة بسبب كورونا "ناجمة عن مرض يتماشى سريرياً مع حالة محتملة أو مؤكدة لمرض كوفيد -19, على ألا يكون هناك سبب آخر واضح للوفاة لا علاقة لمرض كوفيد -19 به مثل حوادث الطرق، وهنا يجب ألا يكون هناك فترة شفاء كاملة بين المرض والوفاة. "
أجري التعديل بعد تسجيل ما يقرب من ثلث الوفيات الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19 في عام 2020، والتي بلغت 3856 وفاة خلال العام.
لا يمكن تحديد عدد الوفيات التي نتجت عن غياب الخدمات الصحية المتخصصة الموجهة للمصابين بالأمراض المزمنة لشهور عديدة، وأبرزهم مرضى القلب والشرايين، في ظل غياب الإحصاءات الرسمية حول ذلك.
كما ليس من الممكن تتبع كافة الحالات التي تضررت بسبب الإجراءات التي طالت القطاع الصحي الحكومي في مواجهة جائحة غير مسبوقة، إلا أن غياب الخدمات الصحية الموجهة لمرضى القلب في هذا القطاع تكشفت واقعًا أفصحت عنه البيانات.
نُفذ هذا التحقيق ضمن مشروع "لها" صحافة البيانات للمرأة 2021 >Code >Her - أكاديمية "دويتشيه فيليه" الألمانية