من - مذاق نيمانا بشدّة

مذاق ذلك الخبز الحلبيّ الذي كان ينتفخ في الفرن من البخار، إنّه فعلا مذاق تماما مثل طعم سكّان البيت وأطراف الحناء على ثوبِ فتاتهم التي كانت تعرفه مثلما يعرف يومٌ أنّه أصبح يوم عيد أضحى على مشارفِ المقبرة والأولاد الذين يقرأون القرآن على قبورٍ، يقرأون القرآن ويخطئون، واللحن الذي يخرج من لعابهم يشبه مدرستهم الابتدائيّة في ضواحي المدينة التي لم تكن بيوتها قد بنيت وكان يشعر المرء أنّه في مدينة أخرى؛ كطفل لم يكن يحبّ تلك المدرسة البعيدة في تلك الحارةِ، ويشعر بالبكاءِ، وأنّه بدأ يعرف نفسه بطريقة لا شعوريّة، على كلّ الأحوالِ؛ ويحسّ بركاكة عواطفه حين شمّ بتلة الزّهرة التي قبّلتها الفتاة في البدايةِ وقالت له: نلتقي في حارة ذوي الكرومِ، هناك في جانبٍ من خزّان المياه الواقع بالقربِ من الألغام؛ ثمّ قالت له: نلتقي في باص حارةِ الشّيخ ولا نترك البتلة تذهب وتجيء فارغة وهي في الأخيرِ نبتة حائطنا الأشدّ ارتفاعا؛ تماما من الأوراقِ وكرّاسة مدرسيّة وطوابع لها شكل تلك الرحلة التي قامت بها ذاكرة الزّهرة بين خبز الحارةِ وشيخٍ له قرابة بشيخ وعائلة شيخ أتت من ماردين وحلّت في عامودا وزرعت عواميد كهرباء في ضريح جدّها. قبل ذلك مررتِ بيننا وكانت أمّك معكِ. لكي نتزوّج ويزرع لنا أهلنا عمود كهرباء يشعّ زهرة صفراء أو بتلة قرمزيّة وقال: وقعتُ بقرب البتلةِ مثل قطرة ماء. وهذا تعبير حبّ. فهو علم أنّ أعمدة نقل الكهرباء والفتيات، أنّ الدكاكين على جانبي الطّريق غير ثابتة، إنّما تسير في اتّجاهات ولا تبقى في المدينة حيث ولد.