أنّها كولونيا

إنّه يسرقُ قصائده من حامد بدرخان وشوقي أبي شقرا وسليم بركات ويزور القامشلي مدّعيا أنّه هو مبدعها. عماد الحسن شاعر، يطوفُ دروب القرى في الرّبيع حين ترتفع الأشجار والأعشاب وتخفي الدروب والسنابل تفوحُ والزّنابق تتراقص ويأتي إلى عامودا حاملا قصائده المكتوبة بخطّ جميلٍ، إنّه حلقة الوصلِ بين شعراء القامشلي وعامودا. – لا تصدّقه، إنّه يستنسخ قصائد الآخرين ويأتي إلى عامودا، لأنّه يحبّ فتاة في تلك الحواري حيث لا مجارٍ وتفوح الرّائحة الزّنخة من كلّ الأنحاءِ. وتسيل المياه الآسنة. يكذب عماد الحسن ويشبّه تلك الأوساخ بالزّهورِ ويقول عن المياه الآسنة، أنّها كولونيا.

شفاه أمينة شاحبة في الحواري الفقيرة

وفي الصفّ العاشرِ تقع في حبّ مدرّب التربية العسكريّة

أمينة، لا تحبّي حزب البعث!!

أخرجُ من خلف عماد الحسن وأنظرُ بعينيّ ولا تنطفىء عامودا حين لا أكون موجودا فيها. حين أدرس في حلب وأصاب بالتهاب رئويّ من تدخيني في ذلك القبو الضيّق الرطبِ الفقير الرخيص ولا أحبّ حزب البعث. أحبّ أمينة وأشعر بالاختناق في الباص الذي ينقلني إلى جامعة حلب. لم تأتِ أمينة إلى حلب.

شفتا أمينة شاحبتان في القامشلي وشعرها رطبٌ

وحين تلامس أصابعي شعرها بغير قصد منّي،

تقول، أبعد أصابعك من شعري.