مَن تكون فيرالا

من الجلد الناعم القابل للذوبان وبعض أقلام الرّصاص من مصنوعات حلب. الأقلام لكتابة القصائد عن النّساء الكثيرات اللواتي كان سيقع في المستقبل في حبهنّ والجلد أو حقيبة الجلد ليغطّي قصائده بها أثناء المطر. جواب محمّد رفّي ظلّ غامضا وكنتُ متعبا من إمضاء خمس ساعات كاملة في الباص، فتركتُ البحث في جواب محمّد رفّي وتخيّلته يأخذ التمرة الخضراء وحين يصل إلى قريته، تصبح التّمرة ناضجة، فيلتهمها بلذّة ويبدأ بكتابة قصيدة ما على جلد كوخ الدّجاج. لم يقل لي أيضا دارا هوارا، مَن تكون فيرالا وأظنّ أنّه لم يكن يعرفها حين نظرتُ إليها بنظّارتي الشّمسيّة التي اشتريتها في حلب وكانت هذه هي المرّة الأولى التي أضع على عينيّ نظّارة شمسيّة؛ فعلت ذلك في اللّيل في حلب ونظرتُ إلى النّجوم ولم تكن النّجوم نجوما إنّما حنينا يلتوي في أحشاءٍ ونظرتُ إلى الحلبيّين والحلبيّون صاروا قوما في اللّيل وهبّت ريحٌ على أشجارِ حلب الواقعة بالقربِ من محطّة القطارات فوقعت في مكان شعريّ غامض وناءٍ ومتآمر مثل جائزتي التي أكلها شخص ما من الحسكة أو محمّد رفّي. قلت له بعد حصوله على الجائزة حيث كنت في عامودا أثناء تلقّيه لها وأيضا جائزتي التي أكلها وكنت غائبا عن قصيدة حول الأيدي التي تبيع نفسها في سوق الجمعة والفقر ومعاناتي في بيوت الرّطوبة أثناء شتاءات حلب وانقطاع الكهرباء الملازم لتلك الشقق نصف القبويّة وأيضا قصيدة الحبّ التي كتبتها عن حبّي لفيرالا الشّقراء من القامشلي. لم أكن أعلم بداية أنّها من القامشلي حيث لم أختر فيرالا لأقع في غرامها لمدّة شهر أو شهر ونصفٍ ولم يكن محمّد رفّي الذي أكلَ جائزتي عن القصيدة عنها يعرفها أيضا ولم يشر عليّ أو يؤلّبني لأقع في حبّها وأنسى أمينة ورجلٌ لأمينة كانت آنذاك في القامشلي وفمها ودماغها في القامشلي وبعض أوراق ذكرياتها كانت بين بين وتنام.

حين أتيتُ إلى الجامعة، أخبرني محمّد رفي:" لقد حصلنا على الجائزة، أنا الأوّل وأنت الثاني