من قصة حب مجوسية

وهكذا الحياةُ وأمينة أيضا. كان بالنسبةِ لي لأمينة حلاّن ولهما ثالثٌ. أن تبقى من نصيبِ هواءٍ ما، وهذا الهواء يبقى في مدينة عامودا، يهبّ حين تهبّ أغاني الأعراس في الحاراتِ النائيّة. أنْ تبقى على الممرّ الأصفر لمدرسة أبي العلاء المعرّي الثانويّة في مدينة عامودا، أن تبتسم لي تلك الابتسامة الوحيدة في الصفّ العاشر الإعداديّ، في الصّيف. تبقى أمينة بالقربِ من حنفيّة المدرسة، وتنتظر دورها أن تشرب الماء أو تعبّىء ابريقا ما، تبقى شجراتُ المدرسة، شجراتُ الصّنوبر، الكهلة والفتيّة وكلّها كانت فتيّة ولكن من بينها كان هناك أبناء وهناكَ أمّهات. مثل الغنم، شاة وخرفان في أرضِ المدرسة. أن تبقى أمينة بدون حلّ وذلك أن يوجد حلّ لمدرسة أبي العلاء المعرّي وذلك بأن تفتح جدران الحائطِ كلّها وتصبح أوّل مدرسة في سوريّا بدون أسوار وحيطان. ثمّ الحلّ أن أبتعد نهائيّا عن أمينة، أفعل الحلّ الأخير ولكن نفسي لا تفعله. الحلّ الأوربيّ لنفسي التي " تتأورب" شيئا فشيئا، هو أن تتزوّج أمينة من ابن خالتها. حلولٌ ليست بالسهلةِ كما ترون. سمعتُ صوتاً، بأذنيّ سمعته، وكنتُ قد هيّأتُ كياني لسماعهِ ولكن لم أكن أتوقع أن أسمع الصّوت فقط. كنتُ أقولُ بيني وبيني:" أن لا نرى الأشياء أفضل، أن نرى الأشياء ولكن علينا ألاّ نقع في حبّها