الحج ركن من أركان الاسلام

الحجّ

نبذة :

فُرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة، وآية فرضه قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [سورة آل عمران: 97]. نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع وهو رأي أكثر العلماء.

الحج

بسم الله... الحمد لله الّذي جعل الحج من أركان الإسلام، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمد الّذي حجّ قبل وفاته بعام، وعلى آله وصحبه وكلّ من تمسك بنهجه إلى يوم البعث والقيام... أما بعد:

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «الحجّ عرفة» [رواه التّرمذي 889 والنّسائي 3044 وابن ماجه 2459 صححه الألباني].

الحجّ

كنزٌ من كنوز الجنّة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «.. والحجّ المبرور، ليس له جزاء إلا الجنّة» [متفق عليه].

الحج

فرصةُ ربما لا تعود... فسارعوا إليه.. قال -تعالى-: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

الحجّ

أمانٌ من الله، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «ثلاثة في ضمان الله -عزّ و جلّ-:... ورجلٌ خرج حاجًّا» [صححه الألباني 3051 في صحيح الجامع].

الحجّ

طهارةٌ من الذّنوب، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من حجّ هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» [متفق عليه].

الحجّ

يهدم ما كان قبله.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله» [رواه مسلم 121] (أي الذّنوب).

الحجّ

أفضل الجهاد، قالت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لا، لكن أفضل الجهاد حجٌّ مبرور» [البخاري 1520].

أخي الحبيب: للحجّ حكم وفوائد ولعل من أهمها:

أولًا: في الحجّ تتجلى المساواة الحقيقية في أكمل صورها ظاهرًا وباطنًا:

1- أما ظاهرًا فالجميع قد طرحوا لملابس والأزياء والمزخرفة الّتي تختلف باختلاف البلدان والأذواق والأثمان، ولبسوا جميعًا ذلك اللباس البسيط الّذي هو أشبه ما يكون (بأكفان الموتى)، يلبسه الملك والأمير، كما يلبسه المسكين والفقير، وإنّهم ليطوفون بالبيت جميعًا، فلا فرق بين من يملك الملايين وبين من لا يملك الدّنانير.

2- أما باطنًا فلا يتفاضلون بحسبٍ أو نسبٍ أو لونٍ أو جنسٍ، وإنّما يتفاضلون بالتّقوى قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «ألا لافضل لعربي على عجمي.... إلا بالتقوى» [صححه الألباني 2700 في السّلسة الصّحيحة].

ثانيًا: في الحج نرى معنى الوحدة الإسلامية واضحة كالشّمس:

لا شيوعيّة، لا قوميّة، لا وطنيّة، لا بعثيّة، لا ديمقراطيّة، إنّما أمّةٌ واحدةٌ إسلاميّةٌ...

ثالثًا: في الحجّ يجتمع للعبد من القربات ما لا يجتمع في غيره من العبادات الأخرى من: صلاةٍ، وطوافٍ وسعيٍ، وصدقاتٍ، وذكرٍوقراءة قرآنٍ، ووقف بعرفاتَ، ولذلك كان الحجّ من أعظم العبادات.

رابعًا: في الحجّ تعويد للإنسان على مخالفة الأهواء، والتّدريب على ركوب المشقات، بترك الأوطان، ومفارقة الأهل والخلان، طاعة للرّحمن.

وجوب الحجّ:

فرض الله -تعالى- على عباده الحجّ إلى بيته العتيق، في العمر مرةً واحدةً، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة الّتي بُني عليها، ويستحب تكراره كلما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا.

شروط وجوب الحجّ:

1- الإسلام.

2- البلوغ.

3- العقل.

4- الحريّة.

5- الاستطاعة (وهو المال والقدرة على الوصول الآمن).

6- وجود المحرم للمرأة.

أخي الحبيب إذا كنت:

1- مسلمًا، 2- بالغًا، 3- عاقلًا، 4- حرًّا، 5- مستطيعًا... فاعلم:

أنّ الحجّ واجبٌ عليك....

فلماذا لا تحجّ؟؟!! ماذا تنتظر؟؟!!

لماذا تؤجل؟ وتؤجل.. وتؤجل.. إلى متى؟؟!!

ألا تعلم أن الحجّ: فرصةُ ربما لا تعود ألا تعلم أن الموت يأتي بغتةً؟

ماذا ستقول لربّك غدًا؟ ألا علم أنّه لا عذر لك؟

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «من أراد الحجّ فليتعجل» [رواه أبو داود 1732 وابن ماجه 2349 حسنه الألباني].

وختامًا: احرصوا -أيّها الأحبة- على الحجّ المبرور وهو ما كان وفق هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سنّته، وترك المعاصي والمنكرات، قال -تعالى-: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197].

                                                        سائلين المولى -عزّ وجلّ لكم: حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، 

                            وذنبًا مغفورًا.وتقبل الله طاعتكم... وجزاكم الله خيرًا.... والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.