دليل لأساسيات الأمن الرقمي للصحفيين

طالما كانت المؤسسات التي تطلب من الصحفي عبر نموذج خاص 

تقييمًا للمخاطر الجسدية والنفسية التي يمكن أن يتعرض لها خلال إعداد عمله الصحفي    .  

ومع تطور هذا النوع الصحفي وقدرته على خلق التأثير والتغيير من خلال كشف خفايا القصص والانتهاكات، بات الصحفيون عرضة للهجمات الرقمية من أطراف ومتورطين تمّ الكشف عنهم في هذه التحقيقات الاستقصائية سواء كانوا جهات رسمية، أو شبكات دولية، أو جهات مسلحة، أو سياسيين وغيرهم. وعليه صار الأمن الرقمي من صلب أولويات المؤسسات الإعلامية في تقييم المخاطر بالإضافة لتقييم المخاطر الجسدية والنفسية. ولكن هل بالفعل بات الأمن الرقمي ضرورة وهناك خطر حقيقي في حال تجاهله؟

تشير الدراسات إلى تفاقم التهديدات الرقمية بسبب أدوات القرصنة القوية التي تستخدمها الحكومات في جميع أنحاء العالم، وفي بعض الحالات يستعملها المتورطون أو الذين يخدمون مصالح الحكومة حيث أصبح تأمين البيانات والاتصالات على الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر يمثل أولوية للصحفيين في العصر الرقمي. 

ومع ذلك، تفيد دراسات أنّ العديد من الصحفيين لا ينجحون في استخدام بعض الأدوات الأساسية لإبقاء حياتهم ومصادرهم في مأمن من الهجمات الرقمية، حيث أنّ بعض الصحفيين الأكثر تعرضًا للخطر يتجاهلون في كثير من الأحيان شعورهم بعدم الأمان في الأماكن العامة أو في الفضاء الإلكتروني. 

وترتّب الهجمات الرقمية مخاطر على سلامة الصحفيين المهنية والجسدية، لا سيما الذين يعملون في مجال مكافحة الفساد، من بينها: 

المراقبة: تشمل تتبع الموقع الجغرافي، والتجسس على الرسائل النصية والبريد الالكتروني والاتصالات الهاتفية والرقمية. 

هجمات التصيد الاحتيالي: حملات الاستهداف عبر "التصيد"، غالبًا ما تستخدم الروابط التي تحتوي على برمجيات خبيثة يتم إرسالها عبر البريد الالكتروني او على مواقع التواصل الاجتماعي. 

بناءً على ما سبق، تُقدم شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة نصائح رقمية لضمان أمان أعلى خلال العمل على التحقيقات الاستقصائية:

حماية جهازك من البرمجيات الخبيثة وهجمات المخترقين 

تُعتبر المحافظة على سلامة جهازك الخطوة الأولى على درب تحقيق أمانٍ رقميّ أفضل، وذلك أيًا كانت طبيعة عملك. لذا فقبل أن تَشغَل نفسك بمواضيع تعمية البيانات، الرسائل الخاصة، التصفح الخفيّ وما إلى ذلك، عليك أن تحمي جهازك من البرمجيات الخبيثة، التي يمكنها أن تحدّ بشكلٍ كبير من فعّالية التدابير الوقائية التي قد تتخذها. 

وعلى الرغم من أنّ معظم البرمجيات الخبيثة تستهدف الحواسيب العاملة بنظام التشغيل ويندوز، فإنّ مُستخدمي ماك، لينكس، أندرويد، وiOS يتعرضون للمخاطر ويجب عليهم مراجعة الممارسات المُقدّمة هنا. 

يمكنك تثبيت أداة ذات سمعة جيدة ومجانية كمضاد للبرمجيات الخبيثة، مثل Malwarebytes (ويندوز، ماك، أندرويد)، أڤيرا (ويندوز، ماك، أندرويد)، AVG (ويندوز، ماك، أندرويد). إنتبه إلى أن معظم المُنتجات التي تُروّج لنفسها كَمضادات للبرمجيات الخبيثة على متجر iOS هي في واقع الأمر أدوات أمان مختلفة، مثل تطبيقات الشبكات الافتراضية VPN، مدراء كلمات المرور، برامج مضادة للسرقة وغيرها. 


باتت كلمات المرور جزءًا أساسيًا من العديد من التطبيقات والخدمات، فهي ما يضمن لنا عدم قيام شخص آخر بنشاطات لا ينبغي لأحد سوانا القيام بها، كالولوج للحاسوب، إرسال بريد إلكتروني، أو تعمية بيانات حسّاسة. غالبًا ما تكون كلمات/عبارات المرور هذه الحاجز الوحيد الذي يحول بين معلوماتنا وبين أولئك الذين يرغبون بقراءتها، نسخها، التعديل عليها، أو حتى تدميرها من دون إذن منّا.  

يجب أن تكون كلمة المرور عسيرة على التخمين من قبل برامج الحاسوب، هذا يحصل: 

في هذا السياق، يمكنك اختيار كلمة سر قوية وتخزينها في مدير آمن لكلمات المرور مثل KeyPass كي باس اكس أو كي باس إكس سي مما يريحك من عناء حفظها غيبًا. إن برامج إدارة كلمات المرور مصمّمة خصيصًا لهذا الغرض.

يعمل كي باس KeePass على لائحة طويلة بأنظمة التشغيل من ضمنها Windows, Mac OS وغيرها، وأيضًا على عدد من أنظمة تشغيل الهواتف الذكية منها Android وiPhone. 

على الرغم من أنّ آلية التواصل تختلف باختلاف الطريقة المتبعة أو البرنامج المُستخدم، فلا يزال بإمكاننا ذكر بعض الأفكار التي ستساعدك على فهم كيف يُمكن الحفاظ على اتصالاتك عندما تكون معرضة للخطر، وما يمكن القيام به لمنع أو تقليل هذه المخاطر. بإمكانك أيضًا العثور على المزيد من المعلومات المتعلقة بكل أداة في مفاتيح GPG لويندوز وماك

يُمكن مراقبة نشاطك على الإنترنت بما في ذلك اتصالاتك، على طول هذه المسارات أو حتى اعتراضها: 

على حاسوبك أو هاتفك الذكي، إن كان يحتوي على برمجيات خبيثة أو كان شخصٌ ما يتلصص عليك. 

على موجّه الواي فاي إن كان مصابًا ببرمجيات خبيثة، أو استطاع أحدهم امتلاك وصول إليه. 

من خلال مزوّد خدمة الإنترنت الخاص بك، إن كان بمبادرة منه أو بالنيابة عن جهات تنفيذ القانون والجهات الجنائية الأخرى. 

من خلال التجسس على حركة الإنترنت باستخدام الكابلات المادية والمقاسم الرئيسية للإنترنت. 

من قِبل مزود خدمة الإنترنت أو خدمة شبكات الهاتف المحمول للأشخاص الذين تتواصل معهم. 

من الخادم الذي يُخزّن أو يوجه اتصالاتك. 

من طرف موجّه الواي فاي للمتلقي إن كان مصابًا ببرمجيات خبيثة أو استطاع أحدهم امتلاك وصولٍ إليه. 

على الحاسوب أو الهاتف الذكي للأشخاص الذين تتواصل معهم. 

لذلك ينصح باستخدام تطبيق Signal

 المجاني والمشفر من طرف إلى طرف. يوفر التطبيق ميزة المكالمات الصوتية الآمنة والرسائل بين الصحفيين بشكل مجاني كما أنه يدعم مكالمات الصوت والفيديو، إضافة لميزة الحذف التلقائي للرسائل المرسلة ولكن عليك التأكد من تفعيل هذه الميزة من إعدادات الخصوصية. يتضمن التطبيق أيضاً آليات تمكن المستخدمين من التحقق من هوية المرسل بشكل مستقل والتحقق من نزاهة قناة الاتصال. 

ومن الضروري أن يبحث الصحفي عن أدوات تواصل آمنة تتوافق مع النهج الذي تتبعه عادة، أو أن يضع خطة محددة لتغيير كيفية استخدام وسائل التواصل حيث يحتاج إلى أدوات مختلفة. وقد تتضمن الخيارات الأخرى ما يلي: Wire وواتساب للمراسلة والمكالمات؛ Briar, XMPP مع OTR، 

وRicochet للمراسلة؛ meet.jit.si أو أي استضافات أخرى لخدمة جيتسي للمكالمات الصوتية والمرئية متعددة الأطراف. 


Breakout Rooms

 تقدم هذه الغرف المنفصلة إمكانية تقسيم الاجتماع في مايكروسوفت تيمز إلى مجموعة من الاجتماعات الصغيرة، وهي أشبه بامتلاك مجموعة من الغرف الصغيرة ضمن مساحة عمل كبيرة للفريق.

يساعد مايكروسوفت تيمز في إدارة الملفات، حيث بإمكان كل فريق الحصول على مساحة تخزينية خاصة بهم، إذ يستطيع أعضاء الفريق إضافة مختلف الملفات وتحريرها بشكل تشاركي وفي الوقت نفسه.

بعض الأدوات التي يمكن للصحفيين الاستقصائيين استخدامها 

سلاك (Slack)

 يعدّ من أفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي وأكثرها استخدامًا اليوم في جميع أنحاء العالم، إذ تستخدم العديد من الشركات الكبيرة هذا التطبيق المجاني للحصول على التواصل الفعّال والفوري بين الفريق حيث يمكن إنشاء المجموعات للتواصل، أو يمكن التواصل الفردي والمباشر مع الموظّف كما بات هذا البرنامج يستخدم بشكل كبير من قبل الصحفيين الاستقصائيين لإنجاز المهام وترتيب العمل.

زووم (zoom)

 يعدّ برنامج زووم من أفضل التطبيقات لمكالمات الفيديو، وهو مجاني أيضاً، إذ إن الدردشة قد لا تفي بالغرض في بعض الأحيان، لذلك ظهرت الضرورة لاتصالات الفيديو، إذ قُدّرت زيادة عدد المستخدمين لهذا التطبيق إلى 300 مليون مستخدم يوميًا.

جيت هوب (GitHub)

 يعدّ من أفضل برامج تطوير البرمجيات عن بعد، إذ يمكن للمصممين والمبرمجين والمطورين استخدام هذا البرنامج والعمل بشكل جماعي عن بعد، ويُصدر إنتاجات رقمية عالية الجودة.

تريللو (Trello)

يقوم  برنامج تريللو المجاني بعرض جميع المهام المطلوب إنجازها، وبيان في أيّ مرحلة هي من مراحلها، ويتميز بسهولة وبساطة الاستخدام.

 

جوجل درايف (Google Drive)

 يعدّ أفضل تطبيق لتنظيم الملفات، إذ إن إدارة وتنظيم الملفات الرقمية يعتبر أمرًا ضروريًا لأي عمل، إذ يمكن لأي شخص في الفريق الوصول إلى الملفات عن بعد وفي أيّ وقت وهو مجاني وسهل وسريع الاستخدام من قبل الجميع كذلك يمكن مشاركة رابط المشروع أو فكرة التحقيق التي يتم إنجازها بين أعضاء الفريق.

وينصح ببعض الأدوات التي يمكن للصحفيين الاستقصائيين استخدامها  للعمل عن بُعد ضمن فريق منها:

(Enpass)

 أداة لمشاركة كلمة المرور، يتم تحديثها على الفور في الوقت الفعلي مع إنشاء كلمات مرور جديدة للفريق. يمكن للعديد من الأشخاص تسجيل الدخول بأمان إلى أي حساب فريق من أي مكان في العالم، من دون الحاجة إلى تمرير مستندات كلمة المرور بشكل عشوائي.

الوقت والتاريخ (Timeanddate)

 لفرز الاختلافات في المنطقة الزمنية ومعرفة أفضل مواقيت الاجتماعات للجميع والتي لن تتضمن مواعيد غير مناسبة.

(Calendly)

 لجدولة مواعيد الاجتماعات التي لن تسبب أي أخطاء في حسابات المنطقة الزمنية.

(G Suite)

 يتألف G Suite من أدوات عمل تعاونية مختلفة مثل جداول بيانات جوجل والمستندات والعروض التقديمية، لتسهيل عمل عدة أشخاص على نفس الملف في الوقت الفعلي.

ماسحة البيانات (Datawrapper)

هي أداة لعرض البيانات. حيث يمكنك إنشاء جميع أنواع المخططات والمنحنيات التوضيحية وكذلك الخرائط التي يعمل عليها فريق التحقيق الاستقصائي. تتميز هذه الأداة بكونها أداة تفاعلية وتظهر بشكل مناسب ومعبر عبر الإنترنت، حيث تتيح اختيار الخطوط والألوان التي تتوافق مع تصميم موقع الويب الخاص بك. كذلك يمكنها التعامل مع حجم كبير من البيانات.

 جوجل سنوز

 تتيح لك هذه الميزة إمكانية تأجيل قراءة رسائل معينة إلى وقت آخر تحدده، وسيقوم جيميل بتذكيرك في الموعد الذي حددته بإظهار الرسالة مجددًا في أعلى صندوق الوارد.

 

وعند استخدام هذه الميزة؛ يُنشئ جيميل مجلدًا جديدًا في قائمة الشريط الجانبي يحمل اسم (المؤجَّلة) Snoozed، يقوم بتخزين رسائل البريد الإلكتروني المؤجلة تلقائيًا، ويمكنك البحث فيه للعثور على أي رسالة مؤجلة تحتاج إلى الرد عليها قبل الوقت الذي حددته. كذلك يمكن لهذه الميزة أن تذكرك بأن ترسل لمن لم يجِبك في الوقت المحدد وتذكره بذلك. ويسمح لك هذا الأمر بتصفية ذهنك فلا تحتاج إلى إضافة شيء آخر إلى المفكرة الخاصة بك.

ورغم مساهمة التكنولوجيا في إيجاد الحلول والبدائل، لتحسين الإنتاجية وتسهيل العمل عن بعد مهما كانت الظروف، إلا أن هناك مجموعة خطوات يمكن استخدامها من قبل الصحفيين الاستقصائيين للتواصل الفعال عن بعد منها:

ويحقق التواصل الفعال بين للصحفيين الاستقصائيين في حال حصوله: