طلبت ملهمتي… في الساعات الأولى من ليلة العيد
أن أقرأ لها الشعر..!
ما كنت أدري أنها تنتقم من صمتي
لم نكن وحدنا في الغرفة..
وشعرت أن العصفورة والبدر، يراقباننا
هدأتُ
سجنتُ نفسي في قفص وهمي
أجبراني أن أحكم على قلبي
بوقف الخفقان..!
جلست مهذباً… كتلميذ في العاشرة
أخبرت ملهمتي عن ماضي
العاطفي الأسود
لم أستطع أن أكذب..
شعرت وكأني أقف أمام القاضي..
شعرت أن الأصفاد بيدي
والدموع تجمدت بعيني..
خفت أن تعلم أنها ملهمتي..!
وأن تعلم أن عيني تقبلان وجهها
بكل نظرة خاطفة..
قرأت لها الشعر..
وما كنت أدري ما أقرأ
كنت أحتاج لقلم وورقة، لأفرغ مافي صدري
ولأصف انتقامها اللطيف
كنت خائفاً أن يخونني قلبي
يضعف
ويبوح بما أشعر…
كنت خائفاً من حواسي
ويدي..
أوحت لي بأنها تعرف
وقرأت
اقتبست نوطه أحاسيسي
وأرادت العزف على نوطه جريئة
عزفت على أوتار أعصابي..!
عيناها الواسعتان الحنونتان
كانتا مبتسمتين..
وأرسلتا قصيدتين..!
شفتاها لم تكونا باسمتين
بل كانتا صبورتين…
وكأنها تطلب مني بهاتين القصيدتين
أن أرفع يدي.. لأبسم تلك الشفتين
وأسدل الحرير على وجهها
لأخفي الوردتين اللتين أطلقتا
العطر..
والرحيق..!
كأنها تود أن تريني شيئاً عجيباً
أو لأتورط بقبلة
والحمد لله.. لأني كنت من الصابرين
إن انتقام نور ألطف من الياسمين.