فلاسفة نرد…
اتخذوا قارعة الطرق ملجأ لهم
جلسوا ليترقبوا العابرين…
ليحللوا الشخصيات..
وليحكموا عليهم بالفشل
أو النجاح..!
ونسوا أن من عبر أمامهم
كان مصيره الفشل، إن لم يقرأ التعويذتين..!
أشك بأنهم سحرة
أو حاسدون
وما أذكر أن أحداً حاسبهم
حللوا..
حكموا علي بالفشل!
وما أدري من أعطاهم يوماً
تصريحاً بالفلسفة.؟!
فلاسفة نرد..
متعلمون ومعلمون..
ولكنهم يدّعون بأنهم مثقفون..!
ويدّعون بأنني جالس في سرداب مظلم
تفاجؤوا حين رأوني أعبر أمامهم
كالنور…!
سمعت طقطقة النرد حين فلت من أيديهم ولامس الأرض
كانوا مذهولين..
استدرت، واقتربت منهم
لم أتوقع بأنهم ضعفاء
أمسكت بالنرد..
وقلت لهم: دعوكم من هذا..!
جربت كثيراً أن ألعب بالنرد
ولكنه لم يكن مصدراً للثقافة
كما ادعيتم
إني أتيت من سرداب مظلم
أتيتكم فارساً… لأقتلع الأشواك التي نبتت على ألسنتكم
أتحداكم أن تتنبؤوا
بما تنبأت..
وأن تكتبوا مثلما كتبت..!
تجرؤوا وسألوني، كيف بدأت..؟
ومن وقف بجانبك..؟
ومن دربك لتكون فارساً..؟
قلت: قضيتي بسيطة جداً
بدأت حين أحببت..
وعائلتي وقفت بجانبي
دربني شاعر… امتاز بالصدق
والمساواة..
تحية وفاء تتكلل برحيق الياسمين..
تحية لــ تقدير جهود الشاعر الذي رافقني في كتاباتي منذ أعوام
و وضع على بعضها لمسات حنونة، لمسات عاشقين..
وكل لمسة أو همسة عشق كانت تساوي درساً..!
وأفتخر بك يا أستاذي..!
فهل عرفتموه ..؟ كنت آمل أن أذكر اسمه
ولكني عاهدته بألا أذكره..
أوحى لي يوماً
بأن الدرب لن ينتهي..
والباب المغلق سيفتح يوماً ما
سأظل أخترع… لأن الكلمات التي تملأ الورقة اختراع
ربما الاختراع ينجيني..!