6478ekE5Dw72 - Read and download أحمد الواصل's book الفنون الماهجرة: في استعادة المعمورة الثقافية وموسيقاها in PDF, EPub, Mobi, Kindle online. Free book الفنون الماهجرة: في استعادة المعمورة الثقافية وموسيقاها by أحمد الواصل.
الفنون الماهجرة: في استعادة المعمورة الثقافية وموسيقاها
by أحمد الواصل
Synopsis: في هجرة الفنون ومآلاتهاالهجرة أصل في الحياة، والموطن حنين في الأسطورة.يدور الإنسان على الأرض، وهي تدور عليه، يولد ويهاجر، ولا يقيم إلا حين يموت. إن للهجرة أسبابًا اقتصادية، وإن سبَّبتها الحروب والمجاعات والأوبئة، فهي قرار جماعي يسعى إلى أسباب الحياة، أو بلغة أخرى رحيل التباين والانتشار. ويرتحل، مع الجماعات البشرية، تراثها الثقافي المادي والمعنوي، الذي يتعرض إلى اختبارات الرحيل أي مرحلة الانتقال، ومنها مضيُّه بالهجرة ثم التوطن. على أن الهجرات الأولى، لا تترك ذكرًا لها في مهبطها الأول، كما انتهت إليه اختبارات السلالات البشرية، فبضع القارات مهبط، وسواها مبنى الحضارات. فإنه تتعرّض تلك الهجرات إلى اختبارات عدة بحسب ما يلفتنا من أسبابها ونتائجها في مدوّنات «علم الأنساب العربية»، مصطلح «القبيلة» يتسع لـ«جماعة بشرية»، عند رمزها هشام الكلبي الذي ترك ملاحظة جديرة بالتأمل:«لما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضًا على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى القوي، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم محالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم..» (الكلبي، 2010، ص: 52).إذن، فإن الإشارة إلى نتائج الهجرة قمين بمعرفة أسبابها، ففيها حالة من الفقدان والمرارة، إلى المكان والمعيشة، والجذور والأصول، ومن التوتر والاضطراب، إلى رموز معطلة، وأدوات ناقصة.وما يمكن أن نلحظه في حالة الهجرات العربية – العربية، أن «الأرض المحيطة بشبه جزيرة العرب تشكِّل امتدادًا طبيعيًّا لها، وأن سكانها حين ينتقلون من مكان لآخر داخل وطنهم إنما يرحلون إلى أرض وقوم يحملون السمات نفسها، ويتكلمون اللغة ذاتها» (الكعبي، 2009، ص: 63)، أي أن الناظم لهذه الجماعات المتَّحد الثقافي في العرق (السلالة الواحدة)، وإن تنوع المتحد الاجتماعي في الجماعة (القبيلة أو الطائفة)، فإن حلول جماعات أو أحلاف محلّ بني عمومتها، هو ما حدث مع الممالك العربية منذ ظهور العرب في الألف الثاني قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي (نموذجها مملكة الحيرة محل مملكة الحضر، ومملكة الأنباط محل مملكة قيدار)، وعقبها توالي صعود الخلافات والإمارات العربية حتى القرن العشرين الميلادي (الهجرات القسرية: جلاء الهلالية إلى شمال إفريقيا وعودة الأندلسية إلى شرق المتوسط وجلاء أهالي نجد إلى العراق).فإذا كانت «الأزمة تؤدي إلى الهجرة أو تكون نتيجة لها» (غرينبرغ، 2008، ص: 40-41)، فإن حالة الشتات والفوضى تتحوَّل إلى انتظام واستقرار؛ إذ إن «الجموع البشرية التاركة أوطانها على مر الحقب التاريخية (لأسباب سياسية ودينية واقتصادية)، اتبعت اتجاهات ومناطق محددة، عرفت بحسن ضيافتها أو كانت أرضًا مثلت الحلم والطموح» (غرينبرغ، 2008، ص: 44)، فإن دور التراث الثقافي المادي والمعنوي إعادة الاتزان وبناء الهوية، وتكريس التضامن وإرضاء الرغبات، إن مطالعة أجناسه وموضوعاته؛ مثل: الفنون القولية والأدائية والحركية (الأغاني والرقصات)، وقصص الحب (حكايات العشاق)، والبطولة (السيرة الشعبية)، والمعجزة (المغازي)، لهي تكشف عن محاولات إرضاء رغبات مختلفة بموازاة حالات تأزم مختلفة أيضًا. وأينما ينتقل الإنسان ينقل هذا «التراث الثقافي»، ويمكن التمثيل لا الحصر، على نماذج من الفنون الأدائية وظيفتها التسلية أو التطهير، وأخرى وظيفتها تعزيز الهوية أو التضامن.