العلوم الاجتماعية والتنمية المستدامة
التحديات والآفاق
الإشكــاليــة:
تلعب العلوم الاجتماعية دورا مهما في التنمية الإنسانية و الاقتصادية لأي مجتمع و ذلك من خلال نشر المعرفة المتعلقة بسلوكيات الفرد و الجماعات و طرح القضايا والمسائل التي تهتم بعلاقة الفرد ببيئته كقضايا التغير المناخي والاحتباس الحراري و التلوث البيئي و كذلك تحديد لدوره في المحافظة على محيطه المباشر من خلال إيجاد الحلول النظرية و العملية لها و وضع و اقتراح أسس عملية و تطبيقية من خلال تعزيز أهمية التفاعل بين مختلف السياسات التنموية والعلوم المختلفة خدمة لتحقيق التقدم والاستقرار على مستوى التنمية الشاملة و المستدامة للمجتمعات و تمكين المجتمع من الاستقرار و الأمن من حيث استخدامه و توظيفه الراشد للموارد البشرية و الطبيعية التي تتخذ من التوازن البيئي محورا أساسيا لتحسين المستوى المعيشي و تطلعاته المستقبلية وفقا لقواعد تنظيم و عقلنة استغلال الموارد البيئية و الطبيعية والعمل على تنميتها ، كل هذا من جهة.
ومن جهة أخرى يعتبر مفهوم للتنمية المستدامة، مفهوما واسعا يستوجب الوقوف على متخلف مكوناته وأبعاده، منها أبعاد اجتماعية وأخرى بيئية واقتصادية، كونها إطارا مفاهيمي يتميز بالحركية والتفاعلية والاستمرارية من جيل لأخر، أخذا على عاتقه مهمة تحقيق الموائمة والموازنة بين مكوناته الثلاث: المجتمع، الموارد البيئية والتنمية الاقتصادية.
وعند إدراك دول العالم للحاجة الماسة لتحقيق تنمية شاملة و مستدامة للأجيال القادمة بادرت إلى إتباع و اعتماد جملة من السياسات و البرامج التي تهدف إلى القضاء و الحد من التهديد الشامل الذي يمس كل سكان العالم على غرار التلوث البيئي وشح الموارد طبيعية و نقص الغذاء و انتشار الجوع و الفقر و انعدام الخدمة الصحية و كذا نقص فرص التعليم خاصة في الدول النامية، آخذت بعين الاعتبار الإنسان كمحور أساسي لتلك الاستراتجيات و هذا ما يلقي بعبئه على المؤسسة الأكاديمية كحاضنة لكل التوجهات النظرية و العلمية التي تستوجب الدراسة و البحث لإيجاد الحلول المناسبة على المدى القريب و البعيد .