جميع مقالاتي السابقة 

تفضل بزيارتها من هنا 

@@@@@@

ستقضي معي عشرين دقيقة فاعتبرها ساعة تفكر 

ولعلها تمنحك جائزة روحية 

الإيمان أمان وراحة

رتويت لمتابعيك في تويتر 


المؤمنون الموقنون هم أسعد الناس وإن نشروا بالمناشير 


المقدمة

ثلاث حالات كل حالة مستقلة:

محمد/ وصلته معلومة تقول: احترس من ترك الغاز في السيارة أثناء حرارة الجو فأنه ينفجر.

صالح/ شاهد بعينه غازا منفجرا في سيارة تركها صاحبها أثناء حرارة الجو.

خالد/ سمع الحادثة من شخص شاهد بعينه غازا منفجرا في سيارة تركها صاحبها أثناء حرارة الجو.

------

الثلاثة وصلوا إلى مدينة حارة في الصيف قبيل الظهر وقد أجهدهم السفر وينوون النوم في فندق

ويجمعون الظهر مع العصر ...

عندما بدأ النوم يغالبهم وأصبح ترك الفراش صعبا تذكر كل منهم أن في سيارته غازا وهي واقفة في الشمس

رتب لي الثلاثة حسب الأكثر حماسا للنزول للسيارة وترك النوم لإخراج الغاز:


جميع الإجابات التي وصلتني جعلت الترتيب كالتالي: 

الأكثر حماسا للنزول صالح 

يليه خالد

يليه محمد


لو طرحت سؤالا ثانيا 

ماذا تتوقع أن تكون إجابات الثلاثة عن سؤال

ما رأيكم بترك الغاز في السيارة أثناء حرارة الجو؟


يبدو أن الإجابة ستكون من الجميع: 

خطر جدا وقد ينفجر


بعد المقدمة السابقة لعلي أستطيع أن أقول إن عن الثلاثة السابقين إنهم جميعا سلموا بأن ترك الغاز في السيارة أثناء حرارة الجو خطر جدا وقد ينفجر 

وهذه الحالة هي المفسرة لمعنى الإسلام كما ورد عن ابن تيمية رحمه الله (الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك

هذه المرحلة من كافية لأن يكون الإنسان مسلما يدخل بها الجنة 


لكنك تلاحظ اختلاف الثلاثة في حماسهم للنزول وترك النوم بعد مغالبته حسب قوة إيمانهم بالمعلومة 

صالح / لأنه شاهد نموذجا حيا لانفجار غاز

خالد / لأنه سمع من ثقة عنده شاهد نموذجا حيا لانفجار غاز

محمد / لأن لديه معلومة فقط دون دوافع أخرى ممكن أن تحقق الحماس 




اسئلتي القادمة كل إجاباتها هي الخيار الثاني إذا وافقتني على ذلك فاستكمل مقالتي لأهديك بعدها الراحة والأمان والطمأنينة مؤملا بعده منك الدعاء لي ولوالدي.

 

اضطر مريضان أن يجريا عملية في القلب هذه العملية خطيرة جدا الخيار بين طبيبين الأول اسمه علي وهو طبيب مستواه عادي وغير معروف والآخر اسمه صالح أجرى مثلها عشرات العمليات ونجحت.

توجه كل مريض منهما إلى طبيب. 

أيهما أكثر أمانا من سيجري العملية عند الطبيب علي أم عند الطبيب صالح؟

الخيارات: 

1 - علي.

2 - صالح.


رجل عنده ابنتين توأم تزوجتا سويا سكنت واحدة واسمها نورة في شقة ضمن عمارة فيها خليط من عدة جنسيات والثانية اسمها فاطمة سكنت في شقة مقابل مركز شرطة. 

أيهما أكثر أمانا؟

1 - نورة.

2 -فاطمة.


السر في ثقتي أن جميع من يقرأ اسئلتي سيكون اختياره للخيار الثاني معرفة المريض بقدرات الطبيب صالح هي التي جعلته أكثر أمانا....ولأن الشرطة هم المسؤولون عن أمن البلد تجعل من يسكن مقابلهم أكثر أمانا ممن يسكن في عمارة بالصفة أعلاه.


هل تصدق أن رجلا يترك زوجته وابنها الرضيع في صحراء قاحلة وهو يشعر أنه المكان الأكثر أمانا؟


نعم نعم بل إن مستوى الثقة عنده أكثر من مريض الطبيب صالح ومن مسكن بجوار الشرطة. 


أعرف رجلا وضع زوجته وابنها الرضيع في واد بين جبلين بعيدا عن المدن وعن طرق المسافرين وهو متأكد أن اختياره هو الاختيار الصحيح والسبب نفس السبب الذي جعلنا نختار الخيار الثاني في الأسئلة أعلاه ذلك لأنه الأكثر أمانا......لأن الله تعالى أمره بذلك. 


إنه نبي الله إبراهيم عليه السلام وتتقبل زوجته هاجر ذلك بكل ارتياح وطمأنينة وأمان بعد أن علمت أنه اختيار الله تعالى. 


تخيل معي: 

امرأة معها طفل رضيع يتركها زوجها في موقع بين جبال مكة تلك الأرض التي لا تقترب منها القوافل فلا ماء فيها ولا شجر. 


إنه الإيمان اليقيني.


لو كان عندنا هذا المستوى من الإيمان اليقيني....

كيف ستكون حياتنا؟

كيف سننظر إلى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا؟

ما موقفنا من المصائب والأمراض؟

ماهي نظرتنا للغنى والفقر؟

بل حتى نظرتنا للحياة ستكون مختلفة ( مَا لي وَللدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) قال ذلك رجل أمتنا الأول في القرب من الله والإيمان به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. 


هل سيكون للأفكار العقدية والأفكار المسمومة مجال لأن تلعب بعقولنا؟ ... حتما لا.



كيف نستطيع أن نعزز الإيمان في قلوبنا؟

لن أطرح إجابتي على شكل نقاط وإنما ستجدها عائمة بين عدة اسطر يتخللها دلائل وقصص.


وقبل أن تغوص في إجاباتي تعرف على أن من دخل في هذا الدين مذعنا فقد أسلم وأصبح من المسلمين إنه أذعن أن لا معبود بحق سوى الله وأن محمدا رسول الله ثم يمارس كل الأوامر الواجبة ويترك كل المنهيات المحرمة هذا الرجل بهذا الإنقياد قد حقق سبل الوصول إلى الجنة واجتنب السبل الموصلة للنار يعفو الله عنه ما يعلم أنه فوق طاقته ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ لكن الوصول إلى الإيمان سيكون بدرجات مختلفة وكلما كان الإنسان في درجة أعلى كلما ارتفع عنده اليقين والثقة بالله ولذلك كان الأنبياء الأكثر إيمانا وهم الأكثر معرفة بالله وقدرته وهم من شاهد معجزاته التي تعطيهم القوة والثقة أمام أعدائهم فإبراهيم الذي شاهد الطيور التي قطعها ووزعها على الجبال تلتلقي كل قطعة بأخرى ثم تأتيه ترفرف بأجنحتها بعد أن طلب ذلك من ربه ليحصل على مزيد طمأنينة لقلبه بعدها لم يخف وقومه يضرمون له النيران وهو مربوط في المنجنيق فالنار والمنجنيق والعدو تحت إرادة الله وقدرته.

 

ونبي الله موسى الذي يرى عصاه تتحول إلى ثعبان ويده تخرج بيضاء من جيبه يعود إلى فرعون وقد هرب من بطشه ويعلم أنه يبحث عنه ليقتله لم يخف...ففرعون وجنده تحت إرادة الله وقدرته. 


ونبينا محمد الذي صلى في بيت المقدس وعرج به إلى السماء لم يخف لأنه يعلم أنه لن يموت حتى يستكمل رسالة الله للخلق بدين يدوم منصورا إلى قيام الساعة.  


وحينما ينزل الله على أحد من خلقه آية من آياته الحسية فإنه محاسب بحساب أشد ممن أسلم طوعا وإذعانا وبدون آية حسية ولذا فإن الله سبحانه قد توعد بني إسرائيل الذين طلبوا آية من الله مائدة تنزل من السماء أنه بعد تحققها سيكون عذاب المكذب أشد ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ.


إذا فالإيمان أعلى درجة من الإذعان ليصل مرحلة التصديق الجازم وهذا التصديق يأتي نتيجة المعرفة والعمل الصالح والدعاء والتفكر في آيات الله والهبة من الله تعالى.


وحينما يرتقي الإيمان إلى درجة الإيمان اليقيني فإن الثقة بالله تزداد بقدر ذلك الصعود في سلم اليقين.


كان أبو بكر على ثقة بنصر الله وحفظه وهو مصاحب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة رغم علمه أن الجوائز قد رصدت لمن يقتلهم ولما اشتدت الأزمة وكفار قريش على فم الغار ظهرت ثقة محمد صلى الله عليه وسلم بربه بشكل أكبر وهو يقول لا تحزن إن الله معنا. 


كنت اسمع من أمي الأمية رحمها الله رحمة واسعة عبارة جميلة تقول: (من عرف الله هانت مصيبته) تقولها باللهجة العامية. 


نحن بحاجة أن نعرف الله حق المعرفة فإن تحققت تحطمت أمامها كل الفتن وذابت كل المغريات وتهاوت كل المصائب.


أعرف رجالا هددهم طاغية بأسلوب قتل فضيع إن لم يستجيبوا لعقيدته الفاسدة وذلك بقطع الأيدي والأرجل وربطهم على جذوع النخل حتى يموتوا. 


لم يطلبوا منه الصفح أو تخفيف العذاب بل صفعوه بأن عذابه يحقق رغبتهم في تعجيل إنهاء الحياة الدنيا ليلتقوا بمحبوبهم رب العالمين ثم توجهوا لله أن يغفر لهم وأن يرزقهم الصبر على تحمل عذاب الطاغية الذي سيكون وسيلتهم للحياة الباقية. 


إنهم سحرة فرعون الذين أسلموا حديثا بإيمان عظيم حيث شاهدوا آيات الله التي يراها غيرهم سحرا لكنهم يعرفون السحر جيدا. 


نحن لم يكن لنا يوم فاصل كأيام السحرة فلاحظنا الفرق بين حالنا في الكفر وحالنا في الإسلام وهذه الجزئية من أسباب ضعف الإيمان لدينا من أجل ذلك نحن بحاجة أن نتخيل ذلك اليوم الفاصل. 


نبدأ وكأننا للتو نشاهد البشر مابين ملحد لا يؤمن بإله ومتعبد لمعبود 

نتسائل أولا عن حقيقة الكون وهل للكون موجد أم لا؟ 

وما الخيارات المطروحة؟

هل وجد الكون من غير خالق؟

هل أوجد الكون نفسه بنفسه؟

هل هناك خالق؟ 

لاتشعر بالذنب فهذه الأسئلة ذكرها الله في كتابه: 

﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون 


ولكي نختار الخيار الصحيح ننظر في تناغم تلك المخلوقات وتكاملها وتشابهها في عناصر وتباينها في عناصر وحياتها ومعرفتها الفطرية لتجزم أنها لم تكن من غير خالق ولم توجد نفسها ... خذ أمثلة من التأملات:





أليس ما سبق ومالم نذكره من التناغم والعظمة لايمكن أن يكون صدفة أو أنه أوجد نفسه؟


فلا يستطيع ذو عقل إلا أن يقول هناك خالق فإذا استقر ذلك في النفس فسيكون مهيئا لقبول أي خبر عن ذلك الخالق إذا صاحبته دلائل على مصداقية الخبر.


لحكمة أرادها الخالق أن يكون ناقل الخبر للبشر بشر ولأن الكذب ممكن فإن البحث عن الأدلة تجعل المصدق لذلك البشر مطمئنا.


نحن في زمن ناقل خبر الله لنا هو محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم لم نشاهده ونرى في وجهه دلائل الصدق ولم نسمع الحصى يسبح في يده ولا السحابة التي تظله لكننا نقرأ ما أخبر أنه من عند الخالق ونرى فيه المعجزات العلمية واللفظية كما نتأمل سيرته قبل النبوة وبعدها فنجزم بصدق نبوته.





 

- مجموعة من الأنبياء قبله وردت أسماؤهم ومناقبهم في القرآن أضعاف ما ذكر اسمه فقد ذكر اسم نبي الله موسى عليه السلام 136مرة وذكر اسم نبي الله إبراهيم 62مرة بينما ذكر اسم محمد أربع  مرات فلو كان من عنده لوجدت اسمه متصدرا وصفاته الإطرائية تملا القرآن.


- لم تظهر مشاعره الشخصية في القرآن كوفاة زوجته خديجة وابنه إبراهيم وبناته رقية وزينب وأم كلثوم.


- تضمن القرآن مجموعة من العتابات له وهي:

﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ 


﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ  غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾


﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ﴾ 


﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالاً طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ 


﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ 


﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ 


﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ... الآية

وعلى الآية الأخيره تعلق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة: “لو كتم محمد صلى الله عليه وسلم شيئًا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ 


- في الكتاب الذي جاء به مجموعة من الإعجاز العلمي الذي يوحي أنه لايمكن أن يكون من محمد ذلك الرجل الأمي ومنها: 

- سرده لمراحل نمو الجنين في بطن أمه بوصف كشفته الأشعة الدقيقة بعد أربعة عشر قرنا من الزمن.


- إخباره أن الرياح لواقح للسحب ثم يتبعها بنزول المطر ليصل العلماء حديثا إلى عمليات تلقيح السحب للاستمطار.


- عالم البحار والجبال ومافيها من خفايا لم يكتشفها العالم إلا في العصر الحديث.


ومن الدلائل استمرار هذا الكتاب وعدم تحريفه رغم مرور عصور ضعف للأمة ومحاولات أعدائه اختراقه. 


ومنها تنامي عدد المنتسبين لهذا الدين في هذا الزمن وبشكل هادئ وأحيانا بقناعات ذاتية وحماس من ينتسب حديثا للدعوة إليه رغم محاولات التشويه الإعلامية من أعداء الدين. 


بل المتأمل في تكاتف جميع الأديان والملل ومن لا دين له ومدعي الإسلام من المنافقين والمتأسلمين وكلهم يتحدون ضد دين الإسلام يجعلك تتأكد أنه الحق فكل أعدائه قد جندهم ابليس الذي لا يرتضي ولا يقبل دينا يرتضيه الله ، حتى أنك لتجد الملحدين والمنافقين يتركون عباد البقر والحجر وكل الملل ويحاربون دين محمد لأن الشيطان لم يشيطنهم إلا ضد الحق. 

  

إذا ارتفع مستوى الإيمان إلى درجة اليقين سلمت أمرك إلى الله وصرت تبحث عن كل السبل التي تقربك منه لأنك تعلم أنك إذا اقتربت منه تولاك وإذا تولاك كفاك حتى ترى الأقدار وإن كانت في نظرتك قاسية إلا أنك تثق أنها لصالحك. 


في اختيار من تولاك ستكون أكثر اطمئنانا من نظرتك لمشارط الطبيب الحاذق تلك المشارط الحادة القاتلة الذي سيفتح صدرك ويجري عملية لقلبك وأنت تسلم نفسك إليه بثقة لأنك سمعت أنه عملياته السابقة ناجحة.


دخل هشام بن عبدالملك الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال: سلني حاجة. قال: إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره. فلما خرجا، قال: الآن فسلني حاجة. فقال له سالم: من حوائج الدنيا، أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها؟)

بلغ من اليقين أنه لا يسأل الخليفة الذي يحكم نصف الأرض لأنه إن أراد سأل ربه.


أما سألت نفسك عن أقوام وصلهم من الدلائل ما وصلك لكن يقينهم بالله أكبر من يقينك. 

أعلمت السر؟

كلما اقترب الإنسان من الله بإيمانه ويقينه منحه الله إيمانا ... ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى


إن من أعظم المعجزات أن تكون الآية الواحدة نفسها تزيد المؤمن إيمانا وتزيد الكافر كفرا حيث يجعل الله تعالى لكل منهما زاوية ينظر من خلالها يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ


ولذا يشاهد المنافق والكافر سنن الله تعالى في الكون بمنظور أرضي بحت بينما يشاهدها المؤمن آية من آيات الله الدالة على عظمته الفائقة وحكمته البالغة.


مثال ذلك / التشكيكات التي يطرحها أهل الإلحاد والضلال حينما يتحدثون عن الوضع التبايني في الأرض بين بني الإنسان ويجعلون ذلك تشكيكا في وجود الخالق ويقصدون بذلك وجود الفقير الذي يموت جوعا والمريض والمعذب والمكلوم والمصائب والكوارث في مقابل وجود المُنَعَّم الصحيح الغني المتسيد محاولة للقدح في عدل الله.


بينما يشاهدها المؤمن آية عظيمة من آيات الله وهو يقرؤها في كتاب الله ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ لو كان الناس كلهم أقوياء أغنياء أصحاء أذكياء فمن يبني بيوتهم وكيف يتخادمون بل كيف تتحقق النهضة والاختراعات فكل الاختراعات نتيجة حاجات وكل الخدمات الصعبة الضرورية ينفذها الفقراء ... بل إن معظم الفرص الاستثمارية هي في مصائب الناس فالطبيب لا يربح إلا بوجود مريض والشرطي لا حاجة له لولا المجرم وتأمين المساكن التي هي مصدر رزق لأقوام لا داعي لها لولا اللص والتاجر لن يعتبر تاجرا لولا وجود الفقير ولا حاكم لولا الشعب ولولا الحروب لتعطلت مصانع الأسلحة التي هي مصدر رزق لبشر ولولا الجهل ما احتجنا معلم وهكذا يتحقق التدافع الذي يبني الأرض. 


ومن عدل الله أن مجموعة من مستغلي هذا التدافع مستحقون للعذاب فخلق الله سبحانه النار وخلق الله الجنة جزاء للصالحين من البشر وجعل من درجات الجنة جزاءات تعويضية لمن تضرر من هذا التدافع فصبر واحتسب حتى أن أحدهم ليتمنى أن يعود للدنيا ليحصل على مزيد من الألم حتى يرتفع في درجات الجنة لما يري من عظيم الجزاء الذي ناله بسبب صبره على الابتلاء.


من أجل ذلك كان أهل الإيمان أكثر الناس راحة فإيمانهم يوحي لهم أن كل مصيبة وألم في الدنيا سترفعهم في درجات الجنة وحينما يشاهدون أهل الثراء والصحة والمكانة فلا يعبؤوا بذلك لأنها زائلة لا محالة.


إيمانهم يوحي لهم أن رزقهم مكتوب وأجلهم محدد ووسيلة الموت مرصودة وأن حماية ذرياتهم ومن يخافون عليهم بعدهم ورزقهم أيضا مكتوب لن يزيده وجودهم ولن ينقصه ذهابهم. 


يدركون أن وجودهم في الحياة لأجل بناء الحياة الآخرة فلا يسلكون في دنياهم متعة تخدش في الحياة الباقية ولا يفوتون فرصة ترفعهم هناك.


قال واعظ: كان رجل يسكن في بيت مؤقت فقرر الرحيل عنه في نهاية العام لأن البيت معيب وذلك بعد ان استكمل قصرا شامخا قويا وخلال تلك الفترة أصبح يمارس سلوكا غريبا حيث بدأ كل يوم يأخذ من أعمدة وأساسات القصر الجديد ليثبت به بيته المتهالك حتى ضعفت أساسات قصره ثم عقب قاْئلا لا تعجبوا فكثير من خلق الله يرقعون دنياهم بمتع محرمة تخدش في حياتهم الباقية ويبنون في دنياهم ما يؤثر على آخرتهم.


حينما تكون موقنا بالله وقدرته تتضائل أمامك كل  المصاعب.


حينما تكون موقنا بالله وحكمته ترى في الظلام نورا وفي البؤس فرجا.


حينما تكون موقنا بالله ولطفه ترى في الوخز علاجا وفي الألم منفعة.


حينما تكون موقنا بالله وقوته لا تخاف من قوي يسكن في أرضه ولا تقلق من متوعد تحت تصرفه.

 

حينما تكون موقنا بالله وعلمه لن تتكل على حواسك في تحليل وقراءة حالات القضاء والقدر التي تمر بك بشكل صحيح فقد يكون ما تراه شرا هو خير لك وما تراه خيرا هو شر لك ولذلك يسلِّم الموقن الأمر لله ويشتغل على أسباب الخير المتمثلة في حسن الظن بالله والدعاء مدركا أن العاقبة خير لا محالة ففي الخير منحة وفي الشر تعويض ينسي المحنة.

﴿فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا

﴿فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ

لن يفسر علمك القاصر أن خرق السفية وقتل الغلام هو الأفضل 


وفي المقابل قررت حواس قوم أن المطر والخير قادم في سحابة قادمة تملأ الأفق لكن الواقع عذاب أليم 

﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ


بعد هذا تأكد أن الله يمنح الإيمان اليقيني أناسا لم يركعوا لله قبل منحته تلك ركعة ومنهم سحرة فرعون بل وشاهدنا ذلك في بعض المسلمين حديثا ، وتأكد أن استجلاب الإيمان اليقيني بحسن التقرب إلى الله أحد معززات الإيمان الموصل لدرجة اليقين لأن الله وعد من سارع بالتقرب إليه أن يقترب منه وكلما اقترب منك الله ابتعد الشيطان الذي يسعى لإضعاف إيمانك كلما حانت له فرصة. 


إن صلاتك التي تصليها تحتلف باختلاف قربك من الله أثناء أدائها فرق كبير بين صلاة تؤديها لتتفرغ لدنياك ولهوك تتسابق أنفاسك لتنهي قراءة الفاتحة وتتزاحم التسبيحات وعبارات التحيات لتستعجل استكمالها وبين صلاة تصليها وأنت بروح: 

﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

حينما تقرأ الفاتحة وأنت تتخيل أنك ستلاقي الله لن تكون قراءتك وأنت تنتظر استكمالها لتركع 

حينما تقول سبحان ربي العظيم وأنت تظن أنك ملاقيه لن يكون تسبيحك وأنت تنتظر استكمالها لترفع 

حينما تقول سبحان ربي الأعلى ساجدا وأنت تظن أنك ملاقيه لن يكون تسبيحك وأنت تنتظر استكمالها لتهض

حينما تصنع معروفا لأحد أو تتصدق بصدقة وأنت تظن أنك ستلاقي الله ستنقل جائزتك إلى اللقاء فلا ترجو من عباده جزاء ولا شكورا 


إن شعورك الدائم أنك ستلاقي الله سيجعل صلاتك وحياتك ومماتك لله رب العالمين بعدها سيكون دعاؤك مختلفا وثقتك بمصير الدعاء وأثره مختلفا.


﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ...لايفرحون إذا عُصي الله ولا يساعدون على معصيته وإن عصوه لايستسهلون المعصية ويقلقهم ذلك حتى يستغفروا ربهم وهم يشعرون بالحياء منه سبحانه ويطأطئون روسهم إجلالا لعظمته ويفزعون خوفا من توابع ذنوبهم.

 

لن يقول المؤمن الموقن ليتني مجاب الدعوة بل يشعر أن دعاءه كله مستجاب لقد دعا يوما فقال ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة فشاهد  حسنات الله تنهال عليه توفيقا في حياة وصحة في بدن ومسكنا ومأكلا وأمنا وزوجة وسيارة وحياة سعيدة. 


فهو يستجلب الآجابة بحسن الظن بالله لا يجرؤ وقد دعا لمريضه بالشفاء أن يسرد بعد شفاء مغامراته بين المستشفيات حتى وجد الطبيب فلان الذي شخص المرض تشخيصا دقيقا وصرف علاجا نافعا دون أن يذكر أي أثر لدعائه في مسار الشفاء ، لن يكون بهذه الروح التي نسيت دعواته بشفاء مريضه وهو يمتثل دوما: 

﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين


أما الآخر فينتظر قائمة تصله من السماء بالدعوات التي تمت إجابتها والدعوات قيد الانتظار والدعوات المردودة. 


المؤمنون الموقنون يرتبطون بالله بالدعاء الدائم أن يزيدهم به إيمانا ويقينا وإليه قربا ومنه خشية وفيه حبا وعليه توكلا وأن يثتبهم الله على دينه. 


وليزيد يقينك وإيمانك اجعل لك خلوات بربك تحددها مسبقا وتمنحها قداسة في الاستعداد والتهيؤ تفتتحها بالتفكر والتأمل ثم تحمد الله ممتنا له من كل قلبك وأنت تستشعر أنه اختارك من ملايين البشر لتكون من أوليائه ثم تسبح وتذكر الله ثم تدعو وتدعو وتدعو. 


وأخيرا أختم بوعد الله 

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

أي وعد أو أمل دنيوي يستحق أن نطمح لهما بعد هذا الوعد


جعلني الله وأياكم ووالدينا ووالديهم وذرياتنا وذوي أرحامنا والمسلمين والمسلمات الأحياء نتهن والأموات 


هذه المادة سيتم تحسينها كل حين فساهم بما يفتح الله عليك من خلال هذا الرابط 

تستطيع كتابة تعليقك واقتراحاتك التطويرية وتصويباتك

https://forms.gle/PjRBED7jgaw1wP2n7


جميع مقالاتي السابقة 

تفضل بزيارتها من هنا