Financial Management 2

الأهداف البيداغوجية للمقياس

يوجد أمام المسير المالي عدة بدائل لتمويل الاحتياجات المالية؛ منها ما هو داخلي مثل التمويل الذاتي أو الرفع في رأس المال نقدا، و منها ما هو خارجي ممثلا في الاستدانة، هذه الأخيرة يمكن تقسيمها من ناحية الأجل إلى طويلة الأجل (القروض، السندات)، و قصيرة الأجل (الائتمان التجاري والمصرفي). عملية الاستدانة تسمى بالرفع المالي الذي يتحدد بجملة من العوامل أهمها : حجم المؤسسة، مردوديتها، دورة حياتها، هيكل أصولها، معدل نمو مبيعاتها،... . يسمى المزيج التمويلي المختار بالهيكل المالي، والمشّكل بناءً على مؤشرات أساسية أهمها الأثر الذي تتركه عملية الرفع المالي على مردودية المساهم و على درجة مخاطرتها، و تكلفة كل مورد.

المساهمون هم الأكثر تحملا للمخاطرة من الدائنين؛ و من ثمة فمعدل المردودية المفروض من قبلهم أكبر من تكلفة الاستدانة ولتخفيض تكلفة رأس المالي لابد من الرفع المالي؛ أي زيادة الرفع المالي تؤدي إلى تخفيض تكلفة رأس المال، ومن ثمة تعظيم قيمة المؤسسة؟ للإجابة على هذا الإشكال هناك عدة مقاربات نظرية حاولت تفسير هذا الاختيار، وتأثيره على قيمة المؤسسة؛ وهو ما قدمته نظرية مدجيلياني وميلر "MM".

يكمن الهدف الرئيس لهذا المقياس في تكوين الطلبة وتزيدهم بمعارف حول مالية المؤسسة واهم النظريات المفسرة والمحددة للقرار المالي في المؤسسة الاقتصادية، حيث قسمنا هذه المحاضرات إلى ستة أقسام رئيسية.

ندرس في القسم الأول من هذه المحاضرات أساسيات حول تحليل القوائم المالية للمؤسسة باستخدام النسب المالية بالتركيز على العائد على حقوق الملكية والعائد على الأصول، أما القسم الثاني فتم تخصيصه لمناقشة الرافعة التشغيلية ومخاطر التكاليف الثابتة وهو ما يعرف بالرافعة التشغيلية، إضافة إلى النقطة الميتة العملياتية ووضعية المؤسسة بالنسبة لها. نناقش في القسم الثالث تسيير وادارة الاحتياجات المالية أو ما يعرف بإدارة رأس المال العامل أو الاحتياج لرأس المال المعياري، وفي القسمين الرابع والخامس على التوالي تم التركيز على الهيكل المالي وتكلفة رأس المال باعتباره مؤشرا أساسيا في اختيار الهيكل المالي، وفي القسمين السادس والسابع سوف نناقش نظريات وسياسة توزيع الأرباح وكذا اختيار الاستثمارات والمشاريع الاستثمارية في الجل الطويل.