الأهداف البيداغوجية للمقياس

يعتبر الاقتصاد القياسي المالي أسلوبا من أساليب التحليل المالي المعاصر حيث يهتم بتقدير العلاقة بين المتغيرات المالية من الناحية الكمية أو دراسة تقلبات الأسواق المالية. هناك الكثير من التعريفات لهذا المصطلح وعلى الرغم من اختلافها بالصيغة إلا أنها تشترك بأنها تعتبر الاقتصاد القياسي نوعاً خاصاً من التحليل المالي يستخدم كلاً من النظرية المالية والرياضيات والإحصاء للوصول إلى نتائجه و ساعد تطور وتوسع استخدام الحاسبات الالكترونية وبرامج التحليل على فتح آفاق جديدة لهذا الاختصاص.

تأتي أهمية الاقتصاد القياسي المالي من نتائج التطبيقات المختلفة وإمكانية توظيفها للتحكم في الظواهر المالية المدروسة، فالقرارات المتخذة استناداً إلى نتائج الدراسات القياسية تكون رشيدة لأنها تستند إلى نتائج وعلاقات دقيقة ومعنوية وتقديرات منطقية ومختبرة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن من خلال النماذج القياسية التنبؤ بتغيرات الظاهرة المالية المدروسة وبتغير العوامل المؤثرة عليها وبتغير الصدمات الخارجية كما يعمل الاقتصاد القياسي المالي على استبعاد أخطاء التقدير الشخصي للباحثين، وكذلك يقيس العلاقة الحقيقية ومدى الارتباط الفعلي وليس العلاقة الظاهرية بين المتغيرات.

يكمن الهدف الرئيس لهذه المحاضرات في تكوين الطلبة وتزيدهم بمعارف حول أهم الأساليب وأدوات التحليل الإحصائي المستخدمة في قياس العلاقة الكمية بين المتغيرات المالية لاسيما تسعير الأصول المالية، تسعير الخيارات واختبار كفاءة التسعير على المستوى الضعيف أو السير العشوائي، و في اختبار الفرضيات التصورية التي بنيت عليها هذه العلاقات، و كذا استخدام بعض البرامج الإحصائية(,Eviews©, RATS© , XL©, R) في التقدير و الاختبار، حيث قسمنا هذه المحاضرات إلى سبعة أقسام رئيسية.

ندرس في القسم الأول من هذه المحاضرات نبذة عن مشاكل اختراق فرضيات الانحدار الخطي، أما في القسم الثاني، الثالث، والرابع فسنتطرق لنماذج السلاسل الزمنية المستقرة ونماذج التنبؤ في الأجل القصير، وفي القسم الخامس سيكون التركيز على نماذج أشعة ا الانحدار الذاتي، وكمقدمة عن الاقتصاد القياسي الحديث نعرض مقدمة في تحليل بيانات البانل ونماذج GARCH .