ابن سينا
فكر ابن سينا الفلسفي
يعتبر الفكر الفلسفي لأبو علي ابن سينا امتداد لفكر الفارابي وقد أخذ عن الفارابي فلسفته الطبيعية وفلسفته الإلهية أي تصوره للموجودات وتصوره للوجود وأخذ منه على الأخص نظرية الصدور وطوّر نظرية النفس وهو أكثر ما عني به.
كان يقول بنفس المبادئ التي نادى بها الفارابي من قبله بأن العالم قديم أزلي وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، و نفى أن الأجسام تقوم مع الأرواح في يوم القيامة. وقد كفره نتيجة أفكاره هذه الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال"، وأكد نفس المعلومات ابن كثير في البداية و النهاية (12/43). وأكد ابن عماد في شذرات الذهب (3/237) أن كتابه "الشفاء" اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين. اما شيخ الإسلام ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية الباطنية الذين ليسوا من المسلمين أو اليهود أو النصارى.
وقال فيه ابن القيمُ في كافيته:
وقضى بأنَّ الله يجعل خلقه * عدماً ويقلبه وجـوداً ثـاني
العرش والكرسـي والأرواح و * الأملاكُ والأفـلاكُ والقمـرانِ
والأرض والبحر المحيط وسائر * الأكوانِ من عرض ومن جثمانِ
كلٌّ سيفنيـه الفنـاءُ المحـض لا * يبقـى له أثــر كظـلٍّ فانِ
ويعيـد ذا المعـدوم أيضاً ثانياً * محض الوجـود إعادة بزمانِ
هـذا المعـاد وذلك المبدأ لدى * جَهم وقـد نسبـوه للقرآنِ
هـذا الذي قاد ابن سينا والألى * قالـوا مقالتَـةُ إلى الكفرانِ
لاشك أن الرجل كان ذو شبهات دنيوية، ولكن كان يتوجه نحو هدفه بحذر وروية. فقد روي عنه تلميذه المخلص ابن أبي أصيبعة الذي صحبه 25 سنة: أن ابن سينا تناول حظه من شهوات الدنيا، وأنه أسرف في الجنس إسرافا كان من أسباب تدهور صحته، وأنه كان إذا فرغ من دروس الطب الليلية أحضر الشراب والآلات الموسيقية واستمر باللهو لساعات.