التعريف بالموقع

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .

أما بعد ...

فقد روى الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) .

هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا فيه عما يحدث في آخر الزمان من قبض العلم وما يتبع ذلك من فساد ، قال الإمام ابن بَطّال في شرحه على البخاري : (معنى ذلك أن الله لا يهب العلم لخلقه، ثم ينتزعه بعد أن تفضَّل به عليهم، والله يتعالى أن يسترجع ما وهب لعباده من علمه الذي يؤدى إلى معرفته والإيمان به وبرسله، وإنما يكون قبض العلم بتضييع التعلُّم فلا يوجد فيمن يبقى من يخلف من مضى، وقد أنذر - صلى الله عليه وسلم- بقبض الخير كله، ولا ينطق عن الهوى).

ويستفاد من هذا الحديث أن وجود العلماء وانتشار العلم يمنع من ذهاب العلم واتخاذ الرؤوس الجهال ، وما يتبع ذلك من فساد .

وانظر إلى فقه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عندما سعي لنشر العلم ومجالس الحديث خشية ذهاب العلم ، روى البخاري في "صحيحه" عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا ) أي خفية ، وأراد به كتمان العلم ، وإنما يكون ذلك من العالم عندما يبخل بعلمه أو يمنع من التحديث .

إذا عصمة الأمة من الضلال إنما هو بالعلم والعلماء ومن أراد للأمة أن تُشغل عن هذا الأصل الأصيل فقد أراد لها الضلال وانتشار الفساد .

وإنطلاقا من هذا الأصل وحتى لا يكون العلم سرا فقد تم إطلاق هذا الموقع سعيا لإيجاد التواصل بين طلاب العلم .

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به ، ويجعله في ميزان حسنات كل من ساهم في نشره .

كيفية التواصل

ويمكن التواصل عن طريق طرح الأسئلة والإشكالات العلمية والنصائح من خلال الضغط على أيقونة (راسلنا) وسوف يتم بإذن الله التفاعل مع هذه الرسائل في (إجابة الأسئلة) من قسم العام .

دعوتنا

عودة إلى الكتاب والسنة كما فهمهما السلف الصالح من الصحابة، ومن تبعهم بإحسان من أئمة الدين -رحمهم الله تعالى-. قال تعالي: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران:110)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي).

(1) في العقيدة: توحيد المعبود -سبحانه وتعالى- لا شريك له، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، قال تعالي: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل:36)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدُهُ لا شَرِيكَ لَهُ).

(2) في العبادة: توحيد الطريق الموصلة إلى الله تعالى، وهى سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونبذ البدع في الدين، وهو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله، قال تعالي: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر:7)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ).

(3) في نظم الحياة: تحكيم الشريعة القرآنية، والكفر بالقوانين الوضعية الطاغوتية، قال تعالي: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50).

(4) في الأخلاق: تزكية النفوس بالتخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل، باتباع الكتاب والسنة الصحيحة وسلوك منهج السلف الصالحين، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:9-10)، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) (الأنفال:29).

(5) في الدعوة إلى الله: التسلح بالعلم النافع الذي تُؤدَّى به الواجبات، وتُدفع به الشبهات، مع نبذ التقليد الأعمى والتعصب، قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).

(6) الالتزام بالعلم والعمل، واجتناب الترخص والتشديد الغالي، قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).

(7) الدعوة الحكيمة إلى الفهم الشامل للإسلام، والجهاد والصبر على أذى الناس، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر).