بالمحبة نرتقي ونسمو ونكون أقوى
إِنَّ المحبَّة هي أَسمى الفضائِل جميعِها، لا بل هي ذُروة المواهب الرُّوحيَّة.
في رسالته الأُولى إِلى أَهل كورنثُوس، يقول بولُسُ الرَّسول:
" إن كنتُ أَتكلَّمُ بأَلسنة النَّاس والملائِكة، ولكن ليس لي محبَّة، فقد صِرتُ نحاسًا يطنُّ أَو صنجًا يرنُّ، وإن كانت لي النُّبُوَّة، وأَعلمُ جميع الأَسرار وكلَّ عِلم، وإِن كان لي كلُّ الإِيمان حتَّى أَنقُلَ الجبال، وليست لي المحبَّة، فلسْتُ شيئًا".
لذلك كان لِزَامًا علينا أَن تكونَ المحبَّةُ بوصلتنا، وأَن نعالجَ كلَّ أَمرٍ بالمحبَّة، فهي مبدأُ التَّعامل ومنتهاهُ، كيف لا وقد أَشارَ القدِّيس يوحنَّا اللَّاهوتيّ – التِّلميذُ الحبيب للسَّيِّد المسيح – إِلى أَنَّ "الله محبَّة"!
فكلُّ إنسانٍ يخدم الله، عليه أَن يتعلَّم الحبَّ أَوَّلاً قبل أَن يخدم الإِنسانيَّة، فبالحُبِّ يرتقي المجتمع ويرتفع البُنيان. من هنا نصلُ إِلى أَنَّ هناك صحيحَيْنِ لا ثالثَ لهما: العِلم والمحبَّة، فالمحبَّةُ ليستِ ٱستلطافًا للغير ولا تعلُّقًا بِهِ، إِنَّهَا بذلٌ وعطاءٌ، دونَ ٱنتظار مقابِل أَيًّا كان، مادِّيًّا أَو جسمانيًّا أَو معنويَّا، بل نحبَّ من أَجل أَنَّ اللهَ – جلَّ وعلا - هو المحبَّةُ بالذَّات.
لذلك، فالعلمُ نُورٌ يُستضاءُ بِهِ لكي نعرِفَ كيف نحِبُّ الله، وكيف نعامل عبادَهُ، فتكون مسيرتُنا مُؤَسَّسَةً على العلم ومن خلال الرُّؤيا الخاصَّةِ بنا.
إِن كانتِ المحبَّة نِبراسًا للطرَّيق الّتي علينا السَّير فيه للوصول إِلى الكمال، فلا عجَبَ أَن يكونُ العِلمُ ذاك المصباح الَّذي نستنير به جميعُنا، حتَّى نرتقي في سُلَّم الكمال درجةً بعد أُخرى، إِلى أَن نصِلَ ذُرَا الأَعالي، ونكونَ بذلك قد حقَّقنا غاية عُليا وهدفًا ساميًا، أَلا وهو تربية النَّشءِ على قواعدَ متينة، وأُسس رصينة، تُمكِّننا من رصِّ البُنيان وصقل المجتمع، حتَّى يكون شعبُنا وموطننا مثالًا يُحتذى به، أَمام بقيَّة الشُّعوب والأُمم.
من منطلق إِيماننا بالطَّاقات الكامنة في طاقم مدرستنا المتفاني، والمواهب والقدرات الموجودة لدى طلَّابنا الأَعزَّاء، نعلنُ صريحًا أَنَّنا نسعى لبناءِ مدرسة تكون بيتًا للتَّربية، وحقلًا مُنتجًا وافِرَ الخيرات، ومعينًا ينهلُ منه أَبناؤُنا حتَّى الارتواء، لكي يستعدُّوا للمستقبل؛ فنحن نملك القدرات الَّتي تَحُثُّنَا على التَّقَدُّم ورفع المستوى التَّحصيليِّ، لكنَّ ذلك يتماشى فقط مَعَ المحبَّة والتَّطبيق الدَّقيق وصدق العمل، وعلاقتنا مع الأَهالي المحترمين، المفعمة بالمحبَّة والاحترام.
رؤيتنا التَّربويَّة لمدرستنا واعدةٌ، فهي رؤيا تُؤَسِّسُ مهاراتٍ لطالبِ القيادة والقِيَم الأَخلاقية القائِمَة على المحبّة، والقيم الاجتماعية في محور العمل التَّربويّ.
أَهلَنَا الكرام، تُبدِي المدرسة في كلِّ خطوةٍ تخطوها اهتمامًا بآرائِكم وبمواقفكم وبأَفكاركم بشكلٍ متواصل، ونحن على ثقةٍ بأَنَّ نجاح هذه الخطوة نابعٌ من تعاونٍ مستمرٍّ هادفٍ صادقٍ بينكم وبين المدرسة، لكي نَصِلَ إِلى تحقيق أَهدافٍ طويلة الأَمَد، ممزوجة بالمحبَّة.
تتوِّجُ مدرستنا الواصفيَّة صورة المجتمع المستقبليَّة المكوَّنَة من طلابها، بخيوطٍ ذهبيَّة مِنَ القيم التَّربويَّة وأَعظمها المحبّة، مُكلَّلة بالاحترام، والصَّبر، وَالإِصرار، وَالعَزْم، والعِلم، والثَّقافة، والإِبداع. فعلينا أَن نتكاتَفَ جميعًا، وأَن نتعاون لكي نكمِلَ المشوار معًا، مشوارَ العمل، مشوارَ المحبَّة المتبلورة بالنَّجاح والتَّميُّز.
الحياةُ مليئَةٌ بالحجارة، فلا نتعثَّر بها بل نجمعها ونبني منها سُلَّمًا نصعَدُ بها نحو التَّأَلُّقِ والتَّميُّزِ والنَّجاح.
لِتَكُنِ المحبَّةُ لُغَتَنَا المُشتركة، وَرَكِيزَةَ عَمِلِنَا، وَمِشعَلَ دربِنَا
باحترام
مديرة المدرسة
المربِّية رانية سابا