النوم واليقظة عند الحيوانات

ثم إن التناسب بين النوم واليقظة يتفاوت بين الثدييات، كما أننا نجد من بينها أصحاب النوم القصير وأصحاب النوم الطويل. فالخفاش على سبيل المثال يقضي عشرين ساعة في النوم كل أربع وعشرين ساعة ولذلك فإنه ينتمي إلى الفئة الأخيرة على التحقيق، وكذلك حيوان ( (Oppossum الذي ينام فترة تتراوح فيما بين ثماني عشرة ساعة وتسع عشرة ساعة، والقنفذ الذي تطول فترة النوم عنده إلى سبع عشرة ساعة أو ثماني عشرة ساعة. وعلى نقيض ذلك تكتفي الأبقار والخيول والفيلة بثلاث ساعات أو أربعة من النوم كل يوم. (هناك تقارير ذكرت أن الفيلة تنام في بعض الحالات فترات أطول من ذلك.) وليست هناك فيما يبدو علاقة مباشرة بين طول الفترة الإجمالية للنوم وبين مقدار نوم الحركات السريعة للعينين. فالحصان الذي ينام ثلاث ساعات فقط من كل يوم نجده يقضي عشرين بالمائة من هذا الوقت في نوم الحركات السريعة للعينين; بينما نجد أن ( Mole ) ذلك الحيوان الذي يقضي فترة نوم تبلغ ثماني ساعات أو تسعة يقضي خمسا وعشرين بالمائة منها في نوم الحركات السريعة للعينين، على حين أن الجراد (ثلاث عشرة ساعة) يقضي عشرة بالمائة فقط. ومع ذلك فإننا نستطيع أن نتوصل إلى بعض المباديئ العامة. فمن الصحيح عند الإنسان وعند الحيوانات أن النسبة المئوية لنوم الحركات السريعة للعينين تكون مرتفعة جداَ بعد الولادة ثم تتناقص بسرعة أثناء النوم. من ذلك مثلا أن الفئران حديثة الولادة تقضي خمسا و سبعين بالمائة من نومها في نوم الحركات السريعة للعينين بينما تقضي الفئران الناضجة نسبة تتراوح فيما بين خمس عشرة وعشرين بالمائة. ونحن نلاحظ نسبا قريبة من ذلك عند القطط.

النوم والاحلام عند الخنازير


وفي الخنازير التي تولد على حالة من النضج أكبر من ذلك بكثير نجد أن نسبة نوم الحركات السريعة للعينين تكون أدنى كثيرا عند الولادة و هي عليه عند الفئران أو القطط ثم تتناقص بدرجة أقل في الأسابيع التالية وتكثر فيها رؤية الاحلام Tafsir al ahlam. وهكذا يبدو أن النسبة المرتفعة من نوم الحركات السريعة للعينين في المراحل المبكرة من الحياة مرتبطة flرحلة النوم. وعلينا هنا أن ننبه إلى أن التمييز بين مراحل النوم عند الحيوانات حديثة الولادة أصعب منه عند الحيوانات الناضجة.