لا للتجويع، لا للإبادة، نعم للحل السياسي

منذ أكتوبر 2023، قًتِل في قطاع غزة أكثر من أربعين ألف مواطن، معظمهم من النساء والأطفال، ويقّدر عدد الجرحى بمئة ألف، كذلك تم تدمير معظم المباني السكنية والعامة. إن هذا الدمار هو نتيجة الهجوم الإسرائيلي المنفلت على القطاع، والذي أعقب المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها حماس في غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023.

إن حجم الكارثة الإنسانية، التي لا تغطيها وسائل الإعلام المؤسساتية الإسرائيلية على الإطلاق تقريبًا، يثبت أن الأهداف المعلنة للحكومة الإسرائيلية - تدمير حماس وتحرير المختطفين - هي ذريعة لطرد الفلسطينيين من مناطق واسعة من قطاع غزة. ويتم التضحية بالمختطفين وجنود الجيش الإسرائيلي على مذبح رفض الحل السياسي والأوهام بضم أجزاء من القطاع إلى إسرائيل وإقامة المستوطنات.

منذ ما يقارب العام، ونحن مصدومون إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتنتابنا مشاعر الذهول من التأثير طويل المدى على كلا الشعبين، ولكن ما يزيد الشعور بالذهول هو ارتفاع مستوى هذه الجرائم في الآونة الأخيرة. إن الهجوم الحالي للجيش الإسرائيلي على شمال غزة، والمستمر منذ 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024، ينطوي على تجويع متعمد، وذلك بالإضافة إلى سياسة الطرد والقتل والمس بالمؤسسات الطبية، الأمر الذي تجلى منذ بداية الحرب في مناطق أخرى من غزة أيضاً.

إننا ندعو مواطني ومواطنات إسرائيل إلى الانضمام إلينا لتوجيه نداء واضح ولا لبس فيه لوقف الكارثة. الوقف الفوري لحملة القتل والتجويع، السعي للتوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح المختطفين ويؤدي إلى بلورة خطة سياسية في مركزها إعمار القطاع وضمان عيش إنساني كريم وآمن للإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة الواقعة بين البحر والنهر.