أسباب القلق الاجتماعي لدى الأطفال:
تصنف أسباب القلق الاجتماعي لدى الأطفال وفقا للمصادر إلى:
1- أسباب أسرية:
إن الأسرة تلعب دوراً هاماً في حدوث حالات القلق الاجتماعي و قد بينت الدارسات أن الأشخاص المصابين بالقلق الاجتماعي يذكرون في تاريخ شخصيتهم أن طفولتهم كانت غير سعيدة، وأنهم عانوا من الحرمان النفسي والمادي وأن علاقتهم بوالديهم كان يسودها البعد العاطفي والبرود،إضافة إلى عدم التقبل والرفض من الأهل، وهذه الذكريات تساهم عادة في تكوين مشاعر النقص كما تؤدي إلى ازدياد مشاعر الإحباط والعدوانية والتوتر وعدم الرضا عن النفس، هذا الأمر يؤدي إلى القلق الاجتماعي. وتلعب التربية دواراً في تثبيت القلق من المواقف الاجتماعية مثل أساليب المعاملة الوالدية غير السوية القائمة على المستويات المرتفعة في التحكم والضوابط والقيود والتي تفرض على الطفل والتي تحول دون تعريضه للمواقف الاجتماعية ،وإطلاق الصفات أوإلصاق النعوت على الطفل كأن يسمى بأنه خجول أو ضعيف، أو أنه لا يتكلم أو غير ذلك في البيئة المنزلية أو المدرسية.
2- أسباب وراثية:
فالفرد يرث الجينات المسؤولة عن الاضطراب الكيميائي الذي يحدث القلق، ويكون مسئولاً عن طبيعة الأعراض وعن العوامل الكيميائية المسئولة عن القلق الاجتماعي، والتي تتمثل في زيادة استثارة نهايات الأعصاب الموجودة في المشتبكات العصبية ، والتي تسرف في إنتاج الإدرينالين مع زيادة نشاط المستقبلات، مع نقص في الموصلات الكيميائية المانعة، ونتيجة هذا النقص تستثار أجزاء المخ بشكل زائد وينتج عن هذه الزيادة أعراض القلق الاجتماعي.
3- أسباب معرفية:
إن الأفراد ذوي القلق الاجتماعي لديهم نزعة نحو تقييم أنفسهم بطريقة سلبية، ودائماً ما ينشغلون بنواقصهم وعيوبهم وعدم كفاءتهم، وبالانطباعات التي سوف يكونها الآخرون عنهم، وهم غير موضوعيين في إدراكهم وتقييمهم لمواقف التفاعل مع الآخرين، وفي اختيارهم وتنفيذهم للسلوك في تلك المواقف.كما أن الطفل القلق اجتماعياً يكون أكثر معايشة للعلاقات السلبية مع الأقران وذلك مقارنة مع الأطفال العاديين، وأن هذه الخبرات تؤدي إلى تفاقم واستمرار القلق الاجتماعي لديه.
د/ محمد فوزي
دكتوراه العلاج المعرفي السلوكي
ماجستير علم النفس الاكلينيكي