غات واحة من واحات ليبيا الصحراوية ومركز مهم للمواصلات عبر الصحراء الكبرى وهذا الوضع اكسبها شهرة كبيرة.
تقع غات في أقصى الجنوب الغربي من ليبيا فهي تقع إلى الجنوب الغربي من غدامس وسبها ومرزق وتبعد عن طرابلس مسافة 1360 كم عند عنق وادي مارازت بين سلستين من الجبال العالية الشرقية منهما تسمى جبال تدرارت أو الاكاكوس والغربية منهما تسمى تسيلي ان انجر وهي تقع على دائرة عرض 37 ، 24 شمالاً وعلى خط طول 7.27 شرقاً .
حسب الروايات المتواترة لدى أهالي غات فإنها عرفت بهذا الأسم من الغوث أي تغيث المسافر وتؤمن له الماء والزاد وهناك سبب أخر للتسمية وهو نسبة لولي صالح يدعى غوث ولايزال قبره بغات القديمة .
كان يسكن غات خمس قبائل مجئ الطوارق وهم يلاحظ أن غات كانت تتمتع بحكم ذاتي وفق تقاليد متوارثة ثم اصبحت بدخولها في نطاق الحكم العثماني تابعة لمتصرف فزان حيث استغل الأتراك الخلاف الناشئ بين الطوارق نتيجــة لتنافسهـم في التجــارة فاحتلوا غات سنة 1874 – 1875م وفي عام
1886م قام الطوارق بثورة على الحاميــة التركيــة في غــات فأخرجوهــم منها ولكن الأتراك مالبثوا ان استردوها عام 1887م وبقيت تحت الحكم العثماني وتابعة لطرابلس إلى أن احتلها الطليان في 12 من اغسطس سنة 1914م .
تعتبر غات مركزاً تجارياً عظيماً في الصحراء وهي تقع على طريق القوافل التي تغدو وتروح بين طرابلس الغرب وبلاد السودان ومن أهم البضائع المتاجر بها في غات الذهب / الحبوب / الجلود / ريش النعام / عاج الفيل / وتجارة الرقيق التي منعتها الدول الأوروبية عام 1815م عقب إستنزافها للقارة الأفريقية على مدى قرون واعتمد التجار في غات على تبادل البضائع القادمة من الساحل إلى المناطق الصحراوية .
احاجنن – كل فافسا – كل تارات – تل تلاك - ايماكامازن . وكانت هذه القبائل متوزعة عبر أحياء المدينة وهي حي باب
تملغت وحي باب تفاغت وحي باب الشالي وحي باب الخير وحي باب الزاوية وحي باب كلالة أما الطوارق وهم من البربر وأهم قبائلهم ازقر وهقار وكيلوي واولمدن وسكان مدينة غات من العرب والطوارق بعضهم يتحدث الأمازيغية والباقي يتحدثون العربية وقليل منهم يتحدث الهوسا والفولانية لان أصولهم تنحدر من نيجيريا والنيجر
وأهم القرى التابعة لمدينة غات هي تونين ، البركة ، الفيوت ، العوينات ، تدرامت .
تأسست المدينة في نهاية القرن الأول قبل الميلاد على يد مجموعة من القبائل الخمسة السابقة الذكر ولقد تعهدت هذه القبائل بحماية القوافل التجارية وبناء المدينة ، لكن بعد مجئ الطوارق إليها سرعان ماعقدوا معاهدة تعهدت بموجبها قبائل الطوارق حماية المدينة نظير جزية معلومة تؤديها غات لهم مع بقاء المدينة تحت حكم مجلس الشيوخ كمركز للسلطة التنفيذية .
ولقد كانت غات مركزاً عسكرياً وتجارياً في عهد الرومان وكانت تعرف باسم أوبيدوم دي رابسا فعمل الرومان على تأمين طرق التجارة والحماية من خطر القبائل التي تقطن الواحات الصحراوية.
مدينة غات دائرية الشكل ويحيط بها سور دائري به أثار أبراج مربعة الشكل والسور يضم المنطقة الوقعة وسط المدينة التي تضم القلعة والبيوت المحيطة بها ويرجح إنها بنيت في الفترة السابقة لإنتشار الإسلام في المناطق الصحراوية كما أن هناك سور يعود بناءه إلى ما بعد القرن الرابع الهجري ويضم المسجد وباقي الأبنية الأخرى .
بنيت القلعة على الأرجح في موقع حصن قديم وقد تركت خالية فيما بعد عقب هجوم الطوارق عليها سنة 1879م .
تعتبر الثكنة العسكرية هي الأثر الوحيد للحكم العثماني في مركز التجارة الصحراوية غات وقد أنشئت عام 1879م .
عرف ب ( العتيق ) ويقع ملاصق للحصن ولميدان آشيلي الذي تعقد به الإحتفالات الدينية ويرى الداخل إلى المسجد أربعة أقواس غير منتظمة ومئذنة الجامع على شكل هرم ناقص .
أسست في غات عدة زوايا وأشهرها تأسست عام 1860م وهي عبارة عن بناء مربع الشكل لها باب يعلوه أقواس صغيرة وبها مئذنة طليت جدرانها بالجبس وهو عبارة عن مكان لتعليم الأطفال القرآن الكريم .
توجد مقبرة خارج المدينة على أطراف الواحات الصحراوية بالقرب من ضريح سيدي عبد الرزاق وضريح الشريف موسى عبد الكريم التواتي وضريح الالافاطمة وإلى الجنوب من بركت توجد أثار قلعة تسمى ديدت أمامها جبانة كبيرة بها قبور مبنية بالأحجار على هيئة مثلث أما إلى الغرب من غات فيمر وادي الفيوت ويوجد به كهف به رسوم صخرية شبيهة برسوم الأكاكوس وهي رسوم ملونة تمثل الأبقار والنعام والزراف والحفلات الراقصة .
بقلم عماد الدين غانم
بقلم عيد حامد